+شهادة إيمانية:-
وفيما هو يتكلم بهذا رفعت امرأة صوتها من الجمع وقالت له طوبي للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما(لو11:27) تطويب نابع من قلب عامر بالإيمان لأنها شاهدت ورأت وسمعت, لذلك لم تستطع أن تخفي ما بداخلها بل أعلنت إيمانها جهرا أمام الجمع دون أن تتردد فهي واحدة من الجمع الذي قال عنه الكتابوكان الجميع يشهدون له ويتعجبون من كلمات النعمة الخارجة من فمه ويقولون أليس هذا ابن يوسف( لو4:22) وكأنها تقول مع الرسول الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة (1يو1:1) فالشهادة المعلنة بإيمان عملي أكيد لها مكانة خاصة عند الله كما يقول الكتابله يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا(أع10:43) فطريق الإيمان عمل ومن يؤمن ويعمل فله الحياة الأبدية, كما قال الرب بنفسهلأن هذه مشيئة الذي أرسلني أن كل من يري الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير(يو 6:40) ومن هذا المنطلق خرج الآباء التلاميذ والرسل إلي كل مكان يشهدون ويكرزون باسم المسيح الفادي والمخلص, كما أعلن الرسول قائلافإننا بالروح من الإيمان نتوقع رجاء بر لأنه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئا ولا الغرلة بل الإيمان العامل بالمحبة(غل5:5-6) فنعم الإيمان الذي يشهد ويعلن عن حق سماوي.
+ونعمة سماوية:-
أما هو فقال بل طوبي للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه(لو11:28) كما أعلنت هذه المرأة إيمانها وطوبت السيد نتيجة لإيمانها به هكذا هو أيضا طوب كل الذين يسمعون ويؤمنون ويحفظون كلامه هؤلاء سينالون نعمة سماوية كما يشرح لنا القديس يوحنا في رسالته قائلا يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق. وبهذا نعرف أننا من الحق ونسكن قلوبنا قدامه. لأنه إن لامتنا قلوبنا فالله أعظم من قلوبنا ويعلم كل شئ أيها الأحباء إن لم تلمنا قلوبنا فلنا ثقة من نحو الله. ومهما سألنا ننال منه لأننا نحفظ وصاياه ونعمل الأعمال المرضية أمامه. وهذه هي وصيته أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح ونحب بعضنا بعضا كما أعطانا وصية. ومن يحفظ وصاياه يثبت فيه وهو فيه وبهذا نعرف أنه يثبت فينا من الروح الذي أعطانا(1يو3:18-24) فالنعمة السماوية كانت واضحة في سماع الرب لهذه المرأة وكانت أوضح في رد السيد كما شرحها لنا تلميذه الذي كان يتكئ علي صدره والكل التف حول مائدة واحدة وهي المحبة فالمحبة نعمة نحصل عليها نتيجة الإيمان العامل, فالله أحبنا أولا ونحن من خلال محبة الله التي سكبها علينا يجب أن نحب بعضنا بعضا ومن خلال المحبة المبنية علي الإيمان نحصل علي النعمة السماوية كما يقول المزمورطوبي لأناس عزهم بك طرق بيتك في قلوبهم. عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعا أيضا ببركات يغطون مورة يذهبون من قوة إلي قوة يرون قدام الله في صهيون(مز84:5-7).
+وتوعية روحية:-
وفيما كان الجموع مزدحمين ابتدأ يقول هذا الجيل شرير يطلب آية ولا تعطي له آية إلا آية يونان النبي لأنه كما كان يونان آية لأهل نينوي, كذلك يكون ابن الإنسان أيضا لهذا الجيل ملكة التمين ستقوم في الدين مع رجال هذا الجيل وتدينهم لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان وهوذا أعظم من سليمان ههنا. رجال نينوي سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان وهوذا أعظم من يونان ههنا. ليس أحد يوقد سراجا ويضعه في خفية ولا تحت المكيال بل علي المنارة لكي ينظر الداخلون النور. سراج الجسد هو العين فمتي كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرا ومتي كانت عينك شريرة فجسدك يكون مظلما انظر إذا لئلا يكون النور الذي فيك ظلمة, فإن كان جسدك كله نيرا ليس فيه جزء مظلم يكون نيرا كله كما حينما يضئ لك السراج بلمعانه(لو11:29-36) عزيزي أؤكد لك أن الله يحبك تحت أية ظروف وفي أية ظروف, ومن علامات حبه أنه ساتر عليك في أمور كثيرة أنت تعلمها جيدا, ومن محبته التي أعلنها لنا في إنجيل هذا الصباح كانت هذه التوعية الصريحة والجريئة التي باتت كالشمس علي مر العصور تبدد الظلام في أشكاله المختلفة فهو بتوعيتهيريد أن جميع الناس يخلصون وإلي معرفة الحق يقبلون(1تي2:4) فتوعية السيد المسيح لنا هي محبة ونور يضئ لنا الطريق تحتاج منا إلي الشهادة الإيمانية التي تؤهلنا إلي النعمة السماوية وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع صديق…وطريق….وهدية.
[email protected]