+وثيقة رسولية:-
إذ كان كثيرون قد خذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا, كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة. رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شئ من الأول بتدقيق أن أكتب علي التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علمت به(لو1:1-4) يؤكد لنا القديس لوقا صاحب البشارة التي حملت لنا هذه الأخبار السارة أن كل كلمة مكتوبة هي بإرشاد من الروح القدس موثقة من السماء ولايمكن أن تتعري من الصدق لأن الكتاب يعلمنا قائلا:لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس(2بط1:21) فالتوثيق قبل أن يكون رسولي فهو سماوي ثم بعد ذلك رسولي, وبما أن الرسول تتبع كل شئ بدقة وكتب معلما فهو شاهد علي كل كلمة يسردها في بشارته أمام الله والتاريخ لذلك كان يكتب كل رسول في بداية رسالته مقدمة تشهد أنه رسول من عند الرب وكاتب بإرشاد الروح كما ورد في البولسبولس عبد ليسوع المسيح المدعو رسولا المفرز لإنجيل الله الذي سبق فوعد به بأنبيائه في الكتب المقدسة(رو1:1-2) ويؤكد لنا القديس يعقوب الرسول في بداية رسالته هذا المفهوم قائلا يعقوب عبدالله والرب يسوع المسيح يهدي السلام إلي الاثني عشر سبطا الذين في الشتات(يع1:1) ويكرر لنا القديس لوقا هذه المقدمة مسوقا بالروح القدس في سفر أعمال الرسل قائلاالكلام الأول أنشأته يا ثاوفيلس عن جميع ما ابتداء يسوع يفعله ويعلم به. إلي اليوم الذي ارتفع فيه بعدما أوصي بالروح القدس الرسل الذين اختارهم الذين أراهم أيضا نفسه حيا ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوما ويتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله(أع1:1-3) نعم لقد كانت كتابات الآباء الرسل وثائق رسولية كارزة لكل العالم صارخة بصوت الحق والمعرفة التي تقود إلي الخلاص والحياة الأبدية.
+واستجابة ربانية:-
فقال له الملاك لاتخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت وامراتك اليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا. ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته. لأنه يكون عظيما أمام الرب وخمرا ومسكرا لايشرب ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس. ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلي الرب إلههم. ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلي الأبناء والعصاة إلي فكر الأبرار لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا(لو1:13-17) مهما طال الزمان لابد أن يستجيب الرب حتي ولو تأني فهو يستجيب وكما يقال(الله يمهل ولايهمل) فهو يستجيب في الوقت المناسب ولكن لمن يستجيب ويعطي؟أكيد هناك شروط للصلاة المستجابة منها الإيمان والصلاة بلجاجة وأن يكون الإنسان بارا أمام الله, صابر علي احتمال التجارب والضيقات كما يقول الكتاباحسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبرا. وأما الصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شئ, وإنما إن كان أحدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطي له. ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب ألبتة لأن المرتاب يشبه موجا من البحر تخبطه الريح وتدفعه(يع1:2-6) عزيزي, الله يستجيب ويعطي وعندما يعطي تأكد تماما أن عطيته سوف تكون عظيمة جدا لتعوض صبرك خيرا كما فعل مع كثيرين من قبل, هل تتذكر عطية الله لأمنا سارة أم إسحق وعطيته لحنة أم صموئيل وغيرهما من عظماء الكتاب المقدس والتاريخ فالعطية من قيمة عاطيها ليتمجد الرب في قديسيه.
+وإشارة سماوية:-
فأجاب الملاك وقال له أنا جبرائيل الواقف قدام الله وأرسلت لأكلمك وأبشرك بهذا. وها أنت تكون صامتا ولا تقدر أن تتكلم إلي اليوم الذي يكون فيه هذا لأنك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته. وكان الشعب منتظرين زكريا ومتعجبين من إبطائه في الهيكل, فلما خرج لم يستطع أن يكلمهم ففهموا أنه قد رأي رؤيا في الهيكل فكان يومئ إليهم وبقي صامتا. ولما كملت أيام خدمته مضي إلي بيته(لو1:19-23) لقد كان صمت أبونا زكريا وإبطائه في الهيكل ماهو إلا إشارة ودليل علي أنه كان مع رسول سماوي طال معه الحديث والحوار مما جعل الشعب المنتظر يتعجب, لقد صمت زكريا الكاهن بعد زمن طويل, كان لسان حاله يقول مع المرنمإلي متي يارب تنساني إلي الإنقضاء, حتي متي تصرف وجهك عني, انظر واستجب لي يارب وإلهي, أتر عيني(مز13:1-3) ولكن جاء موعد استجابة السماء التي أرسلت إليه إشارتها لينطلق مع المرنم قائلاأنت يارب ترجع وتتراف علي صهيون, لأنه وقت التحنن عليها, لأن الرب يبني صهيون, ويظهر مجده..نظر الرب من السماء علي الأرض, ليسمع تنهد المغلولين, ليخبروا في صهيون باسم الرب, وبتسبحته في أورشليم(102:13-21) فأهلا بإشارة سماوية تجعلنا نصمت عن الحديث مع العالم ليتكلم القلب مع الله شاكرا علي الوثيقة الرسولية والاستجابة الربانية. وإلي اللقاء مع عظة الأحد المقبل مع عناية وتحديد…ورعاية وتجديد…وعطية وتأكيد.
[email protected]
طامية-فيوم