+شروط السعادة:-
إن كان أحد يأتي إلي ولايبغض أباه وأمه وامراته وأولاده وإخوته حتي نفسه أيضا فلا يقدر أن يكون لي تلميذا ومن لايحمل صليبه ويأتي ورائي فلا أن يكون لي تلميذا(لو14:25-27) إنها شروط واضحة المعالم لكل من يريد أن يكون له نصيب في الحياة الأبدية هذه الشروط أولها الإيمان والطاعة كما قال الرسول في سفر الأعمالونحن شهود له بهذه الأمور والروح القدس أيضا الذي أعطاه الله للذين يطيعونه(أع5:32) فيكفينا سكني الروح القدس لأنه هو روح الفرح والسعادة والقيادة الروحية السليمة فمن يسكن فيه الروح القدس يجعله يعيش حياة الترك وهو الشروط الثاني من شروط السعادة والقيادة الروحية فهكذا فعل لاوي وأيضا زكا العشار وبولس الرسول الجميع تركوا كل ما يربطهم بالعالم وعاشوا سعداء بالمسيح المخلص فصار علي نهجهم القديس أنطونيوس والقديس الأنبا بولا السائح وكل الآباء والنساك الذين ملك المسيح علي قلوبهم فعرفوا معني السعادة الحقيقية ووصلوا إلي المحطة الثالثة من شروط السعادة وهي فضيلة الاحتمال والصبر الممثلة في حمل الصليب كما شكر الرسول أهل تسالونيكي قائلا:حتي إننا نحن أنفسنا نفتخر بكم في كل كنائس الله من أجل صبركم وإيمانكم في جميع اضطهاداتكم والضيقات التي تحتملونها بينة علي قضاء الله العادل إنكم تؤهلون لملكوت الله الذي لأجله تتألمون أيضا(2تس1:4-5) فتلمذتنا للمخلص هي السعادة الحقيقية ومن أجلها نؤمن بكلامه ونطيعه ونترك العالم بما فيه ونحتمل لأجله.
+وكلام للقادة:-
ومن منكم وهو يريد أن يبني برجا لا يجلس أولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله لئلا يضع الأساس ولا يقلل أن يكمل فيبتدئ جميع الناظرين يهزأون به قائلين هذا الإنسان ابتدا يبني ولم يقدر أن يكمل وأي ملك أن ذهب لمقاتلة ملك آخر في حرب لايجلس أولا ويتشاور هل يستطيع أن يلاقي بعشرة آلاف الذي يأتي عليه بعشرين ألفا. وإلا فما دام ذلك بعيدا يرسل سفارة ويسال ماهو للصلح(لو14:28-32) يقول قائل(حاكم نفسه خيرا من حاكم مدينة) فإن كان مخلصنا يتكلم موجها كلامه لقيادة في البناء أو في الحرب فعلي كل حال يريد أن يعطي نصيحة أبوية لكل قائد لنفسه أو لبيته أو لمدينته أو لكنيسته فالقيادة الناجحة هي التي تتحلي بالحكمة والتدقيق قبل اتخاذ القرار وتفعيله. والجلوس أولا مع النفس وفحص امكانيتها يؤهل القائد أن يتخذ القرار السليم فكم من قيادات خرجت ورجعت بدون فائدة وكم من قيادات خرجت وانتصرت علي الذات والشهوة والعالم وباتت نموذجا حيا يقتدي به في كل شئ لأنهم جعلوا عقلهم وقلبهم تحت قيادة الرب القائد الأعلي لنفوسنا ومسيرة حياتنا كما يقول الرسول بطرسوإنما نهاية كل شئ قد اقتربت فتعقلوا واصحوا للصلوات ولكن قبل كل شئ لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا كونوا مضيفين بعضكم بعضا بلا دمدمة ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء صالحين علي نعمة الله المتنوعة إن كان يتكلم أحد فكاقوال الله وأن كان يخدم فكأنه من قوة يمنحها الله لكي يتمجد الله في كل شئ (1بط4:7-11) فنعم الكلام الذي يقود إلي الخدمة الناجحة والنصرة تحت رأية الحب والعطاء.
+وختام وإفادة:-
الملح جيد ولكن إذا فسد الملح فبماذا يصلح لا يصلح لأرض ولا لمزبلة فيطرحونه خارجا من له أذنان للسمع فليسمع(لو14:34-34) لقد ختم السيد حديثه بأن التلميذ الذي يترك ويتحمل ويطيع هو ملح جيد يفيد ويصلح كل مجتمع يتواجد فيه فحياة الإيمان والتقوي والطاعة في حفظ الوصية أساس للقيادة الناجحة كما يقول الجامعةفلنسمع ختام الأمر كله اتق الله واحفظ وصاياه لأن هذا هو الإنسان كله(جا12:13) فهكذا كانت حياة الآباء الرسل وخدمتهم أرسلهم الرب مثل حملان وكالملح يصلح ويفيد كما يقول الرسولكيف لم أوخر شيئا من الفوائد إلا واخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفي كل بيت(أع20:20) فكل هدف الخدمة الخلاصية التي تعب من أجلها المخلص وتلاميذه هو إفادة كل من يسمع وبالعمل يتمجد اسم الرب كما يقول الكتابلكي يتمجد اسم ربنا يسوع المسيح فيكم وأنتم فيه بنعمة إلهنا والرب يسوع المسيح(2تس1:12)فنعم الختام ونعم الإفادة الذي ختم به السيد ونعم الفائدة التي وجه عيوننا إليها وهي الميراث في الحياة الأبدية والسعادة التي يرثها الإنسان تتيجة طاعته ونرك العالم بما فيه والاحتمال من أجل محبة الله الغنية والخدمة تحت راية صليبه المحي. وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع الميراث المرغوب والشرط المطلوب والعطاء المحبوب.
[email protected]