+الكلمات المزروعة:-
خرج الزارع ليزرع زرعه(لو8:4) إن محبة الكنيسة وتعايشها مع أولادها علي مدار العام تجعلها دائما تستخدم مايناسبهم من كلمات الكتاب المقدس ولاسيما التي تؤكد لهم محبة الله الآب لهم ففي شهر هاتور يبذر الزارع حبوبه علي الأرض لتخرج بثمر يحصده بعد ذلك وكما قيل في الأمثال إن شهر هاتور صاحب الذهب المنثور وكلمة الرب التي هي أغلي من الذهب يريد الله الكريم في عطائه أن يزرعها في قلوبنا لتثمر وتكثر فهي جيدة ويجب أن تكون ثمارها جيدة أيضا فهي تعطينا الفرح كما ورد في الكتاب فلما سمع الأمم كانوا يفرحون ويمجدون كلمة الرب وآمن جميع الذين كانوا معينين للحياة الأبدية(أع 13:48) ولم تكن مفرحة للقلوب وحسب إنما أيضا كانت تزداد وتقوي كقول الكتابهكذا كانت كلمة الرب تنمو وتقوي بشدة(أع19:2) نعم لأن الزارع يزرع بحب فبذاره حية وفعالة كما يقول الرسوللأن كلمة الله حية وفعالة وأمضي من كل سيف ذي حدين وخارقة إلي مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته(عب4:12) فمرحبا بالزارع وببذاره المزروعة ولكن المشكلة في الأرض التي تقبل الكلمة وليس فيه فياليتنا نعد قلبا نقيا لتنمو فيه الكلمة المزروعة لنفرح ونسربها ونثمر.
+والقلوب المرفوعة:-
وفيما هو يزرع سقط بعض علي الطريق فانداس وأكلته طيور السماء وسقط آخر علي الصخر فلما نبت جف لأنه لم تكن له رطوبة وسقط آخر في وسط الشوك فنبت معه الشوك وخنقه وسقط آخر في الأرض الصالحة فلما نبت صنع ثمرا(لو8:4-8) تتنوع القلوب بتنوع الأرض في استقبالها لكلمة الرب ولكن في وسط هذه الأنواع المختلفة يوجد نوعية مرفوعة أمام الرب منتظرة كلمته الحية ومهيأة للزرع الجيد ليكون لها ثمار جيدة مثل أنبياء العهد القديم الذين قبلوا الكلمة ووصلوها بأمانة وآباء العهد الجديد الذين سمعوا وعملوا كالآباء الرسل وغيرهم من النساك ولنا أمثلة في بطرس الرسول ويوحنا ويعقوب ولاوي وزكا وشاول الطرسوسي والأنبا أنطونيوس أب الرهبان الذي سمع كلمة الرب في القداس الإلهي وخرج ليحيا حياة الكمال وباع كل ما يملك ليملك المسيح وكلمته في قلبه إنها قلوب ارتفعت عن الأرض لتستقبل كلمة الرب السماوية كما أعلنها الرسول في سفر الأعمال قائلا:ونحن شهود بكل ما فعل في كورة اليهودية وفي أورشليم الذي أيضا قتلوه معلقين إياه علي خشبة هذا أقامه الله في اليوم الثالث وأعطي أن يصير ظاهرا ليس لجميع الشعب بل لشهود سبق الله فانتخبهم لنا نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات. وأوصانا أن نكرز للشعب ونشهد بأن هذا هو المعين من الله ديانا للأحياء والأموات له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا(أع10:39-43).
+ والبركة المدفوعة:
وسقط آخر في الأرض الصالحة فلما نبت صنع ثمرا مئة ضعف قال هذا ونادي من له أذنان للسمع(لو8:8) أكيد الأرض الجيدة معززة ومكرمة عند صاحبها ولاسيما عندما تثمر فثمرها يكون مائة صعف أي بركة أساسها السماء التي تعطي بسخاء فتجعل هذه النوعية من القلوب الصالحة خادمة تعطي خدمة وتعطي كرازة ناجحة حاملة راية المسيح الظافرة كما مدح الرسول أهل خدمته في رسالته قائلا:فرأيت لازما أن أطلب إلي الإخوة أن يسبقوا إليكم ويهيئوا قبلا بركتكم التي سبق التخبير بها لتكون هي معدة هكذا كأنها بركة لا كأنها بخل هذا وإن من يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن أو اضطرار لأن المعطي المسرور يحبه الله.والله قادر أن يزيدكم كل نعمة لكي تكونوا ولكم كل اكتفاء كل حين في كل شئ تزدادون في كل عمل صالح(2كو9:5-8) فالقلب الجيد النقي هو الأرض الصالحة الله يتعهده ويعطيه كل ما يحتاج من البركات كما يقول المرنمتعهدت الأرض جعلتها تفيض تغنيها جدا سواقي الله ملانة ماء تهئ طعامهم لأنك هكذا تعدها ارو أتلامها مهد أخاديدها بالغيوث تحللها تبارك غلتها. كللت السنة بجودك وآثارك تقطر دسما تقطر مراعي البرية وتتنطق الآكام بالبهجة(مز65:9-12) فنعم الكلمة المزروعة وهنيئا للقلوب المرفوعة بالبركة المدفوعة من السماء. وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع جموع وسفينة وكلمات أمينة.. وثمار ثمينة.
[email protected]
طامية-فيوم