+شفاء عظيم:-
حينئذ أحضر إليه مجنون أعمي وأخرس فشفاه حتي إن الأعمي الأخرس تكلم وأبصر(مت12:22) لقد تحقق ما قاله الكتابوفي عطشهم دعوا إليك فأعطوا ماء من صخرة الصوان وشفاء لغليلهم من الحجر الجلمود(حك11:4) إنها قدرة فائقة للطبيعة أن هذا المريض المثلث الأمراض يقف أمام العالم متحديا الشفاء ولم يستطع أحد أن يعطيه نعمة المتعة بالحياة فعقله مفقود ونظره غير موجود ولسانه مربوط فقذفت به الأمواج العالم إلي الشاطئ وهناك تقابل مع الحب الإلهي الذي استطاع بقدرته الفائقة أن يعطيه نعمة الشفاء بكلمة واحده مع إنه يحتاج إلي أكثر من طبيب متخصص.. ولكن شكرا لمن يجمع بين أحضانه الشفاء لجميع الأمراض فهو الإله الخالق والذي قال عنه الكتابصيانة من العثار ومعونة عند السقوط هو يعلي النفس وينير العينين يمنح الشفاء والحياة والبركة(سيراخ 34:20) نعم لقد أصاب أولئك الذين أتوا بهذا المريض ليضعوه أمام الذي يستطيع أن يخلصنا إذ آمنا به ولجأنا إليه كما يقول الكتابلكن بنعمة الرب يسوع نؤمن أن نخلص كما أولئك(أع15:11) فهو يشفي أمراضنا الروحية والجسدية وينقي أفكارنا فنتعقل ونفكر فيه وننظر طريق الأبدية ونتكلم بعظائم الرب ونسبحه قائلينلأنك أنت يارب هو رجائي, الرب هو متكلي منذ صباي, بك تسبيحي كل حين, صرت مثل آية للكثيرين(مز71:5-7).
+وفكر عقيم:-
فبهت كل الجموع وقالوا ألعل هذا هو ابن داود أما الفريسيون فلما سمعوا قالوا هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين(مت12:23-24) مع أن المعجزة حقيقية وتثير الإعجاب وتبعث في العقل نورا يتباهي به البشر في زمن افتقادهم إنما عدو الخير لا يروق له ذلك فيغلف الفكر ويجعله عقيما لا يحوي بين أدراجه سوي الحقد والكراهية وعدم الشكر والانقسام والغيرة وهذا ما فعله جماعة الفريسيين فنسبوا عمل الله إلي رئيس الشياطين وسقطوا في خطيئة الشك والتشكيك التي تعمل علي الانقسام والضعف وخطيئة الكلام الكثيرة والثرثرة التي لا تخلو من معصية يحذرنا من كل هذا الرسول قائلافاخضعوا لله قاوموا إبليس فيهرب منكم اقتربوا إلي الله فيقترب إليكم نقوا أيديكم أيها الخطاة وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين….اتضعوا أمام الرب فيرفعكم لايذم بعضكم بعضا أيها الإخوة الذي يذم أخاه ويدين أخاه يذم الناموس ويدين الناموس وإن كنت تدين الناموس فلست عاملا بالناموس بل ديانا له (يع4:7-11) لهذا كان المرنم في المزمور يترنم قائلا:قلبا نقيا اخلق في ياالله وروحا مستقيما جدده في أحشائي(مز51:10) فالفكر العظيم هو الذي لايتجدد بل مملوء ظلمة وشر مقاومة لعمل الخير ويقود صاحبه إلي الهلاك الأبدي.
+ومعلم كريم:
فعلم يسوع أفكارهم وقال لهم كل مملكة منقسمة علي ذاتها تخرب وكل مدينة أو بيت منقسم علي ذاته لا يثبت فأن كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم علي ذاته فكيف تثبت مملكته…وإن كنت أنا ببعلزبول أخرج الشياطين فأبناؤكم بمن يخرجون لذلك هم يكونون قضاتكم ولكن إن كنت أنا بروح الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله(مت12:25-28) حقيقي معلم صالح وكريم في محبته ومع أنه يستطيع أن يقاوم هؤلاء ويهلكهم ولكنه فاض عليهم بمحبة أبوية غامرة عرفهم من خلالها أنهم يفكرون في الأمور بطريقة خاطئة وعرفهم مبدأ اجتماعيا هاما وهو أن الانقسام يضعف المجتمع وعرفهم بحب أن أولادهم سوف يكونون شهودا عليهم في يوم الدين لو استمروا علي تمردهم وعنادهم وانقسامهم كما أكد لهم أن ملكوت الله قد اقترب منهم فياليتهم يغتنمون الفرصة ويرجعون عن خطاياهم فهذا هو زمن الحب الذي قال عنه الكتابفمررت ورأيتك وإذا زمنك زمن الحب فبسطت ذيلي عليك وسترت عورتك وحلفت لك ودخلت معك في عهد يقول السيد الرب فصرت لي فحممتك بالماء وغسلت عنه دماءك ومسحتك بالزيت وألبستك مطرزة ونعلتك بالتخس وأزرتك بالكتان وكسوتك بزا وحليتك بالحالي…(حز 16:8-14) نعم فهو كريم في نعمته ومحبته وتعليمه كان لا يصيح ولايسمع أحد صوته في الشوارع قصبة مرضوضة لايقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ.. فنعم المعلم الطبيب الشافي والنور الصافي والكريم العافي.. وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع زيارة رعوية…ومشاعر أبوية…ومعجزة إلهية.
[email protected]