+ فريسي عطشان: وسأله أحد الفريسيين أن يأكل معه فدخل بيت الفريسي واتكأ لو7:36.. إنه واحد من أكبر طوائف اليهود تعصبا واحتياجا إلي الراحة والوعي الروحي الذي يقود إلي الحياة الأبدية لذلك كان عطشانا أن يجلس مع المخلص ولكن سرعان ما حول إبليس عدو الخير عطشه إلي نوع آخر من العطش وهو حب المظهرية والكبرياء كما بث فيه روح النقد الهدام والشك وانحدر به من جلسة مع المخلص إلي انغلاق فكري وأخرجه إلي برية العالم القفرة التي لا يوجد بها سوي الإدانة والحقد ولكن مع كل هذا مازال الرب متكئا في البيت منتطرا أن يقيم معنا حوار حب يوقظ به ضمائرنا ويذكرنا بقوله في إشعياء النبي القائل إني أسكب ماء علي العطشان وسيولا علي اليابسة أسكب روحي علي نسلك وبركتي علي ذريتك إش44:3 نعم لقد جذب إبليس ذاك الفريسي إلي بئر العالم الجاف الذي لا يروي ويجعل الإنسان عطشانا دائما.. فهو ترك السيد لأنفسهم آبارا آبارا مشققة لا تضبط ماء إر2:13 ومع كل هذا بحب يناديه الرب ويقول لكل عطشان تعال ومن يسمع فليقل تعال ومن يعطش فليأت ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجانا رؤ22:17 لذلك أعطاه درسا نموذجيا في معاملة الضيف وكيفية الحوار المقنع.
+ وقلب مليان: وإذا امرأة في المدينة كانت خاطئة إذ علمت أنه متكئ في بيت الفريسي جاءت بقارورة طيب ووقفت عند قدميه من ورائه باكية وابتدأت تبل قدميه بالدموع وكانت تمسحهما بشعر رأسها وتقبل قدميه وتدهنهما بالطيب لو7:37-38 مع أنها امرأة خاطئة إنما عرفت طريق المخلص وحضرت إلي بيت الفريسي دون أن تفكر في شئ إلا أنها مؤمنة أن مخلصنا يستطيع أن يعطيها ما تنشده من راحة وسلام وخلاص فهكذا قال الكتاب إن المتقين للرب يهينون قلوبهم ويخضعون أمامه نفوسهم سيراخ2:20 فأكيد هينة هذه المرأة قلبها الذي كان مليانا بالإيمان جعلها تأتي خاضعة بالحب وتنحني وتبل قدميه بدموعها وكأنها تقول مع عروس النشيد تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي نش2:3 ولا ننسي أن قلبها كان مليانا أيضا بالعطاء فهي ذهبت ومعها قارورة طيب لتقدمها رائحة حب علي قدمي المخلص كما أنها أنزلت تاجها وهو شعر رأسها لتمسح به قدمي مخلصنا من دموعها وهي في ملء التعزية وكأنها تقول مع الرسول مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح أبو الرأفة وإله كل تعزية الذي يعزينا في كل ضيقتنا 2كو1:3-4 وترتل مع المزمور فرحة قائلة قريب هو الرب من المنكسري القلوب ويخلص المنسحقي الروح مز34:18 فنعم القلب المليان بذخيرة الإيمان والحب والعطاء.
+ وحب وغفران: فلما رأي الفريسي الذي دعاه ذلك تكلم في نفسه قائلا: لو كان هذا نبيا لعلم من هذه المرأة التي تلمسه وما هي أنها خاطئة لو7:39 لقد كانت هذه المرأة مديونة كثيرا للرب ومن كثرة ديونها جاءت معترفة ومنكسرة أمام الديان العادل الذي وعد قائلا تعالوا إلي يا جميع المتعبين وثقيلي الأحمال وأنا أريحكم مت11:28 جاءت وقلبها مليان بالحب والإيمان والعطاء لذلك حصدت حب الرب وغفرانه.. عزيزي كيف كان الحب الأبوي معلنا لسمعان الفريسي في الحوار معه ومع هذه المرأة في قبول الرب لتوبتها لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل ينال الحياة الأبدية يو3:16. إن كانت المرأة أظهرت حبا للرب فكان حب الرب لها أقوي وإن كان سمعان فتح بيته للرب فالرب فتح له باب التوبة والغفران ليدخل عن طريقه إلي البيت السماوي فهذه كلها ثمار الجلسة في حضرة الرب الذي جاء ليخلص ما قد هلك فالمرأة التي سكبت دموعها وفتحت قلبها كانت حصيلة ما جنت غفران وخلاص وسلام إذ قال الرب لها مغفورة لك خطاياك… إيمانك قد خلصك اذهبي بسلام لو7:48-50 نعم فالذي يحب كثيرا يغفر له كثيرا فمسيحنا مسيح الحب والغفران. وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع جموع تعبانة… وخدمة بأمانة… وخزانة مليانة.
[email protected]