+عشار:
وبعد هذا خرج فنظر عشارا اسمه لاوي جالسا عند مكان الجباية فقال له اتبعنيلو5:27 لقد كانت وظيفة العشار مكروهة عند اليهود حتي وصل قول التلمود اليهودي في وصفه عن العشار قائلااثنان لا يدخلان الجنة الزاني والعشار. ففي عمله كان مكروها من الناس ومن الناحية الدينية عند اليهود كانوا يحذرون الشعب من أن يأكلوا معه لأنه نجس فالعشار يجلس عند مكان الجباية والظلمة تظلله والكآبة تحيط به والكراهية تطل عليه من نافذة الحقد والطمع فهو ضحية عمله ومجتمعه وهكذا يقول ماريوحنا الدرجي لمثل هذه العينة من الناس مرشدامن يتهاون بالمادة ينجو من المنازعات والخصومات أما محب المقتنيات فمن أجل إبرة يلاكم حتي الموت وحب المال معروف أنه أصل لكل الشرور لأنه هو الذي يولد البغضاء والسرقات والحسد والفرقة والعداوات والإضرابات. ومع أن عمل العشار كان مقترنا دائما بجماعة الخطاة إلا أن هذا العشار سرعان ما ترك مكان الجباية واتسم بروح الطاعة ليسير في طريق النور كما يقول الكتابإن الظلمة قد مضت والنور الحقيقي الآن يضئ1يو2:8.
+وجبار:
فترك كل شئ وقام وتبعه وصنع له لاوي ضيافة كبيرة في بيته والذين كانوا متكئين معهم كانوا جمعا كثيرا من عشارين وآخرينلو5:28-29 تري من هذا الجبار الذي جعل شيطان محبة المال يهرول هاربا من بين يدي لاوي المسكين؟تري من هذا الجبار الذي كسر جبروت الظلام الذي كان يعيش فيه هذا العشار المسكين؟تري من هذا الجبار الذي حول جامع المال إلي مضياف؟إنه الملك الذي تنبأ عن جبروته المزمور قائلا:من هو هذا ملك المجد الرب القدير الجبار الرب الجبار في القتالمز24:8 اختبره أرميا في وقت الاحتياج إليه فقال:ولكن الرب معي كجبار قدير من أجل ذلك يعثر مضطهدي ولا يقدرون خزوا جدا لانهم لم ينجحوا خزيا أبديا لا ينسيأر20:11 وتنبأ عنه صفنيا فقالالرب إلهك في وسطك جبار يخلص يبتهج بك فرحا يسكت في محبته يبتهج بك بترنمصف3:17 حقا يارب أنت جبار في حبك وقوتك تستطيع أن تجذب إليك كل من أتعبه العالم وكل من وقع في فخ رئيس هذا العالم نعم فأنت عجيب حقا.
+وحكمة:
فأجاب يسوع وقال لهم لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضي لم آت لأدعو أبرارا بل خطاة إلي التوبةلو5:31-32 من خلال الحوار الذي دار في فصل إنجيل هذا اليوم نتعرف علي حكمة الرب في مجيئه وخدمته وعمله في وسط الناس أنه لم يأت من أجل الأبرار ولا من أجل العظماء من البشر فقط إنما جاء من أجل الخطاة والمحتاجين جاء من أجل راحة البشرية كلها ليفدي ويخلص الهالكين ويقرب البعيدين لينير لنا طريق الملكوت ونعرف متي نصوم ومتي نصلي وكيف نعطي,جاء بحكمته ليعرف البشر أن العالم سيمضي وشهوته معه ويجب أن نتطلع إلي السماويات كما يعلم القديس يوحنا قائلا:لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب لأن كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ليس من الآب بل من العالم والعالم يمضي وشهوته وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلي الأبد1يو2:15-17 إنها حكمة إلهية عالية المستوي أراد السيد أن يوضحها للجمع بعد أن ترك العشار كل شئ ومضي في طريق الملكوت…حقا كنت يا سيدي جبارا أنت في حبك وحكمتك لذلك تنبأ عنك المزمور قائلا:والسماوات تحمد عجائبك يارب وحقك أيضا في جماعة القديسين لأنه من في السماء يعادل الرب من يشبه الربمز89:5-6 وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع فكر شيطاني…ودرس إيماني…ونيشان رباني.
طامية ـ فيوم
[email protected]