+ لعازر الحبيب: وكان إنسان مريض وهو لعازر من بيت عنيا من قرية مريم ومرثا أختها.. وبعد ذلك قال لهم لعازر حبيبنا قد نام لكني أذهب لأوقظه.. (يو 11: 1-16) أكيد لم يأت لقب الحبيب من فراغ فهذه الأسرة الصغيرة إلي عرفت طريق الرب وفتحت بيتها في هذه القرية ليكون مقرا للمخلص وسلمت حياتها بين يديه وشربت من ينبوع محبته فاستراح هناك وحيثما تكون راحة الرب فهناك تكون المحبة والحرية.. أحب يسوع لعازر وأحب كل أفراد أسرته لذا عندما جاء خبر مرضه قال أنا ذاهب لأوقظه لأن الكتاب قال حبيب الرب يسكن لديه آمنا يستره طول النهار وبين منكبيه يسكن (تث 33: 12) فالمرض لا يستطيع أن يكسر حبيبا للرب ولا الموت نفسه لأن الله بين محبته لنا لأنه ونحن خطاة مات المسيح لأجلنا (رو 5: 8) فكيف يمرض حبيب الرب أو تحزن أسرته لمرضه أو لموته والرب وعد علي لسان النبي قائلا الرب إلهك في وسطك يخلص يبتهج بك فرحا يسكت في محبته يبتهج بك يترنم (صف 3: 17) لهذا يترجي الرسول كل لعازر فتح قلبه وبيته للمخلص ويقول أيها الحبيب في كل شيء أروم أن تكون ناجحا وصحيحا كما أن نفسك ناجحة (3يو 1: 2) فحبيب الرب يسير في هذه الغربة مرنما مع المزمور الرب راعي فلا يعوزني شيء (مز 23: 1).
+ والموت القريب: فقال تلاميذه يا سيد إن كان قد نام فهو يشفي وكان يسوع يقول عن موته وهم ظنوا أنه يقول عن رقاد النوم فقال لهم يسوع حينئذ علانية لعازر مات (يو 11: 12-14) كم كانت كلمة موت الصغيرة في حروفها كبيرة في مفعولها وكم هزت قلوبا وعروشا ومن أجلها حارب الأخ أخاه والابن أباه.. فقد غمرت البشرية كلها والكون كله بجميع مخلوقاته بهواجس الحزن والكآبة والتنهد أنها صعبة حتي وإن كانت قليلة الحروف فهي تحمل كابوس طائر سريع يهتز له كل من يقابله أو يقع تحت سيطرته ولاسيما كل من لا ينعم بمحبة الله وخلاصه ونعم أسراره المحيية فبمجرد أن خرج يسوع من بيت لعازر جاء المرض والموت لا للإذلال وإنما للاختبار ومع أن الموت قريب إنما أستطيع أن أقول الرب أقرب منه بكثير فالنبي يقول عينا الرب نحو الصديقين وأذناه إلي صراخهم (34: 15) ويقول أيضا كثيرة هي بلايا الصديق ومن جميعها ينجيه الرب (مز 54: 19), ولهذا طمأن النبي البشرية التي تقبل الخلاص في العهد الجديد ونؤمن بأسراره المقدسة وقال إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معي عصاك وعكازك هما يعزيانني (مز 23: 4) ومن هنا يتبين لنا أن الموت القريب ليس له سلطان علي أولادك الله ومحبيه بل علي الأشرار والخطاة البعيدين عن الله وأصبح الموت ليس هو موت الجسد بل موت الروح وغربتها عن الخالق.
+ والرب العجيب: فقال لها يسوع أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا وكل من كان حيا وآمن بي فلن يري الموت إلي الأبد.. ولما قال هذا صرخ يسوع بصوت عظيم لعازر هلم خارجا فخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ووجهه ملفوف بمنديل فقال يسوع حلوه ودعوه يذهب فكثيرون من اليهود الذين جاءوا إلي مريم ونظروا ما فعل يسوع آمنوا به (يو 11: 25-45) عجيب هو المخلص في حديثه مع اخت العازر وعجيب في ندائه علي ميت ملفوف ومربوط داخل قبر مظلم وعجيبا في أمره حلوه ودعوه يذهب فهذه هي أعماله التي ترنم بها المزمور قائلا أحمدك من أجل أني قد امتزت عجبا عجيبة هي أعمالك ونفسي تعرف ذلك يقينا (مز 139: 14) والتي جعلت الجموع تؤمن وتخبر بما صنعه في كل مكان بل جعلت طوائف اليهود المختلفة في ذلك الحين ترهبه وتخاف منه ليتحقق قول ابن سيراخ مرهوب الرب وعظيم جدا وقدرته عجيبة (سيراخ 43: 31) نعم إنه وعد إلهي قال في القديم لذلك هأنذا أعود أصنع بهذا الشعب عجبا وعجيبا (إش 29: 14) حقا إنه عمل معجزي جعل المرنم يقول وأنت أيها الرب إلهي جعلت عجائبك كثيرة وفي أفكارك ليس من يشبهك (مز 40: 5) وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع أمانة.. وإهانة.. ونعمة مصانة.
طامية – فيوم
[email protected]