+تفكير:-
في تلك الساعة تقدم التلاميذ إلي يسوع قائلين فمن هو أعظم في ملكوت السموات (مت18:1) يقول الحكيم في الأمثالفي قلب الإنسان أفكار كثيرة لكن مشورة الرب هي تثبت (أم19:21) ما أجمله سؤالا روحيا يدل علي اجتهادهم نحو ما هو أفضل قال الكتاب عنهأفكار المجتهد إنما هي للخصب (أم21:5) وأكيد هو تفكير طموح يتطلع نحو ملكوت السموات وليس الملكوت الأرضي الفاني فهو موجه من الذين اختارهم ليبنوا معه الكنيسة الروحية وإلي من هو فاحص القلوب ومن يعرف ما بداخل الإنسان الذي أوصي في القديم الحكيم قائلاوأنت يا سليمان ابني اعرف إله أبيك واعبده بقلب كامل ونفس راغبة لأن الرب يفحص جميع القلوب ويفهم كل تصورات الأفكار فإذا طلبته يوجد معك وإذا تركته يرفضك إلي الأبد انظر الآن لأن الرب قد اختارك لتبني بيتا للمقدس فتشدد واعمل(1اخ 28:9-10) فحسنا فكر الآباء والأحسن أن الرب يفكر في أبديتهم كما قال في الكتابلأني عرفت الأفكار التي أنا مفتكر بها عنكم يقول الرب أفكار سلام ولا شر لأعطيكم آخرة ورجاء فتدعونني وتذهبون وتصلون إلي فأسمع لكم وتطلبونني فتجدونني(أر29:11-13) فياليتنا نفكر في الأبدية قبل أن نضيع الفرصة وصدق من قال( العبد في التفكير والرب في التدبير).
+وتدبير:
كثيرا ما يدبر الإنسان لنفسه وسائل متعددة لينجح في مشروع ما أو طريق يريده وأحيانا يجد نفسه يقع في فشل ذريع نتيجة لأنه دبر بنفسه ولنفسه بدون أن يدخل مع الله في شركة التدبير الإلهي ملقيا كل همه عليه مع أنه لو توجه بالسؤال لمعرفة تدبير الله له يجد الإجابة عملية مريحة للنفس والروح لقد سأل التلاميذ السيد عن كيفية العظمة في ملكوت السموات ولمن تكون والرب أجاب بطريقة عملية موضحا الإجابة بوسيلة إيضاح فيها روعة الدقة والإحساس كما قال الكتابفدعا يسوع إليه ولدا وأقامه في وسطهم وقال الحق أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السموات (مت18:2-4) فنحن نسأل والرب يدبر لنا الإجابة النموذجيةالتي لا تجرح المشاعر وتخدش الأحاسيس لأن إرادته دائما التدبير لأجل خلاصنا وليرفعنا بفكر ناضج بعيد عن العالم الشرير ويسعي أن يكون لنا نصيب في الأبدية كما يقول الرسول نعمة لكم وسلام من الله الأب ومن ربنا يسوع المسيح الذي بذل نفسه لأجل خطايانا لينقذنا من العالم الحاضر الشرير حسب إرادة الله وأبينا( غل1:3-4) فشكرا لمن دبر لخلاصنا وحمدا لمن دبر لنا التعليم الصحيح وسجودا لمن علمنا أن الاتضاع والبساطة والحب طريق إلي العظمة السماوية فتعاليمك ياربيسمعها الحكيم فيزداد علما والفهيم يكتسب تدبيرا(أم 1-5).
+وتغيير:-
ويل للعالم من العثرات فلابد أن تأتي العثرات ولكن ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة فإن أعثرتك يدك أو رجلك فاقلعها وألقها عنك خيرا لي كان تدخل الحياة أعرج أو اقطع من أن تلقي في أتون النار الأبدية ولك يدان أو رجلان وإن أعثرتك عينك فأقلعها وألقها عنك خيرا لي كان تدخل الحياة أعور من أن تلقي في جهنم ولك عينان(مت18:7-9) الله يريد أن نتغير للأفضل والأحسن لكي يكون لنا نصيب في ملكوت السموات كما قالماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه(مت16:26) فهكذا تغير بولس الرسول وقال:فإنكم سمعتم بسيرتي قبلا في الديانة اليهودية أني كنت أضطهد كنيسة الله بإفراط وأتلفها…كانوا يسمعون أن الذي كان يضطهد قبلا يبشر الآن بالإيمان الذي كان قبلا يتلفه فكانوا يمجدون الله في(غل1:13-24) ويعطينا الكتاب المقدس أمثلة كثيرة لأناس تغيروا وخلعوا الإنسان العتيق المملوء بالعثرات ولبسوا الإنسان الجديد الذي يصل بهم إلي ملكوت السموات فالحقيقة كما قال قداسة البابا أن مصير الجسد سينتهي فياليته ينتهي من أجل عمل صالح فهلل لهم المزمور فرحا طوباهم طوبي للكاملين طريقا السالكين في شريعة الرب طوبي لحافظي شهادته من كل قلوبهم يطلبونه أيضا لا يرتكبون إثما في طرقه يسلكون (مز119:1-3) فهيا نقولالأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا (2كو5:17) وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع خلوة روحية…ووجبة شهية…وبركة عملية..
[email protected]
طامية-فيوم