+ قوة إلهية:- وفي أحد الأيام كان يعلم وكان فريسيون ومعلمون للناموس جالسين وهم قد أتوا من كل قرية من الجليل واليهودية وأورشليم وكانت قوة الرب لشفائهم (لو 5:17) إنها قوة ثلاثية الأفعال جذبت كبار رجال اليهود وهم الفريسيون ومعلمو الناموس وجعلتهم يذهبوان إلي أي مكان يعلم فيه كما كانت واضحة هذه القوة في جذب الجموع من كل أنحاء البلاد من شمالها إلي جنوبها أما القوة الثالثة وهي الأعظم تلك التي قال عنها الكتاب قوة الرب لشفائهم نعم إنها حكمة إلهية قال عنها الرسول التي لم يعلمها أحد من عظماء هذا الدهر لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد (1كو 2:8) إنها قوة غير عادية تستطيع كل شئ قال عنها سفر الحكمة إنها قوة الله وصدور مجد القدير الخالص فلذلك لا يشوبها شئ نجس حكمة 7:25 فهي قوة تعليمية وأمنية وحياتية لا يمكن الاستغناء قال عنها الرسول أنتم الذين بقوة الله محروسون بإيمان لخلاص مستعد أن يعلن في الزمان الأخير (1بط 1:5) اختبرها الرسول بولس وقال أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني (في 4:13) حقا أنها قوة الحب الالهي الذي أعطاها لإيليا فكرز بها وأعطاها للفتية الثلاثة فاحتملوا الأتون وأعطاها للآباء الرسل فخدموا وكرزوا في كل الأمم وبشروا باسم الثالوث القدوس. + وعظمة إيمانية:- لقد مدح السيد له المجد في أكثر من موقف الإيمان العظيم المؤيد بالأعمال فالإيمان بدون أعمال ميت لذلك أورد القديس لوقا هذه المعجزة المبنية علي الإيمان المقرون بالأعمال فقال وإذا برجال يحملون علي فراش إنسانا مفلوجا وكانوا يطلبون أن يدخلوا به ويضعوه أمامه ولما لم يجدوا من أين يدخلون به لسبب الجمع صعدوا علي السطح ودلوه مع الفراش من بين الأجر إلي الوسط قدام يسوع فلما رأي إيمانهم قال له أيها الإنسان مغفورة لك خطاياك (لو5:18-20) فالإيمان العظيم هو الذي يتخطي العقبات مستهدفا الوصول بالنفس إلي الحياة الأبدية إلي الجلوس في الحضرة الإلهية وهذا لا يمكن الوصول اليه بقدرتنا الإنسانية الضعيفة إنما بقدرة الله كما يقول الكتاب كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوي بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمي والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة (2بط 1ك3-4) وأيضا بكلمة الله الموجودة في البشائر الأربعة وبصلوات القديسين وبالكنيسة وعمل الروح القدس فيها الذي يسعي دائما ليصل بنا إلي حرية مجد أولاد الله فالكنيسة تحملنا في أحضانها والآباء لشهداء والقديسون يشفعون فينا والروح القدس العامل في الكل يسندنا ويرشدنا أن ننقب سقف العالم لنصل إلي نبع الخلاص فما أجمله إيمان نقل الجبال يصل بنا إلي الأبدية ويحمل الضعفاءليضعهم قدام يسوع كما فعل الأربعة الذين حملوا المفلوج. + وأفكار بشرية:- هل تعتقد يا عزيزي أن عدو الخير يترك عمل الله يسير بدون أن يشكك أو يضلل؟ أكيد لا لذلك قال الكتاب المقدس موضحا كيفية استخدام عدو الخير لضعاف النفوس وعديمي الإيمان فقال فابتدأ الكتبة والفريسيون يفكرون قائلين من هذا الذي يتكلم بتجاديف من يقدر أن يغفر خطايا إلا الله وحده (لو5:21) فالفكر البشري البعيد عن فكر المسيح لا يمكن أن يستوعب الأمور الروحية وليس بمقدوره أن يقود إلي الهلاك الأبدي لذلك يقول الرسول بولس ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله التي نتكلم بها أيضا لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح (القدس) قارنين الروحيات بالروحيات ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم فيه روحيا وأما الروحي فيحكم في كل شئ وهولا يحكم فيه من أحد لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه وأما نحن فلنا فكر المسيح (1كو2:12-16) لهذا ينصحنا القديس بطرس في رسالته الثانية أن نحترس من الأفكار البشرية البعيدة عن الإيمان والفضيلة والتعفف والصبر قائلا ولهذا عينه وأنتم باذلون كل اجتهاد قدموا في إيمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفة وفي المعرفة تعففا وفي التعفف صبرا وفي الصبر تقوي وفي التقوي مودة أخوية وفي المودة الأخوية محبة لأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح لأن الذي ليس عنده هذه هو أعمي قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة (1بط 1:5-9) فشكرا لمن كشف الفكر وشكرا لمن نصح وحمدا علي نعمة الإيمان وسجودا لتلك القوة الإلهية التي تستطيع أن تغير ولا تتغير وفي قدرتها الغفران والشفاء المجاني, وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع عبادة المسيح.. والحب الجريح.. والتعليم الصحيح. [email protected] طامية- فيوم