+ قدوة روحية: وإذ كان يصلي في موضع لما فرغ قال واحد من تلاميذه يارب علمنا أن نصلي كما علم يوحنا أيضا تلاميذه لو11:1 لقد كان يوحنا المعمدان قدوة روحية يقتدي بها في جيله فهو ناسك ونبي وسفير مرسل أمام السيد جاء ليقوم بعملية تجهيز القلوب والعقول لاستقبال المخلص فأعد جيلا من التلاميذ أغلبهم أحبوا السيد المسيح وتبعوه ومن ثم نقلوا معهم تلك الطقوس والصلوات الخاصة التي أدهشت جماعة التلاميذ الذين دعاهم المخلص بنفسه وجاء الآن الموعد مع القدوة الأعظم في ملكوت السموات فلما رأوه يصلي أرادوا أن يتمثلوا به.. إنه مبدأ روحي جميل لحياة جديدة فالمسيحية أبوة وتلمذة وقدوة كما يقول الكتاب أذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا إلي نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم عب13:7 وركز القديس بولس في خدمته علي القدوة الروحية فقال كونوا متمثلين بي معا أيها الإخوة ولاحظوا الذين يسيرون هكذا كما نحن عندكم قدوة في3:17 وقال لتلميذه تيموثاوس لا يستهن أحد بحداثتك بل كن قدوة للمؤمنين في الكلام في التصرف في المحبة في الروح في الإيمان في الطهارة 1تي4:12 وقال أيضا لتيطس مقدما نفسك في كل شئ قدوة للأعمال الحسنة ومقدما في التعليم نقاوة ووقارا وإخلاصا تي2:7 فشكرا لجماعة التلاميذ الذين قادوا الكنيسة بقدوتهم الروحية وشكرا للكنيسة التي تقودنا روحيا إلي السماء.
+ وصلاة قوية: فقال لهم متي صليتم فقولوا أبانا الذي في السموات ليتقدس اسمك ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك علي الأرض خبزنا الذي للغد أعطنا اليوم وأغفر لنا خطايانا لأننا نحن أيضا نغفر لكل من يذنب إلينا ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير لو11:2-4 نعم إنها صلاة قوية لأنها تعطي من يصليها حق البنوة وتجعله يقدس اسم أبيه السماوي ويحترمه ويشتهي ملكوته الروحي فعلاقتنا بالآب السماوي علاقة محبة روحية تقود بشريتنا إلي السماء وتجعلنا دائما نفكر فيها وكيف تكون لنا ميراثا أبديا طالبين مشيئة أبينا في كل شئ منتظرين الخبز الروحي الأبدي الذي يغذي الروح ويجعلها دائما مرتفعة نحو السماء غافرة لمن يخطئ إليها محتمية في من يستطيع أن ينجي من الشرير أكيد أنها علاقة روحية وصلاة قوية تزكي إيمانا بمعلم وفادي ومخلص, قال عنها الكتاب لكي تكون تزكية إيمانكم وهي أثمن من الذهب الفاني مع أنه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح ذلك وإن لم تروه تحبونه ذلك وإن كنتم لا ترونه الآن لكن تؤمنون به فتبتهجون بفرح لا ينطق به ومجيد 1بط1:7-8 وهكذا اختبر القديس أغسطينوس الصلاة فقال الإيمان يفيض صلاة والصلاة المفاضة تقوي الإيمان… وصلاة البار مفتاح للسماء وبقوتها يستطيع كل شئ فنعم الصلاة القوية التي علمها لنا أبونا السماوي لنصل بها إليه.
+ ونموذج مع عطية: وأنا أقول لكم اسألوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم لأن من يسأل يأخذ ومن يطلب يجد ومن يقرع يفتح له فمن منكم وهو أب يسأله ابنه خبزا فيعطيه حجرا أو سمكة فيعطيه حية بدل السمكة أو إذا سأله بيضة فيعطيه عقربا فإن كنتم وأنتم أشرارا تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة فكم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه لو11:9-13 اعتاد السيد المسيح له المجد في تعليمه أن يعطي نموذجا من الواقع الذي يعيشه الإنسان مقربا من خلال المفهوم الصحيح للحياة لذلك تكلم عن الطلب بلجاجة وعن العطايا لمن هم مقربون وكيف تكون حسنة وفي إطار هذا التعليم أعطي أجمل وأحلي نموذج للحب الإلهي وهو الاستجابة والعطاء بدون تردد لكل من يسأل أو يطلب فهو وعد وعندما يعد يفي كما قال عنه الكتاب ليس الله إنسانا فيكذب ولا ابن إنسان فيندم هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفي عد23:19 وهكذا تكلم الرسول بولس عن أجمل نموذج للعطاء الإلهي والعطية الروحية التي تدوم إلي الأبد فقال أيضا يقول إشعياء سيكون أصل يسي والقائم ليسود علي الأمم عليه سيكون رجاء الأمم وليملأكم إله الرجاء سرورا وسلاما في الإيمان لتزدادوا في الرجاء بقوة الروح القدس وأنا نفسي أيضا متيقن من جهتكم يا إخوتي أنكم أنتم مشحونون صلاحا ومملؤون كل علم قادرون أن ينذر بعضكم بعضا رو15:12-14 فالعطاء النموذجي هو العطاء الروحي الذي أشار إليه المخلص قائلا اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم مت6:33 فشكرا لمن علمنا الصلاة واحتراما وتبجيلا لمن كان لنا قدوة وحبا واعتزازا لمن أعطي لنا نموذجا للعطاء وتوعية العطية وإلي اللقاء في عظة الأحد القادم مع قوة إلهية.. وعظمة إيمانية.. وأفكار بشرية.
طامية-فيوم
[email protected]