* قيادة روحية:- أما يسوع: فرجع من الأردن ممتلئا من الروح القدس وكان يقتاد بالروح في البرية لو4:1 هذه البداية النموذجية التي وضعها السيد له المجد للخدمة وهي أن يكون الإنسان ممتلئا بالروح كما فعل الآباء الرسل يوم الخمسين وطوعوا أنفسهم للقيادة السماوية إلي أين تتجه بهم؟ وكيف تعمل في خدمتهم؟فالخادم الناجح يمتلئ أولا ثم ينطلق كما فعل الرب مع جماعة التلاميذ وقال لهم فأقيموا في أورشليم إلي أن تلبسوا قوة من الأعالي لو 24:49 وأيضا يقول لنا الكتاب وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لايبرحوا من أورشليم بل ينتظروا الموعد أع 1:4 نعم ينتظرون قيادة الروح لهم فهو روح القوة والخدمة روح القيادة والغلبة كما قال لهم لكنكم ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلي أقصي الأرض أع 1:8 , وهكذا كان شاول نموذجا عمليا يستخدمه الرب في شرح تأسيس الخادم الروحي إذ يجعل من حنانيا الموجود في دمشق مدربا له في برية الخدمة وبدايتها كما ورد في (أع 9:10-21) فنعم كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله رو 8:14 لهذا كنيستنا بعد اختيار الخادم تنطلق به إلي البرية لتعده بعد قضاء أربعين يوما في خلوة روحية ليكون خادما منقادا بروح الله فنعم القيادة ونعم الروح الذي يسند ويقوي ويعزي في التجارب والاضطهادات.
* وحرب شيطانية:- هل تعتقد عزيزي القارئ أن عدو الخير يترك عمل الله وخدمته يسيران في طريق النجاح دون أن يختبرهما؟ أكيد لا. فهو له ماض قديم مع أبينا آدم الأول وأمنا حواء وسقطا علي يديه وخرجا من الجنة وها هو الأن يريد أن يدخل جولة أخري مع طراز أخر إذ نجد هيذهب للسيد المسيح الخادم النموذجي والراعي الأعظم لعله يرجع به إلي مصيدته كما فعل مع آدم الأول فإذ به يقابله في البرية بعد صوم دام أربعين يوما كما يقول الرسول ولما تمت جاع اخيرا وقال له إبليس إن كنت ابن الله فقل لهذا الحجر أن يصير خبزا فأجابه يسوع قائلا مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله… لو 4:2-4 ويذهب به إلي موقعة أخري ويريه ممالك العالم ومجدها وقال له إبليس لك أعطي هذا السلطان كله ومجدهن لأنه إلي قد دفع وأنا أعطيه لمن أريد فإن سجدت أمامي يكون لك الجميع فأجابه يسوع وقال اذهب يا شيطان إنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد لو 4:6-8, وفي حرب أخير للشيطان وهو يتلفظ أنفاسه الأخيرة يقول للسيد الرب إن كنت ابن الله فاطرح نفسك من هنا إلي أسفل لأنه مكتوب أنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك وأنهم علي أيديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك فأجاب يسوع وقال له أنه قيل لا تجرب الرب إلهك لو 4:9-12. لقد أوجز لنا الرسول في إنجيله حروب الشيطان في ثلاثة محاور أساسية ممكن ينخدع فيها الخادم وهي شهوة البطن وشهوة العيون وتعظم المعيشة ولكن الأجمل هو التركيز علي أن المضاد لكل هذه الحروب كانت كلمة الرب المحفوظة في قلوبنا والتي يجب علي الخادم أن يتسلح بها دائما أمام عدو الخير ولا ينخدع أمام الإغراءات وينسي ما قد خرج إليه إنها مسئولية الخدمة التي يجب أن يحافظ عليها الخادم متسلحا بالإيمان وكلمة الرب لكي يستطيع أن يواجه إبليس وكل حروبه.
* ونصرة قوية:- كان إبليس متوقعا أن ينتصر علي السيد المسيح كما فعل مع آدم الأول وأخرجه من الجنة فجاء إليه وهو مختف تحت عباءة العطاء وتحت ستار الصديق المخلص والمعين والحافظ لكلمات الكتاب ولكن هيهات أيها الشيطان علي من تطرح شباكك علي من هو خلق الكون بكلمة فيه علي من تريد تزييف الحقائق علي الذي يعلم كل شئ لمن أردت أن تعطي ممالك العالم ألم تعرف أنه هو الذي خلق الكل لقد سقطت أيها المارد الجبار أمام مولود بيت لحم الذي أتي إليه المجوس من المشرق وسجدوا له وقدموا هداياهم لقد سقطت أيها المزيف والمدعي العطاء وأنت الآخذ كل شئ لقد سقطت أيها المغري ولم تعلم أن الذي خرجت لتغريه هو المعطي بسخاء ولا يعير لقد سقطت أيها المضلل والمختفي خلف أسوار العالم بعد أن كشفك السيد وقال اذهب يا شيطان نم إنها نصرة قوية فصوت الرب لك جعل دياجير الظلام التي نشرتها تتبدد وجعل شباكك التي نصبتها تتمزق لقد أخفقت هذه المرة وضعفت أمام الخادم الأعظم الذي جاء ليكون نموذجا للرسالة والإرسالية التي هدفها الأبدية نعم إنه من رتل له المزمور قائلا: هللوا يا كافة الأرض رتلوا لاسمه… يقوم الله يتبدد أعداؤه ويهرب مبغضوه من أمام وجهه مز 46و68:1 وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع بشارة سماوية وخادمة روحية ونعمة ربانية.
[email protected]
طامية- فيوم