+الكارز العطشان:-
فأتي إلي مدينة من السامرة يقال لها سوخار بقرب الضيعة التي وهبها يعقوب ليوسف ابنه وكانت هناك بئر يعقوب فإذ كان يسوع قد تعب من السفر جلس هكذا علي البئر وكان نحو الساعة السادسة فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماء فقال لها أعطيني لأشرب(يو4:5-7) جلس الكارز الأعظم علي بئر السامرة لأنه عطشان إلي نفوس هذه المدينة التي دمرها التعصب والطغيان عطشان إلي تلك النفوس الضائعة التي دمرها إبليس وعدو الخير وجعلهم لا يعرفرن أين السجود الحقيقي ولمن ؟لقد جلس علي البئر كارزا وعطشانا إلي كل نفس فقدت المحبة الأخوية ونهشت في ذاك الجسد المخلوق لمجد الله وليس للخطية لذلك كرز أيضا تلاميذه ومعهم رسالة إلي كل نفس هدفها إزالة الخطية وزرع روح الحب والطهارة والخدمة كما يقول الرسولبهذا قد عرفنا المحبة أن ذاك وضع نفسه لأجلنا فنحن ينبغي لنا أن نضع نفوسنا لأجل الأخوة(1يو3:16) نعم لقد جلس وهو يعلم أن هذه البئر لا يتروي بل هي السراب الذي يشرب منه العالم ويعطش فأراد أن يعطي ماء يروي كل عطشان إلي البر والإيمان ليخلص من كل رباطات إبليس ويكون له نصيب في الحياة الأبدية حقا إنه الراعي الصالح الذي يبذل نفسه من أجل الخراف ويحبها.
+والقلب الحيران:-
فأجاب يسوع وقال لها كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا…قالت له المرأة يا سيد أعطيني هذا الماء لكي لا أعطش ولا آتي إلي هنا لأستقي قال لها يسوع اذهبي وادعي زوجك وتعالي إلي هنا.. أجابت المرأة وقالت ليس لي زوج…قالت له المرأة يا سيد أري أنك نبي(يو4:13-19) هذه المرأة تحمل مثالا للإنسانية المعذبة في حيرة هذا العالم تريد أن تعرف ولكن هناك ما يقف أمامها سدا منيعا تريد أن تشرب ولكنها شبعانة من ماء العالم المر شبعت من ماء الخطية وأصبحت في حيرة من أمر نفسها يا تري أين هو الماء الحي والنبع الذي يقود كل من يشرب منه إلي المعرفة الحقيقية؟وكيف تشرب؟فشكرا للرب الذي فتح لها الطريق المؤدي إلي الحياة الأبدية وجعلها تبعد عن تعصبها وتتحدث معه وجعلها تخرج ما بداخلها معترفة أنه ليس لها زوج بل حياتها الأسرية مدمرة وبعد أن أخرجت ما في قلبها استطاعت أن ترسو علي شاطئ الحب الإلهي وتقوليا سيد أري أنك نبيوتدخل في حوار روحي يبحث عن السجود والعبادة لتضئ شعلة الاستقرار وتنسي أزمنة الجهل وكأنها تعمل بوصية الكتابفأميتوا أعضاءكم التي علي الأرض الزني النجاسة الهوي الشهوة الردية الطمع الذي عبادة الأوثان الأمور التي من أجلها يأتي غضب الله علي أبناء المعصية الذين بينهم أنتم أيضا سلكتم قبلا حين كنتم تعيشون فيها(يو3:5-7) فهنيئا لصاحبة القلب الحيران بنعمة الإيمان التي جعلتها كارزة بمن قال لها كل ما فعلت.
+ونعمة الإيمان:-
فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين بسبب كلام المرأة التي كانت تشهد أنه قال لي كل ما فعلت فلما جاء إليه السامريون سألوه أن يمكث عندهم فمكث هناك يومين فآمن به أكثر جدا بسبب كلامه وقالوا للمرأة إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن لأننا نحن سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم(يو4:39-42) انتشر الإيمان في السامرة من أجل محبة الكارز للنفوس الحيرانة وكان لسان حاله يقول ما جاء بالنبي ياليت رأسي ماء وعيني ينبوع دموع فأبكي نهارا وليلا قتلي بنت شعبي يا ليت لي في البرية مبيت مسافرين فأترك شعبي وأنطلق من عندهم لأنهم جميعا زناة جماعة خائنين (أر9:1-2) ولكن لم يهدأ للكازر والراعي بال إلي أن جذبهم وأنعم عليهم بنعمة الإيمان وأحبوه وآمنوا به وجلس عندهم يومين ليقولوا مع الرسول الأشياء العتيقة قد مضت والآن الكل قد صار جديدا فيذكرهم بقولهخلعتم الإنسان العتيق مع أعماله ولبستم الجديد الذي يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه….وعلي جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال وليملك في قلوبكم سلام الله الذي إليه دعيتم في جسد واحد وكونوا شاكرين(كو3:9-15) الإيمان نعمة ربانية تحتاج إلي أعمال حسنة تجعلنا دائما مغروسين في كرم الرب وأعضاء في جسده الواحد مسبحين بأغان روحية بنعمة مترنمين(كو3:16) فنعم الكارز الذي جعل القلب الحيران يعرف الطريق وأسبغ بنعمة الإيمان علي أولئك الذين أحبوه وقبلوه في مدينتهم.وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع تنبيه…وتنويه…وحقيقة.
[email protected]
طامية-فيوم