بئر عطشان..وحوار للبنيان..وراحة للتعبان
+ بئر عطشان:- من الغريب أن يكون البئر نبع الماء عطشانا ولكن لأنه يرمز إلي العالم بما فيه فهو عطشان إلي البر والسلام الداخلي والغفران والمعرفة الصادقة البعيدة عن التزييف والأهواء ومن المعروف أن الذين يغترفون منه في حاجة إلي من يعطيهم من نبع جديد ليروي ظمأ القلوب وينير الطريق أمام الحياري والمحتاجين.. لذلك جلس الرب علي البئر كما جلس علي قمة العالم وكما أن العالم لم يعطه شيئا بل أظهر روح التعصب والعصيان علي لسان المرأة السامرية ولكن السيد له المجد دائما يعرض إمكانية العطاء من البئر السماوي كما نقل لنا الكتاب قائلا:##فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماء فقال لها يسوع أعطيني لأشرب…فقالت له المرأة السامرية كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية لأن اليهود لا يعاملون السامريين.أجاب يسوع وقال لها: لو كنت تعلمين عطية الله ومن هو الذي يقول لك أعطيني لأشرب لطلبت أنت منه فأعطاك ماء حيا##يو 4:7-10 أكيد ماء من بئر لايفرغ أبدا.
+ وحوار للبنيان:-##قالت له المرأة يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة فمن أين لك الماء الحي##يو 4:11 لقد بدأت المرأة الحوار بسؤال ثم استنكار وتعجب وقالت##ألعلك أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر وشرب منها هو وبنوه ومواشيه##يو 4:12 ثم بدأ السيد معها جلسة اعتراف نموذجية قامت المرأة علي أثرها طالبة منه الماء الحي وقبل أن يعطيها أخرج الظلمة التي فيها##وقال لها يسوع اذهبي وادعي زوجك وتعالي إلي ههنا##يو 4:16 واعترفت أنها تسير في طريق الخطية والظلام ثم آمنت و##قالت له المرأة يا سيد أري أنك نبي##يو 4:19 واستمر الحوار البناء إلي أن انفتحت عيناها وأعلنت أن من يتكلم معها هو المسيا المنتظر كما يقول الكتاب##قال لها يسوع أنا الذي أكلمك هو##يو 4:26 حقا كان حوار للبنيان جعل من المرأة المحطمة علي سندان الخطية إنسانة جديدة جرت في عروقها دماء الحب الحقيقي وانبعثت أمامها أشعة شمس البر وخضعت واقتربت من الرب بعد كبرياء حطم حياتها سنين كثيرة وياليت من مثلها يسمع ما يقوله الكتاب##فاخضعوا لله قاوموا إبليس فيهرب منكم اقتربوا إلي الله فيقترب إليكم نقوا أيديكم أيها الخطاة وطهروا قلوبكم يا ذوي الرأيين##يع 4:7-8 وياليت لنا حوارا مع الله الذي يستطيع أن يريحنا.
+ وراحة للتعبان:- صدقني يا عزيزي أن كل إنسان بعيد عن بئر الحياة الحقيقي تعبان ومحتاج إلي راحة حقيقية فكم من أناس أوهمهم العالم بالراحة فخسروا أنفسهم وضاعوا ولم يحصلوا عليها.. هلم نسأل السامرية: هل كنت في راحة قبل لقاء البئر؟أكيد إجابتها بالنفي.. وسؤال آخر لها متي شعرت بالراحة الحقيقية؟فتقول لنا بعد جلسة الحب الإلهي عند بئر سوخار والدليل نسيت الجرة وماء البئر ومن شدة الفرحة خرجت تنادي لأهل المدينة وقالت##هلموا انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت ألعل هذا هو المسيح##يو 4:29 ولما خرجوا أحبوه واستراحوا ومكث عندهم يومين##وقالو للمرأة إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم##يو 4:42 أكيد استراح الجميع ولسان حالهم يقول مع المزمور##احمدوا الرب ادعوا باسمه عرفوا بين الأمم بأعماله غنوا له رنموا له أنشدوا بكل عجائبه افتخروا باسمه القدوس لتفرح قلوب الذين يلتمسون الرب.اطلبوا الرب وقدرته التمسوا وجهه دائما.اذكروا عجائبه التي صنع آياته واحكام فيه.##مز 105:1-5 نعم لأنه روي البئر العطشان وكان حواره للبنيان وأراح كل تعبان وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع فكر قديم وطبيب عظيم وإله كريم.
[email protected]
للقمص روفائيل سامي طامية-فيوم