+انتظار:-
في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت وجلس عند البحر فاجتمع إليه جموع كثيرة حتي أنه دخل السفينة وجلس والجمع كله واقف علي الشاطئ(مت13:1-2) حضور إلهي عجيب فيه جاذبية روحية جعلت كل من ينتظر الرجاء والحياة الأفضل يذهب إلي حيثما يوجد يسوع وبات شخصه العجيب محط انظار البشرية كلها التي صعد صراخها إليه طالبا الرحمة والخلاص كما يقول المزمورانتظارا انتظرت الرب فمال إلي وسمع صراخي(مز40:1) كما مرت الآف السنين والكل يئن ويتوجع والصلاة مستمرة ليل ونهار حتي عبر النبي قائلا في المزمورتعبت من صراخي يبس حلقي كلت عيناي من انتظار إلهي(مز69:3)نعم لقد جاء الرب بنفسه جاء الفلاح الأعظم ليبذر بذار الحياة علي الأرض التي انتظرته سنين طويلة لينعم عليها ببذار الحياة التي تثمر بالحب والخلاص والخروج من سجن العالم واللعنة القديمة إلي عالم البركة والميراث الأبدي بعد انتظار طال وجهاد روحي وخروج من عباءة العالم للجلوس مع الرب يسوع المسيح ليلقي بذار الكلمة التي تثمر للحياة الأبدية كما يقول الرسولولكننا قد تيقنا من جهتكم أيها الأحباء أمورا أفضل ومختصة بالخلاص وإن كنا نتكلم هكذا. لأن الله ليس بظالم حتي ينسي عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم. ولكننا نشتهي أن كل واحد منكم يظهر هذا الاجتهاد عينه ليقين الرجاء إلي النهاية. لكي لاتكونوا متباطئين بل متمثلين بالذين بالإيمان والأناة يرثون المواعيد(عب6:9-12)ما أعظمه انتظار يجعل القلوب في اشتياق لمقابلة من عنده نبع الحياة وبذارها المثمرة التي تنمو وتغرس فينا روح الجهاد والانتصار ضد وعلي كل قوات الشر لنخرج ونجلس مع الزارع الأعظم علي شاطئ الحياة وليأخذنا معه إلي عمق البركات الروحية.
+وبذار:-
فكلمهم كثيرا بأمثال قائلا هوذا الزارع قد خرج ليزرع. وفيما هو يزرع سقط بعض علي الطريق فجاءت الطيور وأكلته. وسقط آخر علي الأماكن المحجرة حيث لم تكن له تربة كثيرة فنبت حالا إذ لم يكن له عمق أرض.ولكن لما أشرقت الشمس احترق وإذ لم يكن له أصل جف.وسقط آخر علي الشوك فطلع الشوك وخنقه.وسقط آخر علي الأرض الجيدة فأعطي ثمرا بعض مئة وآخر ستين وآخر ثلاثين(مت13:3-8)خرج الزارع وعمله في أرضه هو الفلاحة الزراعة أي العناية والمحافظة علي الأرض لكي تأتي بثمر ولم يرد من أرضه سوي قبول البذار فالبذار جيدة والفلاح ماهر ولكن المشكلة الآن هي اختلاف نوعية الأرض وليس مشكلة الزارع الذي خرج وهدفه هو أن يجني ثمارا جيدة من بذار جيدة مضمونة خارجة من عنده وهي كلمة الرب التي قال عنها الكتابلأن كلمة الله حية وفعالة وأمضي من كل سيف ذي حدين وخارقة إلي مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته(عب4:12) وبالتأكيد ثمار هذه البذار لمصلحة البشرية التي تحتاج إلي قوة فهي بذار القوة قوة الكلمة التي تحمينا من كل ضربات العدو الشرير وبذار التعزية التي تعزينا في ضيقاتنا وأحزاننا التي اختبرها صاحب المزمور فقالعند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسيمز94:19 وهي أيضا بذار الشفاء التي دخلت معمل الأمراض الروحية والجسدية فاختبرها كثير من المرضي عندما سمعها مريض بركة بيت حسد فقام من مرضه وعرف قيمتها قائد المئة فقالياسيد لست مستحقا أن تدخل تحت سقفي لكن قل كلمة فقط فيبرأ غلامي(مت8:8).
+ومعني:-
من له أذنان للسمع فليسمع(مت13:9) عندما تكون الأذان صاغية فهي تشبه الأنهار التي تجري فيها مياه الحياة التي تروي الأرض الجيدة والتي يريد الله منها أن تثمر فالآذان هي المدخل الذي تدخل عن طريقه كلمة الله إلي القلب والقلوب تختلف في نوعيتها فالقلب الطريق هو الذي لايستطيع أن يحتفظ بكلمة الرب والقلب المحجر هو الذي لا تستطيع كلمة الرب أن تنمو فيه لذلك يقول الكتاباليوم أن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم(عب4:7) فالكلمة الإلهية تحتاج إلي قلب خصب لاتوجد فيه معطلات أو أحجار كما أن القلب الذي به تجارب وضيقات وهموم هو ذاك القلب الذي عبر عنه المثل بالأرض التي تنبت فيها الأشواك الخانقة فبكثرة الهموم والمشاكل والابتعاد عن الفلاح الأعظم لاتنمو الكلمة وتموت ولكن يوجد عند الزارع أمل في تلك الأرض الجيدة التي تثمر بالثمر المطلوب ثلاثين وستين ومائة ويوجد بها أنهار نقية تروي أرضا مستعدة لقبول بذرة الإيمان التي تبني النفس وتطرد الخوف وتحفظنا من العثرات كما يقول الكتابوأما أنتم أيها الأحباء فابنوا أنفسكم علي إيمانكم الأقدس مصلين في الروح القدس. واحفظوا أنفسكم في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية. وارحموا البعض مميزين. وخلصوا البعض بالخوف مختطفين من الثأر مبغضين حتي الثوب المدنس من الجسد والقادر أن يحفظكم غير عاثرين ويوقفكم أمام مجده بلاعيب في الابتهاج(يه1:20-25) وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع تجريد…وتحديد…وتجديد.
[email protected]