+ رسالة إلي عذراء:
وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلي مدينة من الجليل اسمها الناصرة إلي عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم (لو1: 26-27). كم من رسائل سماوية أرسلها الله إلي البشر, ولكن هذه الرسالة لها طابع خاص فهي رسالة مصالحة ضمن رسائل التدبير الخلاصي الذي أعده الرب للبشرية التي كانت في احتياج شديد له, لقد وجه الرب رسالته إلي عذراء الناصرة تلك المدينة التي كانت مشهورة بشرورها ليؤكد أنه يستطيع أن يجعل من الأكل يخرج أكل ومن الجافي تخرج حلاوة, فهي كانت في زمن قال عنه الكتاب: ليس من يفهم ليس من يطلب الله الجميع زاغوا وفسدوا معا ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد حنجرتهم قبرمفتوح بألسنتهم قد مكروا سم للأصلال تحت شفاههم وفمهم مملوء لعنة ومرارة أرجلهم سريعة إلي سفك الدم في طرقهم اغتصاب وسحق وطريق السلام لم يعرفوه (رو 3: 11-17). حقا لقد أحسنت السماء اختيارها.
+ ونعمة من السماء:
فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك مباركة أنت في النساء.. فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله. وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع. هذا يكون عظيما وابن العلي يدعي ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك علي بيت يعقوب إلي الأبد ولا يكون لملكه نهاية (لو 1: 28-32). إنها نعم سماوية كثيرة فاح رحيقها عبر الرسالة السماوية التي جاء بها الملاك المبشر لامنا العذراء فكانت علي سبيل المثال لا الحصر هي نعمة السلام والمصالحة ونعمة البركة السماوية والوجود مع الله ونعمة اختيارها أما للمخلص التي تفوق كل النعم والتي قال عنها الكتاب: اسمعي يا ابنتي وأميلي سمعك وانسي شعبك وكل بيت أبيك فإن الملك قد راق له طهرك لأنه هو ربك (مز 45: 10-11). ونعمة خادمة سر التجسد التي قال عنها الكتاب أيضا: يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل (إش 7: 14).
وردود العظماء:
فقالت مريم هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك فمضي من عندها الملاك (لو1: 38). لقد كانت أمنا العذراء فتاة صغيرة فقيرة يتيمة وربما كانت في نظر البعض محسوبة ضمن جماعة البائسين الضعفاء ولكن في اختيار السماء لها وفي قبولها للرسالة السماوية أعاد التاريخ تصنيفها واستحقت أن تكون بين العظماء بلا منافس وكفي علي التاريخ أن يسرد لنا ردها المتواضع هوذا أنا أمة الرب هذا الرد الذي جعل منها نخلة تزهو وتتساقط منها ثمار الفضائل والحب ليشبع منها كل بشر عرف بقيمتها واتضاعها فحقا كما قيل كلما كثرت ثمار الفضائل فوق الشجرة تجعلها تنحني أمام الآخرين فعظماء تراجعوا أمام اتضاعها ومحبتها وصدق قول الكتاب عنهم العظماء أمسكوا عن الكلام ووضعوا أيديهم علي أفواههم (أي 29: 9). حقا كان حوار مثمر مع مدينة الله العظيمة التي أعطت العظمة للرب وقال: تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلي اتضاع أمته هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني (لو1: 46-48). وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع وفاء وأحباء وعزاء.
[email protected]
طامية – فيوم