+ العطية المادية: احترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السماوات فمتي صنعت صدقة فلا تصوت قدامك بالبوق كما يفعل المراؤون في المجامع وفي الأزقة لكي يمجدوا من الناس الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرههم وأما أنت فمتي صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك. لكي تكون صدقتك في الخفاء فأبوك الذي يري في الخفاء هو يجازيك علانية مت 6:1-4 يحذرنا الكتاب من العطاء المادي المصحوب بالتظاهر الذي كثيرا ما نحصل علي أجره من العالم إنما بحثنا علي أن نعطي في الخفاء لأن علاقتنا مع الله في أموالنا وماديتنا إن كانت في الخفاء فهي استثمار نحصد ثماره في السماء كما يقول الكتاب أعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في أحضانكم لأنه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم لو 6:38 وكما يقول القديس أغسطينوس اعط ما هو زمني وخذ ما هو أبدي اعط الأرض وخذ السماء ما أجمله عطاء مادي في الخفاء يجازينا عنه الرب بالأبدي علانية في السماء.
+ والمائدة الروحية: لقد وضع لنا السيد الرب في فصل إنجيل هذا اليوم دستورا روحيا في كيفية الوصول إلي السماء بعدما وجهنا إلي أن العطاء المادي وعمل الصدقة يجب أن يكون في الخفاء أراد أن يرشدنا إلي العطاء الروحي فقدمه لنا علي مائدة روحية عالية المستوي فرفع علاقتنا معه من العبودية إلي البنوية وقال قولوا يا أبانا الذي في السموات ثم عملنا حياة التقديس والتسليم وطلب كل ما هو سماوي ووضع لنا قانون الغفران والصفح وعرفنا أن نطلب منه أن يحفظنا من الشرير ومن تجاربه. حقا إنها مائدة روحية أعدها ووهبها لنا مخلصنا يسوع المسيح علي اسمه كما يقول القديس بطرس إن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوي بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمي والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة 2بط 1:3-4 ما أطعمها مائدة روحية نتناول منها بعد أن نرفع مائدة الغذاء الجسدي في هذا اليوم المبارك لندخل بها إلي أقدس الأيام.
+ والذبيحة الجسدية: ومتي صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين فإنهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم وأما أنت فمتي صمت فادهن رأسك واغسل وجهك لكي لا تظهر للناس صائما بل لأبيك الذي في الخفاء فأبوك الذي يري في الخفاء يجازيك علانية مت 6:17-18 قد تكون تقدمة أموالنا لاصدقة وتقدمة وقتنا الصلاة أما ذبيحة وتقدمة أجسادنا فهي الصوم فالإنسان الذي يصوم يقدم جسده ذبيحة حب لمن أحبه فهكذا فعل آباء الكنيسة الأطهار وقدموا أجسادهم ذبيحة حب تحترق من أجل الله والخدمة كما يقول الرسول فاطلب إليكم أيها الإخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية رو 12:1 أحبائي ليتنا نتذكر ما قاله قداسة البابا شنودة الثالث عن ذبيحة الجسد مصير الجسد أنه سينتهي فياليته ينتهي من أجل عمل صالح ولنرجع إلي ما قاله سفر طوبيا صالحة الصلاة مع الصوم والصدقة خير من إدخار كنوز الذهب طوبيا 12:8 وإلي اللقاء في عظة الأحد المقبل مع كنوز منهارة وطرق مختارة وأخبار سارة.
[email protected]