أقام صالون إحسان عبدالقدوس بنقابة الصحفيين مؤخرا احتفالا لتوزيع الجوائز علي الفائزين في مسابقة الرواية والقصة القصيرة والنقد القصصي, يأتي هذا الاحتفال بمناسبة الذكري السنوية لرحيل الأديب الكبير إحسان عبدالقدوس والتي حلت في الحادي عشر من يناير الجاري. وذلك بعد أن انتهت لجنة التحكيم من فحص الأعمال المقدمة لها وقد فاز فيها كل من:
في فرع الرواية: الأول محمد العشري القاهرة عن روايته خيال ساخن, الثاني:جميل إبراهيم متي الإسكندرية عن روايته بحر من الرمال, الثالث: رضا علي عودة الدقهلية عن روايته خروج.
وفي القصة: الأول: فؤاد الحلو الإسكندرية عن قصته ليل تآكل بدره, الثاني: بشري أبوشرار الإسكندرية عن قصتها برج العرب, الثالث: موسي نجيب موسي المنيا عن قصته أرواح هائمة, أما الرابع: نبيلة عطية محمود كفر الشيخ عن قصتها حفرة علي سبيل التجربة, الخامس: محمد مستجاب الجيزة عن قصته التتار.
أما في مجال النقد القصصي: فقد فازت د. أميمة جادو المنوفية عن دراستها حول ثقوب في الثوب الأسود.
تبلغ قيمة الجوائز أحد عشر ألف جنيه بالإضافة إلي شهادات التقدير.
قصة الجائزة
ما قصة جائزة إحسان عبدالقدوس, ما الموضوعات التي تهتم بمناقشتها, وماذا عن شروطها؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحناها علي الروائي الكبير فؤاد قنديل المشرف علي المسابقة.. فقال:
بعد وفاة الراحل إحسان عبدالقدوس بعامين قررت الأسرة إقامة صالون ثقافي ينظم ندوة شهرية لمناقشة موضوعات ثقافية واقتصادية وسياسية مختلفة اتساقا مع تلك القضايا التي كان يهتم بها إحسان, ثم بعد عامين آخرين, قررت الأسرة إقامة مسابقة أدبية في القصة والرواية لاكتشاف المواهب الجديدة لتشجيعها وإلقاء الضوء عليها, وكان هذا أيضا اتساقا مع مجال إبداع إحسان ومشيا علي سنته في اكتشاف المواهب وتشجيعها وتقديمها للحركة الثقافية, وكثيرا ما فعل ذلك في مؤسستي روزاليوسف وأخبار اليوم.
ويضيف فؤاد قنديل: ومنذ نحو ستة أعوام عندما طلب مني الإشراف علي الصالون والمسابقة أضفت إلي المسابقة مجال النقد القصصي لأنني أتصور أنه غائب إلي حد كبير أو علي وجه الدقة لا يتواكب مع حجم الإبداع الأدبي في مجال القصة والرواية المتنامي يوما بعد يوم, وهكذا وصلت المسابقة إلي شكلها الحالي حيث يتقدم لها عشرات الكتاب من الشباب ومن يفوز يحصل مع زملائه علي جوائز في حدود أحد عشر ألف جنيه وهي قيمة الجوائز مجتمعة. علما بأنها لم تبدأ كذلك لكن هناك محاولات لأن تزيد كل عام ألف جنيه, وعلي أية حال ليس الغرض هو الجائزة المادية بحد ذاتها, ولكن الهدف الأسمي اكتشاف المواهب وإلقاء الضوء عليها ونشر بعض إنتاجها خاصة في مجال الرواية.
من خلال هذه المسابقة أيضا يتم إلقاء الضوء علي الفائزين من خلال وسائل الإعلام المختلفة, ودائما هو ما يسعي إليه الكاتب أن يفوز وأن يتحقق وأن يلتفت إليه الكتاب والنقاد ووسائل الإعلام, وجدير بالذكر أنه ليس هناك شروط لهذه المسابقة سوي ألا يتقدم الكاتب لها إلا بعد عامين من فوزه فيها, لذلك فإن بعض القصص والمقالات النقدية التي فازت قد استبعد مؤلفوها للفوز في دورة هذا العام.
يعلن عن هذه المسابقة أول يوليو ويتم تلقي الأعمال حتي 30 سبتمبر ثم تعلن النتيجة أول يناير وحفل توزيع الجوائز في الحادي عشر من نفس الشهر.
رحلة عطاء
ولد إحسان عبدالقدوس أول يناير 1919, ورحل في الحادي عشر من نفس الشهر 1990, وعلي مدي 71 عاما أنتج 60 كتابا ودافع عن قضايا المرأة في مجال العمل والحب والمشاركة السياسية والمساواة, والحصول علي مختلف حقوقها, وهي في أعماله ممثلة للوطن حيث هناك مستويان للنص: مباشر للمرأة أو شخصيات نسائية تريد التحرر من السيطرة, وفي نفس الوقت التعبير عن رغبة الوطن في التخلص من تحكم الحكام المستبدين, وهذا هو المستوي غير المباشر للنص, نجد ذلك في رواية الطريق المسدود فالطريق يكون مسدودا أمام الوطن مادام مسدودا أمام المرأة.
كذلك في رواية في بيتنا رجل نلمس بوضوح كيف تكون الوطنية معدية, فالبطل إبراهيم حمدي تأثر به الآخرون فأحبوا الوطن وأرادوا الدفاع عنه رغم بعدم عن السياسة, ورغم أن أحدهم كان عميلا للبوليس السياسي, وعندما أحس بتضحيات الشاب وحب الناس له غير في سلوكه. ومما يذكر فإن شخصية إبراهيم حمدي حقيقية إلي حد كبير – كمال يقول فؤاد قنديل – حيث احتمي هذا الرجل المناضل في منزل إحسان عبدالقدوس.
بعد حرب 1948 وقبل ثورة 1919 كان إحسان موضع ثقة الضباط الأحرار بعد أن كتب مقالا واحدا عن الأسلحة الفاسدة, فاتصلوا به وأصبحت حملة في روزاليوسف, وفي عام 1966 قام مجلس قيادة الثورة بنقله إلي مؤسسة أخبار اليوم التي عمل بها حتي عام 1974, ثم عمل بمؤسسة الأهرام رئيسا لمجلس إدارتها حوالي أربع سنوات, ثم أصبح كاتبا متفرغا حتي رحيله.
رحم الله هذا المبدع والمناضل….