نظمت جمعية أعلام الشرق الأوسط للتنمية والتطوير ندوة حول الإعلام ومشاركة الشباب, وهي جمعية إعلامية تهتم بدور وسائل الإعلام في خدمة المجتمع إلي جانب دورها في تعريف المجتمع بحقوقه الدستورية إلي جانب قيامها دورات تدريبية للشباب.
كما أفاد الدكتور ياسر طنطاوي رئيس الجمعية وحاضر في الندوة الدكتور علي الدين هلال أمين الإعلام بالحزب الوطني الذي بدأ كلامه بتوجيه سؤال للشباب عن سبب حضورهم وما يرغبون في سماعه وتطرق إلي نقطة مهمة وهي أن الشباب كيان غير متجانس معظمهم لم يدخلوا الجامعة ومن دخلها أقلية محظوظة والأغلبية منهم يتوقفون عند الإعدادية ثم ينزلون لسوق العمل والسبب في ذلك أن أغلبية الأهالي لم يدخلوا الجامعات وأوضح د. هلال أن التعامل مع الشباب يتطلب قدرا كبيرا من التواضع لأن الكثير منهم لا يسمع أحد مشكلهم ولم يناقشهم في كيفية حلها, لذلك نجد شباب الصعيد والأقاليم محرومين من التعبير عن مشاكلهم, لذلك من المهم إذا كنا نريد أن نفهم واقع الشباب المصري علينا أن ندرك حجم التناقض بين شرائح المجتمع بين شباب لديه القدرة في التعبير عن رأيه وشباب ليس لديهم انشغال سوي بلقمة العيش وتدبير أمور الحياة.
وعن مشاركة الشباب قال د. هلال إنها محدودة فنجد أغلب الشباب مهتما بالقضايا العامة من خلال المتابعة النظرية والفكرية والمعلوماتية لما يدور حوله من أحداث خارجية وداخلية دون أن يتدخل لحلها ومع ذلك هناك جانب آخر منهم يشارك عن طريق انضمامه لأي حزب سياسي أو جمعية أهلية وللأسف الشباب المصري الآن أصبح أكثر عزوفا عن المشاركة السياسية من باقي الشباب في جميع أنحاء العالم.
وذكر أنه قام بعمل العديد من الأبحاث والدراسات في هذا المجال وأوضحت هذه الدراسات وجود نقص فادح لدينا كمصريين في ثقافة المشاركة والديموقراطية وأن هذا النقص لا يقتصر علي الشباب وإنما هو سمة عامة للمصريين وهناك بحث قام به مجلس الوزراء كانت نتائجه أن الشباب يريد حياة ذات إيقاع عصري حديث ويرافق هذا عدم الرغبة في تحمل المسئولية وعدم الاهتمام بالقضايا السياسية والتطلع إلي عمل لا يوافقه إدراك لفكرة الكفاءة.
وعن الإعلام وتأثيره علي الشباب أوضح د. هلال أن هناك نوعين من الإعلام, إعلام رأي وإعلام توعية وهناك الإعلام الإلكتروني وهو أخطر أنواع الإعلام مشيرا إلي أن الإنترنت فتح آفاق لا حدود لها لما يتمتع به من حرية مطلقة وعدم وجود رقابة فمصر هي الدولة العربية الأولي في استخدام الإنترنت والمدونات والعديد من المواقع العربية وقد لجأت بعض الصحف إلي عمل مواقع تتيح التفاعل والتواصل مع القراء مما أدي إلي حدوث نشاط إعلامي هائل.
واختتم الدكتور علي الدين هلال الندوة بالإشارة إلي أول شيء في التغيير وهو التكوين الديموقراطي مشيرا إلي أن الشباب هم قوة التغيير في مصر ومن شروط هذا التغيير وجود حرية التعبير ويجب العمل علي المواطنة وعدم التمييز بين المصريين علي أساس اللون أو الدين أو العرض أو النسب.
وفي نهاية الندوة عقبت د. آية ماهر أستاذة الموارد البشرية بالجامعة الأمريكية بسؤالها عن العمالة المصرية والأجنبية ولماذا يلجأ أصحاب الشركات إلي العمالة الأجنبية وقام الدكتور هلال بالرد عليها بأنه قد جاء الوقت لنقد أنفسنا وطالب الحكومة بالتدخل وأن هناك عادات داخلة علي عادتنا وأخلاقيات العمل الآن مهزوزة بعكس الزمن الماضي ويرجع هذا لضعف نظم التدريب والتعليم.
كما وجهت الدكتورة محاسن الضبع عضوة مجلس الشعب سؤالا بخصوص المفارقات بين شباب القاهرة والصعيد وقام هلال بالرد عليها قائلا: إن نسبة الفقراء أكثر في صعيد مصر وأهم التحديات التي يتحدث عنها الرئيس مبارك هي تنمية الصعيد في مصر.