كانت ليلة الميلاد ليلة فاصلة في تاريخ الإنسانية,فيها جاء المخلص وأرسي قواعد مذهلة للخير,وغرس المحبة في قلوب الكل حتي محبة الأعداء,ووضع مبادئ للاشتراكية,فجعل الجميع وحدة واحدة بلا عناء.وبميلاده نالت البشرية طوق النجاة من حبال إبليس,وهزمت اللعنة وفتحت أبواب السماء وعمت الفضائل بالتعليم الذي ناد به فتغير التاريخ.وبالميلاد صارت لنا فرحة عظيمة نحياها وزالت عنا الغمة وتحطمت قيود الخطية وتلاشت اللعنة التي كانت تطارد البشرية.فصار الميلاد عيدا مجيدا.أتي مولود المزود مصالحا وموفيا للعدل والرحمة معا.
جاء لتكون لنا حياة,ولتكون هذه الحياة هي الأفضل!! نادي بالحق والرحمة والإيمان,فوطد في الأرض أقدام السلام,وتضمنت تعاليمه أسمي السبل للوصول إلي هذا المقام ”أحبوا أعدائكم…وأحسنوا إلي مبغضيكم…وللذين يسيئون إليكم”.
جاء بميلاده إلي عالمنا مبشرا بالخير وناشدا للسلام.فصار ميلاده ميلادا جديدا للإنسانية,وبتعاليمه منح للمحروم العطاء وللمريض الشفاء وللحزين العزاء وللحقود الصفاء,فجعل الأرض سماء.إن حدث الميلاد الفريد هو أساس العهد الجديد وبه انتشر السلام علي أرض الخصام.
ما أجملك في المزود,وضعت فيه فعلمت النفس البشرية كيف تتواضع وتكون,وأعلنت إزالة الفوارق بين الطبقات,فجاء رعاة الغنم الجهلاء والمجوس الحكماء,فساويت بينهما ووضعت أساسا للمساواة بين الأغنياء والفقراء والحكماء والبسطاء.وبمحبتك نبعت كل البركات وانبعثت الخيرات وتناثرت الثمرات وتكاثرت الهبات,فالحب عندك هو الأفضل,فما أحلاك!! في ميلادك صارت الأرض سماء,فقدمت السماء ملائكة والملائكة قدمت بشارة وتسابيح ونقلت الرسالة,ونشرت البشري والإعلان السماوي العجيب وعرفوا العالم كله أن المولود هو القدوس.
وما أجمل نجم المشرق العجيب الذي تحدي نور الشمس المشرقة,ولمع وأضاء وقت النهار حتي وصل المجوس إلي حيث موضعك!! وما أروع الطبيعة التي اشتركت في تقديم الهدايا لعظمتك,فقدمت الذهب من أغلي وأثمن معادنها,وقدمت النباتات والأشجار هداياها مستخرجه منها;والتي هي لبنانا ومرا,وهما من أجمل هدايا البخور والعطور الفاخرة.أن الكل اتحد لتكريمك في ميلادك وسبحوك ومجدوك فافرحي أيتها الشعوب وابتهجي يا كل الأمم فقد أشرق فرح وخلاص وابتهاج لكل البشر,وأزدهرت البركة وانبلج نور المخلص وتبدد الظلام وصارت الأرض سماء.
راعي كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بحلوان