أي أن السلام انتشر علي الأرض, حينما ولد السيد المسيح, فهو ملك السلام ذلك لأن الرب يسوع بتجسده وفدائه علي الصليب أجري ثلاث مصالحات:
1- صالح السمائيين مع الأرضيين.
2- صالح الشعب اليهودي مع الشعوب الأمم.
3- صالح النفس مع الجسد.. كما ورد في القسمة بالقداس الإلهي.
1- صالح السمائيين مع الأرضيين
الرب يسوع جاء إلي الأرض. جاء الإله ظاهرا في شكل إنسان. وذلك لأهداف هامة:
1- جاء ليعلمنا: إذا كيف يظل الله عاليا في السماء, روح خالد, لا يري ولا يلمس, لا نسمعه, ولا نتحاور معه.. كيف يظل هكذا بعيدا عنا بعد السماء عن الأرض.. كيف نعرفه عن قرب؟ وكيف يحس بنا, ويلمس أحوالنا؟ من المستحيل أن نصعد نحن إليه, لأننا بشر -جسدانيون-وخطاة
بينما هو: إله -روح – قدوس
إذن.. فالأسهل والمنطقي أن يأتي الله إلينا.. فهو:
قادر علي كل شئ….
ومحب يحنو علينا….
ويستطيع أن يتخذ ناسوتا ويظهر لنا من خلاله
وهكذا ولد السيد المسيح من العذراء مريم, بغير زرع بشر, ميلادا بتوليا, بالروح القدس, كمعجزة إلهية, وهو القادر علي كل شئ طبعا.
ولد وحل بيننا, ورأينا مجده (يو1:14), وسمعناصوته, وجال في وسطنا يصنع خيرا, ويعلمنا طريق الملكوت, ووصايا الإنجيل, ومعرفة الإله الحقيقي.
2- وجاء ليفدينا: ذلك لأننا كنا محكوما علينا بالموت, بسبب الخطية, لأن أجرة الخطية هي موت (رو 6:23).
فجاء الرب يسوع, آخذا ناسوتا مثلنا, لكن بلا خطية, لكي يموت عوضا عنا, فيرفع حكم الموت الذي كان علينا.
* لأنه إذا متنا نحن, فسنموت إلي الأبد! ونهلك نهائيا!
* أما إذا مات هو, فسيقيم نفسه بقوة لاهوته المتحد بناسوته, ويقيمنا معه من موت الخطية!
وأكثر من ذلك, لم يرفع عنا حكم الموت فقط, بل سكن فينا, ليطهرنا من دنس الخطية, الذي أصاب طبيعتنا البشرية, لأنه مكتوب: دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية (1يو1:7).
* وهكذات مات المسيح عنا لهدفين:
1- يحمل عنا حكم الموت..
2- يطهر طبيعتنا بدمه من الفساد الذي أصابها.
***
3- وجاء ليتحد بنا: فالرب يسوع بعد أن تجسد وفدانا, مات وقام, وصعد إلي السموات, وأرسل لنا الروح القدس, وأسس الكنيسة المقدسة بأسرارها المباركة, وترك لنا جسده ودمه الأقدسين, قائلا لنا: من يأكل جسدي ويشرب دمي, يثبت في وأنا فيه (يو6:56).
وهكذا بالتناول من جسد الرب ودمه الأقدسين, يسكن فينا السيد المسيح, ويثبت في داخلنا, ويثبتنا فيه إلي النفس الأخير. وبعد أن نموت ونقوم من الأموت, سنقوم بأجساد نورانية روحانية, قادرة أن تصعد معه إلي السماء في مجيئه الثاني, لنحيا معه إلي الأبد في أورشليم السمائية.
وهكذا صالح الرب يسوع السمائيين مع الأرضيين, واصطلح الله مع البشر, وصرنا قادرين علي تكوين علاقة طيبة مع الله, من خلال وسائط النعمة الثلاث الأساسية:
* الإنجيل.. وفيه يتحدث الله إلينا.
* الصلاة.. وفيها نتحدث نحن إلي الله.
* والتناول.. وفيه يسكن الله فينا, فنحيا به إلي الأبد.
(يتبع)