أكد السفير حسام زكي المتحدث باسم وزارة الخارجية علي مواصلة مصر تحركها للم الشمل الفلسطيني ليكون الموقف الفلسطيني علي قاعدة صلبة ومتماسكة من التوافق الوطني الضروري لتحقيق السلام مع إسرائيل.وقال إن الحديث عن التفاؤل والتشاؤم مبكر في المرحلة الحالية.
وأضاف أنه من المبكر أن نحكم علي مستقبل عملية السلام..لكن الإدارة الأمريكية الجديدة أبدت مؤشرات إيجابية وما صدر عنها من تصريحات وتحركات يفيد بوجود التزام أمريكي بدفع الجهد لتحقيق السلام.
جاء ذلك في تصريحات للمتحدث ردا علي أسئلة الصحفيين حول مستقبل عملية السلام في ظل نتائج الانتخابات الإسرائيلية.
وأوضح المتحدث أن زيارة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط لواشنطن هي زيارة تم الاتفاق عليها مع الجانب الأمريكي في ضوء مواعيد وزير الخارجية ونظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون, أخذا في الاعتبار رغبة الجانبين في سرعة إتمام لقاء بينهما للحديث عن مختلف الموضوعات, والوضع في المنطقة والعلاقات الثنائية بشكل بدا لنا حرص الجانب الأمريكي علي الاهتمام بالتواصل مع مصر بشكل سريع.
ولفت النظر إلي أنه علي إسرائيل-الطرف المسيطر علي الأرض-أن تبدي أكبر قدر من المرونة حتي يمكن للسلام العادل أن يقام..وهذا هو ما أشارت إليه تصريحات وزير الخارجية في هذا الشأن.
وحول طبيعة التحولات في الرؤية الأمريكية قال المتحدث باسم الخارجية إن هناك تحولات في كل الملفات,فهناك تغير في النظرة الأمريكية بشكل عام يعكس موضوعية في التناول, وحرص الإدارة الجديدة علي التواصل مع العالم العربي بشكل مختلف عما كان يحدث في الفترة الماضية.
وفيما يتعلق بوجود تغير للموقف الأمريكي من الوضع في السودان في ضوء مباحثات وزير الخارجية في واشنطن قال إنه لم يتم تناول الملف السوداني بشكل معمق..مشيرا إلي أن الزيارة تناولت بشكل أساسي العلاقة الثنائية المصرية-الأمريكية,والوضع في الشرق الأوسط والوضع فيما يتعلق بغزة والوضع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل عام,والعربي الإسرائيلي أيضا وكذا الملف الإيراني,والوضع فيما يتعلق بالأمن والاستقرار بالمنطقة,والرؤية المصرية في كل هذه الموضوعات.
وبالنسبة لموضوع المعونة والمساعدات الأمريكية لمصر والتهديدات من جانب بعض دوائر الكونجرس بربط هذه المساعدات بمسائل أخري قال المتحدث إنه فيما يخص برنامج المساعدات الاقتصادية الأمريكية كانت هناك شروطا من الكونجرس في المرحلة الماضية ..ومصر رفضت هذه المشروطية..الآن في الوضع الحالي أنه علي الإدارة الأمريكية الجديدة أن تقيم الموقف فيما يتعلق بهذا البرنامج والمبالغ المخصصة له, وما إذا كانت تريد أن تغير النهج الذي كان قائما, وأن تسعي لذلك مع الكونجرس.. وهذا أمر يعود للإدارة . مضيفا أن القرار عندما تم اتخاذه كان قرارا أحاديا من الجانب الأمريكي.. والموقف المصري كان واضحا برفض أي شروط..وبالتالي إذا أرادت الولايات المتحدة أن تعيد النظر في الموقف فهذا أمر يعود للإدارة بشكل أساسي بالتنسيق مع الكونجرس الذي يقر هذه الأمور ..أما الحديث عن ربط أجزاء من المعونة أو مبالغ من البرنامج بمطالب إضافية فهذا أمر غير وارد ولم نسمعه.. بل وفي حقيقة الأمر استمعنا للعكس, فالإدارة الجديدة لا تري أنه من الملائم أن تكون هناك شروط في برنامج المساعدات وبشكل خاص فيما يتعلق بمصر.
وحول أسباب عدم الإعلان عن التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي, وهل هناك ارتباط بين ذلك وبين ملف الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط..قال إن هناك بعض المشكلات البسيطة التي نأمل في حلها..إن محادثات التهدئة كانت تسير بشكل إيجابي,وهناك ملاحظات كثيرة تم طرحها,وطلبات للتوضيح وبعض المطالب الإضافية..وكل هذا الحديث يجري التعامل معه,ونأمل أن يتم قريبا جدا الإعلان عن التهدئة وموعد محدد لبدئها.
وحول وجود تحفظات لحماس علي المنطقة العازلة والتعهد بعدم تهريب السلاح لغزة وما يتردد عن وجود ضمانات مصرية لوفاء الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بتعهداتهما في التهدئة أكد المتحدث أن##مصر لا تعطي ضمانات لأي طرف في هذا الموضوع##..وأوضح أن مصر ملزمة فقط بتصرفاتها وليست ملزمة بتصرفات أي أطراف أخري.
وفيما يتعلق بالكيفية التي ستتحرك بها مصر لإنجاح القمة العربية القادمة..قال إن مصر لا تشعر بالارتياح إزاء الوضع العربي الحالي,وما حدث في قمة الكويت ومبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كانت تطورا إيجابيا..وقد علقنا وقتها بتأكيدنا أن المطلوب هو أن يقترب الجميع من مسألة المصالحة##بذهنية مختلفة##,وأن يتحلي الجميع بالمرونة, وأن يغلبوا المصلحة العربية العليا فوق أية مصالح وفوق أية ارتباطات أخري..وهذا بطبيعة الحال أمل وطموح دائم وليس بالأمر الجديد.
وأضاف:إننا أطلقنا علي ما حدث وقتها أنه##تنقية للأجواء##وهو كان بالفعل كذلك..وأشار إلي أن هذا العمل يتطلب الاستمرار في الجهد من أجل تنقية الأجواء أولا وصولا إلي مرحلة من المصالحة..ومصر ستقوم بما عليها في هذا الشأن..وهي تتصرف بذهن منفتح,وتعلم ما هو مطلوب منها وما هو واجب عليها من منطلق مسئولياتها التاريخية والقومية,كما أنها تدرك أن لكل طرف عربي مسئوليات حتي يمكن أن نصل إلي مرحلة من التوافق العربي كما تطلبه الشعوب العربية.
وهذا الجهد المصري يمكن أن يترجم في شكل اتصالات علي مستويات عديدة بهدف كسر الجمود الحالي وتنقية الأجواء.ونأمل أن يتحلي الجميع بروح إيجابية وأن يتمكنوا من العمل في الاتجاه نفسه..وإذا حدث ذلك فسيكون أمرا مفيدا وإيجابيا للغاية.
وحول شكل التحركات المصرية والقطرية بالنسبة للملف السوداني والتي توحي لبعض الأطراف بأن هناك تنافسا بينهما للضغط علي الرئيس عمر البشير..علي أن## مصر لا تضغط علي السودان ولا تضغط علي الحكومة السودانية وبالتأكيد لا تضغط علي الرئيس السوداني##..ووصف المتحدث أي حديث من هذا النوع بأنه حديث لا أساس له.مضيفا أن مثل هذا الحديث ربما يهدف إلي إحداث وقيعة مع السودان..وهذا حديث لا أساس له.
وحول ما إذا كانت زيارة وزير الخارجية لواشنطن تمهيدا لزيارة يمكن أن يقوم بها الرئيس مبارك للولايات المتحدة قريبا..قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن زيارة وزير الخارجية لواشنطن قائمة بذاتها..أما بالنسبة لزيارة الرئيس مبارك فإنها تتحدد وفقا لأمور كثيرة منها جداول الارتباطات للرئيس مبارك.