أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها تسلمت ردا ##أوليا## من إيران علي مقترح بتزويد مفاعل أبحاث إيراني بالوقود النووي, معربة عن أملها في قرب التوصل لاتفاق بهذا الشأن.وأضاف البيان أن البرادعي مدير الوكالة ينخرط في مشاورات مع الحكومة الإيرانية وكل الأطراف المعنية, علي أمل التوصل إلي اتفاق بشأن مقترحه في القريب العاجل.##
وجاء بيان الوكالة بعد ساعات من إعلان الرئيس محمود أحمدي نجاد أن طهران مستعدة لتبادل الوقود النووي للتخصيب في الخارج.
وأضاف في خطاب ألقاه في مدينة مشهد أن الغرب انتقل من سياسة المواجهة إلي الحوار في تعامله مع برنامج بلاده النووي.وأشار الرئيس الإيراني إلي أن بلاده ستواصل مسيرتها النووية إلا أنها مستعدة للتعاون بشأن الوقود النووي والطاقة والتقنية النووية.
وقال نجاد إن اقتراح تزويد الغرب بالوقود اللازم للمفاعل النووي في طهران هو مناسبة لتقييم مدي ##أمانة## القوي الكبري في تعاملها مع بلاده.وقام علي أصغر سلطانية, مندوب طهران لدي الوكالة, بتسليم الرد الإيراني الرسمي خلال لقاء مع المدير العام للوكالة محمد البرادعي في فيينا.
وأوضحت وكالة مهر نقلا عن مسئول مطلع أن إيران توافق في ردها النهائي علي الإطار الذي أعد أثناء مفاوضات فيينا لتسليم الوقود المخصص لمفاعل الأبحاث في طهران,لكنها اقترحت تعديلات مهمة في نص مشروع الاتفاق.
وأفادت صحيفةجوان أن إيران تقترح في التعديل الأول ##تسليم اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5 في المائة تدريجيا## لتحصل في المقابل علي وقود مخصب بنسبة 20 %الضرورية لمفاعل أبحاث طهران.
وفي التعديل الثاني المحتمل تقترح طهران أن تتبادل في نفس الوقت كمية محددة من اليورانيوم المنخفض التخصيب مقابل الوقود النووي الضروري لمفاعل طهران.
وأكد عدد من مسئولي الصحف خلال الأيام الأخيرة أن مفاعل طهران في حاجة فقط إلي ثلاثين كيلو جراما من الوقود لتشغيله خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة.
ومن ناحيته قال مسئول أمريكي,إن الولايات المتحدة مصرة علي تلقي ##توضيحات## من إيران حول مضمون ردها علي العرض الدولي المقدم لحل أزمتها النووية, من خلال نقل اليورانيوم المنخفض التخصيب الوجود لديها إلي الخارج لزيادة تخصيبه.
وأضاف المسئول,أن إيران قدمت في واقع الأمر عرضا مقابل الطرح الدولي, حيث عرضت تخصيب اليورانيوم من قبل طرف ثالث وتحت رعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية, ولكن علي الأراضي الإيرانية, أو شحن اليورانيوم إلي الخارج علي دفعات مقابل إرسال كامل الكميات في شحنة واحدة.
وذكر المسئول, أن الرد الإيراني يقترح أيضا حصول مفاوضات بين واشنطن وطهران حول مسائل فنية تتعلق بسلامة المفاعلات, معتبرا أن ذلك قد يكون مناورة تهدف لجر البيت الأبيض إلي مفاوضات ثنائية.
من جانبه, قال ممثل إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية, علي أصغر سلطانية, إن بلاده تتابع حوار فيينا, الذي يجمعها مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا بنظرة إيجابية, داعيا إلي الأخذ بعين الاعتبار البعدين الاقتصادي والفني في كيفية توفير وقود المفاعل النووي في طهران.
وعلي الصعيد ذاته أعلن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي, خافيير سولانا أن المقترحات الإيرانية الجديدة متنوعة وتتضمن نقاط إيجابية.
وكان البرادعي قد قدم هذه المقترحات في ختام المفاوضات التي جرت في فيينا الأسبوع الماضي بين إيران وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا,وحسب الاتفاق المقترح سترسل إيران اليورانيوم المخصب لديها إلي روسيا وفرنسا لتحويله إلي وقود نووي.