نظم البرنامج الثقافي للمجلس الأعلي للآثار ندوة بالمتحف القبطي بمناسبة مرور 100 عام علي إنشاء المتحف القبطي عرض فيها كتاب مذكرات مرقص باشا سميكة للكاتب الدكتور سمير سميكة أستاذ أمراض النساء والولادة وحفيد مرقص باشا سميكة.
قدم الدكتور سمير متري – من أعضاء جمعية أصدقاء المتحف القبطي -سيرة ذايتة لمرقص باشا سميكة الذي ولد عام1864 من عائلة قبطية عريقة تضم رجال دين ورجال قضاء وعمل بالآثار القبطية حتي وفاته ويروي في مذكراته أن اهتمامه بشكل خاص بدراسة آثار العصر القطبي نشأ عن قراءاته في الآثار القبطية وكان عضوا في مجلس شوري القوانين والجمعية العمومية والجمعية التشريعية ومجلس المعارف الأعلي والجمعية الملكية الجغرافية ومجلس أعلي دار الآثار العربية وعضوا بمجلس الأثريين في لندن وعضوا بمجلس إدارة جمعية الآثار القبطية بالقاهرة.
ومن مؤلفاته دليل المتحف القبطي والكنائس الأثرية في مجلدين باللغتين العربية والإنجليزية وكذلك وضع فهارس المخطوطات العربية والقبطية الموجودة بالمتحف القبطي وكذلك آثار البطريركية.
بعد ذلك أعطيت الكلمة للدكتور سمير سميكة حفيد مرقص باشا سميكة وابن يوسف بك سميكة الابن الأكبر لمرقص باشا والذي بدأ دراسته بمدرسة إنجلش سكول في مصر الجديد ثم التحق بكلية الطب قصر العيني(جامعة القاهرة) عام1953 وتخرج عام1959 بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف, وبدأ دراسته العليا في جامعة القاهرة ثم استكملها بقسم أمراض النساء والولادة في لندن وانتخب زميلا في هذه الكلية وزميلا في الكلية الدولية للجراحة وعمل كمساعد أول لفترة كبيرة لجده من والدته الأستاذ الدكتور نجيب باشا محفوظ مؤسس علم أمراض النساء والولادة في مصر والشرق الأوسط وعند تقاعده استكمل رسالته الطبية الدكتور سمير سميكة.
قرر الدكتور سمير سميكة أن تخرج مذكرات جده إلي النور ليقرأها الجميع ويستفاد منها حيث إنه أطلع عليها بعد تقاعده من مهنة الطب ووجد أنها تضم العديد من المعلومات والوثائق المهمة والقيمة.
وأشار الدكتور سمير إلي أن هذه المذكرات تعد من البيلوجرافيا والتي تضم معلومات ووثائق عن نشأة المتحف القبطي والثقافة القبطية عموما في مصر ويعد أحد المراجع العلمية القبطية التي ستثري المكتبة القبطية.
استعرض الدكتور سمير بعض القصص والمواقف التي تضمنتها مذكرات جده ومنها أن مرقص باشا سميكة توجه في إحدي المرات لزيارة البابا كيرلس الخامس في عام 1908 فوجده يشرف بنفسه علي عملية وزن بعض العلب الفضية القديمة والخاصة بحفظ كتب البشارة وكذلك بعض الأواني الكنسية التي تعود للقرنين الرابع عشر والخامس عشر فأبدي استعداده ورغبته في شرائها كبداية لإنشاء متحف للآثار القبطية فوافق الأنبا كيرلس علي ذلك واختار سميكة باشا قطعة من أراضي الأوقاف بجوار الكنيسة المعلقة والتابعة للكنيسة القبطية لتكون نواة للمتحف القبطي وبدأ في تجميع الآثار القبطية لتكوين المتحف الجديد ويذكر أنه كان بين المتحف والكنيسة المعلقة باب قام الملك فؤاد بغلقه بعدما ضم المتحف لأملاك الدولة.
وقال الدكتور سمير سميكة: إن المتحف افتتح رسميا في 14مارس 1910 في عهد الخديو عباس حلمي الثاني وكان مرقص باشا سميكة أول مدير له وقد اهتم بعمارة هذا المتحف وقام بتزيين أسقفه وممراته والصالة الرئيسية للعرض بأعمال فنية وأثرية جلبها من بعض القصور والمباني القديمة للأقباط كما أسس مكتبة المتحف الحالية عام 1920 وأمدها بمجموعة ثمينة من الكتب والمخطوطات التي تعود أغلبها إلي القرن الرابع الميلادي.
وفي عام 1931 قامت الحكومة المصرية بضم المتحف القبطي إلي أملاكها عنوة نظرا لأهميته التاريخية والحضارية وعمل سميكة باشا علي نقل أكبر جزء من الآثار القبطية والتي كانت في حوزة المتحف المصري إلي المتحف القبطي واستمر سميكة باشا في العمل علي إنجاز هذا المشروع العملاق حتي وفاته عام1944.
علي هامش الاحتفالية عرض الفنان الدكتور جمال لمعي أستاذ الفنون بقسم المسرح والفنون بالجامعة الأمريكية وعضو مجلس إدارة المتحف القبطي وعضو نقابة الفنانين التشكلين لمجموعة من لوحاته المتميزة بعنوان(استلهام من الفن القبطي) تحكي عن الفن القبطي وتأثيره في الآخرين مستخدما الرموز القبطية مثل السمكة والكرمة والسماء والماء لتوضيح رؤيته.
وقد شهد الاحتفالية العديد من المتهمين بالفن والتاريخ القبطي ومن أبرز المشاركين:
الأستاذ محمود أباظة رئيس حزب الوفد السابق والسيدة نيفين سميكة حفيدة مرقص باشا سميكة.
والدكتور أمين مكرم عبيد زميل كلية الجراحين الملكية والأمريكية وحفيد الدكتور نجيب محفوظ باشا مؤسس علم أمراض النساء والولادة.
والدكتور نادر رياض والدكتور سمير متري والأستاذ هاني سلامة منسق الحفل وجمع غفير احتشدوا في ساحة المتحف القبطي للمشاركة في هذه الاحتفالية.