في إطار خطة وزارة الثقافة والمجلس الأعلي للآثار لإنشاء متاحف جديدة وتطوير المتاحف الحالية وتحويلها إلي مؤسسات علمية وتعليمية وثقافية لرفع الوعي الأثري لدي أبناء الشعب المصري, بدأت أعمال تطوير المتحف المصري بميدان التحرير وإعداد سيناريو العرض الجديد للقطع الأثرية, تمهيدا لتحويله إلي متحف لتاريخ الفن المصري القديم ونشأة علم الحفائر وذلك بالتعاون مع الحكومة الإيطالية بتكلفة قدرها 1.5 مليون يورو ويعد هذا المتحف الذي مر علي إنشائه مائة عام واحدا من أكبر وأهم ثلاثة متاحف أثرية تحكي التاريخ المصري القديم وهي المتحف المصري الكبير.بهضبة الهرم ومتحف الحضارة بالفسطاط والمتحف المصري بالتحرير..ولأهمية هذا التقت وطني مع عدد من المسئولين.
قال م. فاخر صبحي بشاي مدير عام الشئون الهندسية لمشروعات المتاحف بالمجلس الأعلي للآثار إن أعمال تطوير المتحف المصري بميدان التحرير تشمل ترميم مبني المتحف وتجديد طلائه واختيار أنسب الألوان ذات المعايير العالمية التي يحددها علماء المتاحف وتزويد المتحف بنظام للتأمين الإلكتروني ضد الحريق والسرقة,ونظام إضاءة حديثة تعتمد علي الإضاءة الطبيعية والصناعية وعمل نظام جديد للتهوية للتحكم في درجات الحرارة والرطوبة داخل المبني, وذلك لمنع التأثير الضار لتذبذب درجات الحرارة علي الآثار,إلي جانب تطوير دورات المياه ومدرسة الأطفال وإنشاء بازرات ومكتبة بيع كتب وكافيتريا مغطاة وأخري مكشوفة.
تاريخ متحف التحرير
ومن جانبها أضافت م. سهير سليم المسئولة عن متابعة هندسة مشروعات المتاحف بقطاع المشروعات بالمجلس الأعلي للآثار, أن مشروع التطوير يتضمن تطوير البدروم والمباني الإدارية الملحقة به لتحويله إلي أحدث وأروع قاعات عرض الآثار في العالم من خلال تدعيم أساسات البدروم وتزويده بفترينات عرض مجهزة لقياس الرطوبة والحرارة ونظام إضاءة متطور وتخصيص قاعات للدراسة والبحث علي غرار المتبع في المتاحف العالمية,وإعداد سيناريو جديد للعرض المتحفي والتصميم الداخلي بحيث يتم قصره علي عرض القطع الأثرية الفريدة والتي تحكي تاريخ الفن المصري القديم وذلك بعد نقل مجموعات القطع الأثرية الأخري إلي المتحف المصري الجديد بهضبة الهرم ومتحف الحضارة بالفسطاط.
وأوضحت م. سهير أن المتحف المصري يعد من أكبر متاحف العالم وأول متحف قومي للآثار في منطقة الشرق الأوسط وكان لإنشائه تاريخ طويل حيث تبدأ قصته عندما لاحظ محمد علي باشا والي مصر العبث الذي يحدث للآثار علي أيدي الأجانب وتهريبهم لها فأصدر في عام 1835 قرارا بمنع خروج الآثار وقرر إنشاء مصلحة الآثار وأسند الأشراف عليها إلي رفاعة الطهطاوي وتم جمع العديد من الآثار ووضعها في مبني صغير أشبه بدار للمحفوظات يقع في حديقة الأزبكية ,وبعد وفاة محمد علي أخذ خلفاؤه في إهداء زائريهم من الأجانب قطعا من مجموعات الآثار المحفوظة حتي تناقص عددها كثيرا فتم نقلها إلي قاعة في قلعة صلاح الدين إلي أن قام الخديوي عباس الأول بإهدائها بأكملها إلي حاكم النمسا عندما أبدي إعجابه بها.
وفي عهد الخديوي سعيد تم تعيين الفرنسي ماربيت مديرا لمصلحة الآثار فأنشأ متحفا صغيرا علي شاطيء النيل بمنطقة بولاق لإنقاذ الآثار من الدمار والسرقات وفي عام 1896 فاز الفرنسي مارسيل دورنو في المسابقة الدولية لتصميم متحف جديد للآثار المصرية واستمر بناء وإعداد المتحف خمس سنوات حتي تم افتتاحه عام 1902 في عهد الخديوي عباس الثاني وتدفقت عليه الآثا,ر خاصة بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922 وخلال هذه الأعوام لم يتم عرض جميع الآثار في قاعات المتحف بل خزنت في البدروم مما تسبب في ضياع الكثير منها بسبب الرطوبة.
مقتيات المتحف
إن المتحف المصري يتصدر مدخله حديقة متحفية تحتوي علي معرض للوثائق الخاصة بالمتحف والتي تضم التصميمات المعمارية التي صممها المهندس المعماري مارسيل دورنون والصور الخاصة بوضع حجر الأساس والريشة التي وقع بها الخديوي عباس الثاني في السجل التذكاري عقب افتتاح المتحف عام 1902م كما يتضمن صورا نادرة لمتحف بولاق.
أما واجهة المتحف فقد زخرفت بالتماثيل والكتابات البارزة,كما تميزت عمارته بارتفاع الجدران التي تظهر عظمة البناء وأهميته التاريخية والحضارية حيث يحتوي علي أكثر من 160 ألف قطعة أثرية بالإضافة إلي المومياوات ويتكون المتحف من طابقين رئيسيين وسرداب حيث تعرض في الطابق الأرضي الآثار الحجرية الكبيرة الحجم بطريقة مرتبة تاريخيا بدءا بآثار ما قبل الأسرات مرورا بآثار الدولة القديمة والوسطي والحديثة انتهاء بآثار العصر اليوناني والروماني ومن مقتنيات هذا الطابق تماثيل لآهم فراعنة مصر, مثل تمثال منكاورع مشيد الهرم الثالث من أهرامات الجيزة وتمثالان للملك خفرع مشيد الهرم الثاني ومجموعة تماثيل لرمسيس الثاني أعظم من تربع علي عرش مصر صاحب أعظم العمائر ومنها معبد أبو سمبل والرمسيوم وصاحب أول معاهدة عسكرية في التاريخ وتمثال لتحتمس الثالث أعظم المحاربين المصريين القدماء ,كما يوجد العديد من التماثيل النادرة.
أما الطابق العلوي فيعرض مجموعات من المخطوطات والمومياوات الملكية والتوابيت الخشبية المزخرفة والحلي الذهبية ومجموعات متكاملة مستخرجة من مقبرة واحدة مثل آثار وادي الملوك وآثار توت عنخ آمون التي تعد من أهم معروضات المتحف حيث تشتمل علي كرسي العرش وسرير من الخشب المذهب والأحجار الكريمة تمثالان لتوت عنخ آمون أحدهما بالزي الملكي والآخر بالزي اليومي, إلي جانب قناع لتوت عنخ آمون من الذهب الخالص وتابوته الذهبي المرصع بالأحجار الكريمة ويحوي بداخله مومياء الملك.
وتوجد بهذا الطابق أيضا قاعة خاصة بالمومياوات الملكية منها مومياء الملك رمسيس الثاني والملك أحمس الأول,والملكة نفرتاري وغيرهم.
وتوجد أيضا القاعة الخاصة بمجموعة أوراق البردي وكتاب الموتي الذي يشتمل علي نصوص دينية وسحرية اعتقادا من المصريين القدماء بأنها تفيد المتوفي في حياته الآخرة.