قام ممثلون من 196 بلدا في المؤتمر الدولي لحماية الأوزون المنعقد حاليا في مرسي علم بتقييم ما إذا كان من الأفضل إخضاع مجموعة الغازات التركيبية المعروفة بمركبات الكربون الهيدرو فلورية (HFCs) للرقابة في إطار بروتوكول مونتريال بدلا من إخضاعها للرقابة بموجب بروتوكول كيوتو, أي معاهدة تغير المناخ.
يذكر أن بروتوكول مونتريال هو المعاهدة التي أبرمت للتخلص التدريجي التام من المواد الكيميائية التي تضر بطبقة الأوزونالاستراتوسفيري, وهي الدرع الواقي الذي يمنع أشعة الشمس فوق البنفسجية من الوصول إلي مستويات ضارة.
ويخشي العلماء أنه إذا ما استخدمت مركبات الكربون الهيدرو فلورية في التبريد ووحدات تكييف الهواء النقالة والرغاوي علي مدي العقود المقبلة, فإن إسهامها في إحداث الاحتباس الحراري العالمي قد يرتفع ارتفاعا حادا. وفي حقيقة الأمر فإن مركبات الكربون الهيدرو فلورية يمكن أن تساهم بحلول عام 2050, بما يعادل 45 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وقال أكيم شتاينر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة:إن بروتوكول مونتريال هو أحد أنجح الاتفاقات البيئية المتعددة الأطراف. ويشهد علي هذا النجاح أن جميع بلدان العالم, ولأول مرة في التاريخ, كانت ممثلة في مصر نتيجة لكون بروتوكول مونتريال حقق تصديق العالم عليه في عام 2009.
وأضاف شتاينر أن هذا الدعم العالمي يظهر نجاح بروتوكول مونتريال في التخلص التدريجي من أكثر من 97 في المائة من المواد الخاضعة للرقابة الضارة بطبقة الأوزون, ليس هذا فحسب بل ويظهر كذلك إدراكا بأن عملية التخلص من المواد التي تمت ساهمت أيضا في تخليص الكوكب من التعرض لدرجة عالية من الاحترار العالمي.
وكان هناك تعديلان معروضين علي الاجتماع الغرض منهما إدراج هذه المواد الكيميائية البديلة في إطار اتفاقات الأوزون,قدم المقترح الأول من موريشيوس وولايات ميكرونيزيا الموحدة بينما قدم المقترح الثاني من كندا والمكسيك والولايات المتحدة.
أشار شتاينر إلي أن الازدياد المطرد في استخدام مركبات الكربون الهيدرو فلورية كمواد كيميائية بديلة يشكل الآن تحديا جديدا في تغير المناخ. مطالبا جميع الأطراف المشاركة بضرورة النقاش الصريح حول الخطوات التالية التي يتعين اتخاذها نحو التصدي لهذه الغازات ذات القدرات العالية علي إحداث الاحترار العالمي.وأضاف أنه يجب علي اجتماع مرسي عالمأن يرسل إشارة واضحة بأن الدول مصممة علي أن تجد وعلي جناح السرعة بدائل صديقة للأوزون وصديقة للمناخ في الوقت ذاته ومصممة كذلك علي مساعدة البلدان ذات الاقتصادات النامية في الحصول علي تلك البدائل.
أما ماركو بونزاليز الأمين التنفيذي لأمانة الأوزون فقال إن الاجتماع الحادي والعشرين يتصدي لقضايا مهمة تتعلق بحماية طبقة الأوزون,ويتناول الجهود ذات الصلة لتعزيز المساهمة في التخفيف من تغير المناخ و هي مؤشرات واضحة للمبادرة الجديدة التي تبنتها الأطراف لمعالجة كلتا القضيتين.
أجهزة الاستنشاق أيضا
وفقا لبروتوكول مونتريال, من المقرر أن يكتمل بنهاية ديسمبر 2009 التخلص التام علي نطاق العالم من بعض مركبات الكربون التي كانت تستخدم في بعض البلدان في أجهزة الاستنشاق من ذلك جرعات مقننة يستخدمها الأشخاص المصابون بمرض الربو,وذلك إلي أن يتم توفيق أوضاع مصانعها إلي درجة التصنيع الخالي من هذه المركبات الكربونية.
ونظر الاجتماع في مقترحات متنوعة من أجل الإبقاء علي بعض الإمدادات إلي أن تتم ترقية جميع مرافق التصنيع وتمكينها من تصنيع أجهزة استنشاق خالية من المركبات الكربونية.
كما يقوم المندوبون بدراسة استعمال مبيد ##بروميد الميثيل## المستخدم في تعفير الشحنات في جميع أنحاء العالم. وفي حين أن بروميد الميثيل يخضع للرقابة بموجب بروتوكول مونتريال عند استخدامه في أماكن مثل المزارع, فإن استخدامه في الحجر الزراعي ومعالجات ما قبل الشحن علي سبيل المثال في المنصات الخشبية النقالة يقع خارج نطاق المعاهدة.
لذلك يساور القلق بعض الحكومات والخبراء من عدم القدرة علي تقييد استخدامات بروميد الميثيل,والتي قد تساهم في الإضرار بطبقة الأوزون, خاصة أن استهلاك بروميد الميثيل لأغراض الحجر الزراعي ومعالجات ما قبل الشحن وصل إلي نحو 000 11 ألف طن في السنة منذ .1995 وفي المستقبل ربما تتوفر المعالجة بالحرارة والمعالجة باستخدام مواد التعفير الأخري.
وتأتي هذه المناقشات حول المقترحات المطروحة قبل نحو أربعة أسابيع من اجتماع الدول في العاصمة الدانمركية كوبنهاجن للمحادثات الحاسمة التي تعقدها الأمم المتحدة بشأن اتفاقية تغير المناخ.