نفي الدكتور عصام عبدالله إسكندر استمرار وجود ما يسمي بـأدب المنفيفي القرن الحادي والعشرين,مؤكدا ذوبان عزلة الأدباء والشعراء والمختلفين سياسيا مع أنظمتهم والباحثين عن الحرية,في غربتهم بعيدا عن الوطن الأم.
وقال إسكندر في ندوة عقدت بالمقهي الثقافي ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب,ناقشت كتابهالآخرالصادر عن مركز شئون الإعلام لنائب رئيس الوزراء الإماراتي بأبو طبي,إن لغة الأدب باتت اختيارا لكاتبها بعد أن شهدنا مصريين وعرب يكتبون في أوطانهم بلغات أجنبية,وأمثالهم يكتبون في الخارج بالعربية,مستشهدا بقول الشاعر الفلسطيني محمود درويشالوطن ليس دوما في الوطن…والمنفي ليس دائما في المنفي,واسترجع عبدالله حديث أحد الرهبان في القرن الثاني عشر قائلاإن من يري موطنه في كل مكان فقد بلغ القوةرابطا إياه بقول الشاعرة العراقية فاطمة البتول حين عودتها لوطنها عقب التخلص من حكم صدام حسينلقد أصبحنا لاننتمي إلا لظل أنفسنا.
وطالب د.عصام بضبط مصطلحأدب المنفي لتطور الفكرة في زمن العولمة,لافتا إلي تميز أدب المهجر بسمتي الغربة والحنين,وقال إن أدب المنفي هو الذي يناقش الهوية والأنا والآخر والعلاقة بينهم,ليحدث التداخل بين فكرة الأديب ومجتمعه الأصلي ومنفاه ومجتمع ثالث هوذاته,وأضاف عصام أنه لا توجد هوية عمياء تقوم اليوم في مواجهة الآخر.فالذات دوما في بعد دائم عن نفسها حتي تفهم ذاتها,وما الآخر إلا هذا البعد عن الذات,أي لا توجد أنا بدون آخر والعكس.
كما أشاد بتجربة مركز شئؤن الإعلام في طبعة دراسات عربية خارج دولة الإمارات لتحقيق أوسع انتشار للكتاب العربي في مجالات المعرفة المختلفة المعني بنشرها.
وقد عرضت الدكتور مني أبو سديرة أستاذة الأدب الفرنسي المقارن بجامعة القاهرة لتجارب الأدباء العرب بالشمال الأفريقي,مؤكدة حملهم لهوية مزدوجة عبرت عنها كتاباتهم بالفرنسية بما يعني إما مواجهتهم الاستعمار بلغته أو غياب اللغة الأم عن أذهانهم وفرنستهم كما الحال بدول الجزائر والمغرب وتونس التي شهد أدب المنفي فيهادفن اللغة الأموصولا لحالة من التيه وفقد الهوية,وأضافت أبو سديرة أن الاتهام ومعاناة القمع والهروب من الطغيان صفات ميزت أدباء الدول الديكتاتورية,ليظلوا متهمين حتي تثبت براءتهم كما الحال في تعامل الاستعمار معهم,وأكدت تميز أدب الزعماء المعتقلين بسجون الاحتلال بالخصوصية المعنية بظروف شعوبهم كما الحال مع الأديب الفلسطينيمريد البرغوثيالذي يمثل له الوطن-الجنة والفردوس الأعلي.