بعد انتشار استخدامات الكمبيوتر,وإقبال الشباب علي التعامل معالإنترنت وقضاء معظم أوقاتهم أمام هذا الجهاز السحري,الذي يوفر لهم إمكانات الحوار والتواصل وإعلان الرأي,دونما أي قيود والتعرف علي ثقافات وأفكار,ربما تحمل في بعضها التناقض,أو المغايرة لثقافات وأفكار المجتمع…
حول ظاهرة إدمان الشباب للكمبيوتر ,خصص برلمان شبابوطني بالقليوبية جلسته الأخيرة لمناقشة الظاهرة وأبعادها وإيجابياتها وسلبياتها ومخاطرها.
في البداية أوضح أحمد الليثي ورجب تهامي أبعاد الظاهرة…وكيف أنها أصبحت رعبا يهدد الأسر في أنحاء العالم بصفة عامة وبمصر بصفة خاصة,وأصبحت غرف الدردشة مصيدة للمراهين حتي وصلت الأمور إلي حد الانتحار أو الموت نتيجة لمواصلة الشباب الجلوس أمام شبكة الإنترنت لفترات طويلة,وعن تفشي هذه الظاهرة صدر كتاب الوقوع في الشبكة وجاءت فيه بعض الإحصائيات التي كشفت عن أن الإدمان علي الإنترنت أصبح يطول ما بين 5إلي10% من الأمريكيين أي من15 إلي30مليونا وتتفاقم المشكلة في بلاد الصين وتايوان وكوريا وتتراوح نسبة الإدمان بين 18% و30% من السكان.
قدم أحمد عادل وأحمد عبد المنعم تعريفا لإدمان الإنترنت:بأنه حالة من الاستخدام المرضي,وغير التوافقي للإنترنت يؤدي إلي اضطرابات في السلوك ويستدل عليه بعدة ظواهر منها زيادة عدد الساعات أمام الكمبيوتر بشكل مطرد,ومواصلة الجلوس أمام الشبكة وصولا لمرحلة الأرق والتأخر عن العمل,وإهمال الواجبات الشخصية أو الأسرية وما يعقبه من خلافات ومشاكل.
أضاف جورجي ظريف أن من سلبيات الإنترنت تلهف الشاب عليه بمجرد استيقاظه من النوم لتصفح بريده الإلكتروني أو متابعة أصدقائه عليالفيس بوك ظنا منه أنه سيجد رسالة ما مهمة تنتظره,وهذا يؤثر علي مهامه الاجتماعية سواء كان طالبا أو موظفا ويصطحب معه الكمبيوتر المحمول لمتابعة كل ذلك أثناء فترة العمل,كما ينسحب من الواقع ويصنع عالما من العلاقات التخيلية أمام الشاشة.
أضاف خالد عبد الحميد وأسامة عبد الفتاح أن للإدمان صورا كثيرة منها الإدمان الجنسي,وإدمان الدردشة والإدمان المعرفي وإدمان التسوق عبر شبكة الإنترنت وبعض الألعاب التي تستنفذ أموالهم,ويقدر أن الأغلبية العظمي للألعاب علي الإنترنت تشكل 90% مجانا مما شغل فكر الباحثون وتحولوا حاليا لدراسات إدمان ألعاب الإنترنت.
أكدت جاكلين نعيم حدوث آثار نفسية علي متصفحي الإنترنت وأعراضها حالات من القلق والاكتئاب والإفراط في تناول الطعام والشعور بالوحدة والانطواء وما ينعكس علي البناء والنضج النفسي لديه,فتقل لديه مهارات التواصل ولا يستطيع أن يدخل في علاقات حميمية مع الآخرين,ولا يستطيع التعبير عن نفسه بسهولة وتقل قدرته علي اتخاذ القرار,وأكد باحثون متخصصون أن إدمان الإنترنت أدي بالبعض إلي فقدان علاقات اجتماعية أو زوجية وتأخر وظيفي,كما أدي بالبعض للانطواء والعزوف عن المجتمع,وأشار أحد الباحثين إلي أن إدمان الإنترنت لا يصيب البالغين فقط ولكن الكارثة أنه وصل إلي الأطفال وأيضا كبار السن.
عرض يوحنا توفيق ورحاب عبد النبي بعض الحلول المستقاة من تجربه الصين لمواجهة إدمان الإنترنت حيث أنشأت مركزا لعلاج إدمان الإنترنت في منطقة داكسينج حيث أتبعت مزيجا من جلسات العلاج والتدريبات العسكرية للعلاج من إدمان الدخول علي مواقع الألعاب ومواقع جنسية,ومواقع الدردشة علي الإنترنت,وينام المرضي وأغلبيتهم الساحقة من الذكور تتراوح أعمارهم بين14و19عاما في عنابر جماعية يستيقظون صباحا لأداء تمارين رياضية بزي موحد,وأسلوب المركز يجمع بين الشدة والعطف لكسر إدمان الإنترنت,لكنه ضروري في بلد يعاني فيه مليوني شاب من هذا المرض كما يقول العاملون في المركز ونجح المركز بنسبة 70% في القضاء علي إدمان الإنترنت.
وطالبت مها حسن المسئولين بضرورة توخي الحذر من تفشي هذه الظاهرة في المجتمع المصري وتعويض الشباب بأشياء مفيدة تجذبهم خوفا من الوصول لمرحلة الإدمان واقترحت إنشاء مراكز علاجية استثمارا بما تقوم به دول العالم حفاظا علي عقول وسلوكيات شبابنا الذين يمثلون قاعدة عريضة في المجتمع وخاصة المراهقين.
علي هامش البرلمان قام بعض أعضاء البرلمان بزيارة دار نيللي للفتيات اليتيماتبمدينة أبو زعبل بالقليوبية إيمانا منهم بأهمية تفعيل الدور الاجتماعي للبرلمان وخروجا من مرحلة المناقشة لمرحلة عملية وأكثر واقعية لتحقيق جزء من رسالتهم ورحب مشرفو الدار بالوفد وأعلنت فتيات الدار سعادتهن بهذه الزيارة.