* الراحل أنطون سيدهم كان والدا لي.. وشخصا يندر الزمان أن يجود بمثله
* يوسف أصبح نسخة من والده في كل شئ
* شعرت أثناء تكريم المهندس يوسف بمرور شريط ذكريات 25 عاما أمامي
* حققت وطني طموحات القارئ عبر مسيرتها ورسالتها الصحفية
* المطالبة بصدور وطني اليومي مجازفة لا أتمناها وخاصة أن وطني ارتبطت في وجدان قارئها بصحيفة الأحد
* أبدي رأي وأنقد مقالات رئيس التحرير ومواد الجريدة بكل صراحة
* لابد أن تتغير نظرة المجتمع للمرأة
* أتمني أن تقدم صفحة الرأي كتابا أكثر
* لا أفكر في العمل الصحفي وأحب مجال الهندسة
* لا أفكر يوما في الهجرة وأعتز بوطنيتي وبمصر
شريط ذكريات مر أمامي في تكريم يوسف سيدهم.. بهذه العبارة وصفت المهندسة أميرة شعورها يوم التكريم.. حديث الذكريات سردته لنا بكل حب وصراحة.. موضحة كقارئة نقاط الضعف والقوة في الجريدة ذاكرة ملامح وطني مع العظيم الراحل أنطون سيدهم.. ومع يوسف سيدهم.. بكل جرأة ودون تحيز وكذلك بالنسبة للموقع الإلكتروني.. بهرتني بشخصيتها المثقفة الجذابة.. فإلي الحوار.
* بمناسبة مرور 55 عاما علي وطني و25عاما علي انضمام يوسف سيدهم لأسرتها.. ماذا عن طموحاتك؟
** طموحاتي أن تكون وطني معروفة أكثر ومقروءة في وسائل الإعلام, فعندما أسمع برامج يتم فيها قراءة الصحف وعرضها لآراء الصحافة وأتساءل أين وطني؟! وأتمني أن تكون في نسختيها الورقية والإلكترونية حاضرة في الصورة, أما عن طموحاتي للمهندس يوسف أن يكون ربنا معه دائما, وأن يعطيه الصحة وأن يكمل الرسالة فهو يتمتع بعقلانية عالية في كافة الأمور.
* هل تتطلعين لأن يخوض يوسف سيدهم مسار العمل السياسي؟
** كنت أتمني أن يدخل في العمل السياسي, لكنه دائما يقول أنا لي المنبر المستقل الذي أتكلم من خلاله, وأقول له تستطيع أن تخدم المصريين بشخصيتك وإنسانيتك ورسالتك لكنه رافض.
* هل أنت راضية عن أداء يوسف سيدهم؟ ومتي تقولين له احذر هذا أو خلي بالك من ذاك؟
** أنا راضية جدا عن أدائه, فهو شخص أمين جدا معتدل, وهي أهم مقومات لأي إنسان ناجح في عمله.. فعندما أكون قلقة أو خائفة من شئ أطمئن لأنه جرئ ولا يخطئ, أقتنع جدا بآرائه فهو بالفعل عمل الكثير لـوطني وهذا ملموس للجميع, وأقول له ربنا ينور طريقك ويوفقك دائما.
* شعورك كزوجة بتكريم يوسف سيدهم بعد ربع قرن؟
** تملكني شريط ذكريات الـ25عاما الماضية عبر مسيرته في وطني.. وظللت أفكر كيف بدأ حياته الصحفية وكيف كان يهاب تلك المسئولية, وكنت قلقة عندما اتخذ هذا القرار لأنه مهندس معماري والهندسة المعمارية عمل يتطلب عطاء رهيبا ولا يرحم, وكنت أتساءل كيف سيوفق بين العمل الهندسي والعمل الصحفي لكني تيقنت جدا أنه ابن أنطون سيدهم.. ويتخذ من والده مثله الأعلي وأنطون سيدهم كان حالة فريدة في الجمع بين أكثر من نشاط في وقت واحد, ومن عاش معه كان يتعجب من قدرته علي ذلك دون أن يخل بجانب من الجوانب, أو أن يطغي عمل علي حساب الآخر.. والسر في ذلك أن أنطون سيدهم كان شخصا منظما, يوسف يتحلي بنفس الطباع ويتبع ذات الخطي, ويتخذ من والده القدوة وأقول له ربنا ينير خطاك.
* ما ذكرياتك عندما تحول يوسف سيدهم من كاتب لعمود داخلي في وطني إلي كاتب للافتتاحية, وهل كان يهاب هذا التحول؟
** عندما رحل أنطون سيدهم كانت نقطة التحول في حياة يوسف, بل كان قلقا جدا إزاء شغله مكان والده في كتابة الافتتاحية, فكان يقول لي أشعر كل أسبوع كأن هناك حالة ولادة عندما أكتب الافتتاحية, لكي أجد الموضوع والقضية التي تهم القارئ لكن سرعان ما اكتسب الثقة والخبرة وكبر بـوطني معها.
* بصفتك قارئة للجرية هل حققت وطني بعد كل هذه الأعوام طموحات القارئ؟
** وطني جريدة خاصة جدا بل وعزيزة علي كل أسرة وخاصة الأسرة المسيحية التي تحرص عليها كل أسبوع, لأن الجريدة الصبغة الخاصة بها وتلبي الطموحات. القارئ في متابعة أحوال بلده مع الشأن القبطي, ورأينا منذ ثورة 25يناير 2011 وحتي أيامنا هذه, كيف كانت وطني تعيش الأحداث وتنقلها إلي قرائها.
* ما الذي يحتاجه القارئ من الجريدة ولا يجده علي صفحاتها؟
** لابد من الاهتمام بصفحة الرأي أكثر فأجد صحفا بها كتاب لهم مكانتهم لكتابتهم, مما يضيف لتلك الصحف ثقلا أكثر وأتمني أن تقدم وطني كتابا أكثر وأعمق وأعرق, لأن آراءهم تسعد القارئ فلماذا لا نجد هؤلاء الكتاب في صفحة الرأي.. وأذكر أنها كانت صفحة أقوي بكثير قبل أن تتوقف ثم تعود مرة أخري.. ولي أيضا نقد قاس علي الجريدة.. أين الإعلانات في الجريدة؟ الإعلانات غير كافية بل وغير متنوعة, وعلي الجريدة أن تستعين بمتخصص في الإعلانات, فالإعلانات ليست مجرد شريان الدخل للجريدة, لكنها انعكاس لانتشارها وثقة كل من المعلن والقارئ فيها.
* ما الذي تتمني ألا تجديه علي صفحات وطني؟
** لا يوجد عندي ما أتمني عدم وجوده من حيث مضمون المادة الصحفية بل كل المواد مواكبة, لكنني كمهندسة معمارية يلفت نظري التنسيق والإخراج أو عنوان داخل المقال أكبر حجما من المانشيت, أتكلم وقتها وأبدي رأيي في هذه النواحي الشكلية, وهناك شئ آخر.. أنا غير راضية عنه, فمقال رئيس التحرير عندما تم وضعه في النصف الأسفل من الصفحة الأولي بعد أن كان في أعلي الصفحة, لم يعد ظاهرا أمام القارئ الذي يشتري الجريدة وتكلمت مع رئيس التحرير في ذلك ومازلت أعتبر أنها نقطة نقد شديد.
* وجودك في أسرة صحفية لم يدفعك للعمل الصحفي, أو حتي كتابة مقالات في مجالات محببة إليك؟
** أنا مهندسة معمارية وعملت في مجالي حتي تركت المهنة منذ عامين, ولم أفكر في عمل آخر غير ذلك.. الأمر مختلف بالنسبة ليوسف الذي كانت لديه العزيمة أن يكمل الرسالة, واختار أن يقسم وقته وجهده بين الهندسة والصحافة, لكن بالنسبة لي فضلت أن أظل قارئة وناقدة فقط.
* ولكن ابنتكم دينا سارت علي درب والدها, فهي مهندسة بالتعليم ولكنها أتجهت إلي الصحافة الإلكترونية؟
** دينا مهندسة معمارية أيضا, وعندما اتجهت لدراسة الهندسة سألناها لماذا؟ فكان الرد إنني لا أعرف شيئا غير الهندسة المعمارية لأني نشأت في أسرة لا تتكلم سوي عن الهندسة المعمارية, وحتي عندما نسير في الشارع تعلقون أنتما الاثنين علي المباني, وهكذا تفعلون عندما نسافر في الداخل أو الخارج, لكن الذي جعلها تتوجه إلي العمل الصحفي أنها بجانب متابعتها في وطني كدور والدها, جذبتها التقنيات الحديثة للمواقع الإلكترونية فأخذت علي عاتقها تأسيس ورعاية موقع وطني الإلكتروني.
* إذن ما رأيك في الموقع الإلكتروني للجريدة؟
** دينا أخذت علي عاتقها مسئولية تأسيس وتطوير الموقع الإلكتروني, وكان يوسف متخوفا من ذلك وأقول لها لعبت اللعبة صح في التوقيت المناسب, فكيف يمكن لوطني أن تكون بدون نسختها الإلكترونية في هذا العصر؟ أيضا يسعدني أن أري عدد القراء الذين يدخلوان إلي الموقع في تزايد واضح, ومعني ذلك أنه يتطور بسرعة ويلبي احتياجات القارئ وبخاصة قارئ المهجر لوصول الجريدة له متأخرة عن ميعادها, هذا بالإضافة إلي أن ميزة متابعة الأحداث بشكل يومي عبر الموقع الإلكتروني وأري أنه يتطور بسرعة.
* إذن ماذا تقولين للمهندسة دينا؟
** أقول لها ينقصك زيادة رقعة الأخبار, واقتحام سوق الإعلانات الإلكترونية.
* رأيك في المطالبة بأن تصدر وطني بشكل يومي؟
** هذا الأمر صعب, فالذي أسمعه من يوسف هو أن تحول وطني من أسبوعية إلي يومية يجب أن يسبقه تخطيط جاد, وإعادة تأهيل لكوادرها التحريرية لعجلة العمل اليومي, مع تنشيط شبكة المراسلين الخارجيين وتكثيف نشاط الإعلانات.. وفي المقابل نجد بعض التجارب لجرائد تحولت من الأسبوعي إلي اليومي وفشلت في تجربتها, وأنا أري أن وطني صحيفة الأحد, وارتبطت لدي القراء بذلك.
* ذكرياتك مع الراحل أنطون سيدهم, وهل كانت لك آراء في الجريدة وقتها؟
** عرفت يوسف في الجامعة ولم أكن قريبة وقتها من الجريدة, بل كنت أراها في منزلنا وأقرأ مقال أنطون سيدهم لكن لم أكن متصفحة لكل صفحاتها, ولكن كنت أسمع والدي يقول عن أنطون سيدهم: هذا الرجل جرئ جدا, وبعد معرفتي بالمهندس يوسف بدأت أحرص علي متابعة وطني. أما عن أنطون سيدهم فكان في منزلة الوالد لي وكان رائعا في كل شيء وتميز بنجاحه الملفت في إدارة عمله, وعندما كنت أسأل المهندس يوسف عن ذلك كان يقول لي هو منظم جدا.. وكان يلفت نظري أكثر جرأته ومهارته واتضاعه وإيمانه, حتي أنه في شدة زمن الإرهاب كان يطلب الكثيرون منه أن يكون له حارس شخصي, فكان يقول حارسي هو الله فلم يكن يخاف شيئا, كما لم يكن يتحدث في الأسرة عما قد يتعرض له من مخاطر, ونكتشف بالصدفة أنه يتلقي جوابات تهديد ولا يذكر لنا عنها شيئا فكانت له ثقة بربنا وكان يشاركنا الأفراح فقط وليس الهموم, والمهندس يوسف ورث منه هذه الصفات باتكاله علي ربنا وعدم تصدير الخوف لنا, وكان أنطون سيدهم محبوبا جدا, فعندما ترشح لعضوية مجلس الشعب عام 1984 عن دائرة شبرا نجح بنجاح غير عادي, وكان متواضعا جدا وظهر ذلك في كم التقدير الذي حصل عليه.
* ما الفرق بين وطني في عهد أنطون سيدهم ووطني في عهد يوسف سيدهم؟
** الفرق والاختلاف جاء نتيجة الظروف والتوقيت, فلا يمكن أن تتجمد وطني دون تطوير عبر السنين والمهندس يوسف قام بالتطوير, فأضاف الملحق الإنجليزي حيث رأي أن الجيل الذي هاجر للخارج لا يقرأ أبناؤهم باللغة العربية, ووقتها قام بعمل جولات في الخارج وظل يتحدث مع الشباب حول الملحق الإنجليزي وكان ردهم بالترحاب والموافقة, ومن بعد الملحق الإنجليزي جاء الملحق الفرنسي لينضما معا إلي وطني الدولي, لكن باقي الجريدة يسير علي نفس نهج أنطون سيدهم, وتحمل الجريدة عبق أنطون سيدهم بل وأري أن يوسف سيدهم أصبح نسخة من أنطون سيدهم في كل شئ, فهو فخور بخط وروح أنطون سيدهم, وحريص علي حمل الرسالة التي أسسها.
* ما رأيك في ظهور يوسف سيدهم علي الفضائيات؟ وما أكثر التعليقات التي تصلك؟
** بظهوره علي الفضائيات أشعر بفخر, لأنه يتمتع بالرأي السهل المتعقل والمدروس, وفي كثير من الأحيان توجه إليه أسئلة كثيرة تثير الجدل, فأجده يقول رأيه بهدوء وإقناع, وتصلني علي الفور تعليقات لأصدقائي ويبدون إعجابهم به, فأجد أنني لست وحدي التي تنحاز له فهو مشرف جدا خصوصا عند الخلاف في الرأي, نجده حكيما جدا ويرد بإقناع وقبول للرأي الآخر ويعارض بأدب, وأتمني ظهوره أكثر لأنه شخصية أمينة جدا ومتعلمة ومثقفة ومشرفة, والحقيقة أن تلك السمات تقف وراء تطلعي إلي الخوض في العمل السياسي.
* ما هي اهتماماتك وأكثر شئ يشغلك الآن؟
** عندما تركت العمل الهندسي كنت مرعوبة, كيف سأقضي وقتي وبخاصة بعد الحياة العملية التي ملأت كل وقتي في ممارسة الهندسة المعمارية بجمالها وفنها, فشعرت بالخوف من الفراغ لكن سرعان ما بدأت أهتم بأعمال كثيرة مثل العمل الاجتماعي والإنساني, ولكن قبل انقضاء وقت طويل وجدتني أنغمس في الحياة السياسية وانضممت إلي حزب المصريين الأحرار, وأقول لكل سيدة تترك عملها لا تتركي نفسك للاكتئاب فهناك نشاطات كثيرة تستطعين من خلالها ملء وقتك وخدمة بلدك.
* ما رأيك في وضع المرأة الآن وماذا تقولين لها؟
** المرأة في المجتمعات الشرقية وفي مصر لم تأخذ حقها مقارنة بالمرأة الغربية, فأنا أتحرك في المجتمع وأري شريحة معينة من السيدات وبخاصة المرأة المعيلة التي تستحق أن يعمل لها تمثال, تكريما لكفاحها وتضحيتها, فالسيدة المصرية تعمل كل شئ والمجتمع لا ينصفها فلابد أن تتغير نظرة المجتمع تجاهها.. وأري أن القوانين لا تنصفها والمجتمع قاس جدا في نظرته لها فهي تنحت في الصخر, وهناك ضغوط مستمرة عليها, فلابد أن تراعي الدولة المرأة المعيلة والكادحة أكثر من ذلك.
* رأيك في الأسر التي تهاجر للخارج, وهل راودتك فكرة الهجرة مع أسرتك؟
** عام 1981 سافرنا إلي أمريكا لأول مر وتجولنا في عدة ولايات ومدن, والتقينا بالكثير من الأصدقاء وانبهرنا بالطبع, ولكن كان رأي يوسف أن هذه البلاد جميلة جدا والتقدم والنظام ينعكس علي جميع جوانب الحياة فيها لكنه قال: لا يمكن أن أترك والدي ووالدتي وإخوتي وقلت له: وأنا أيضا, وقررنا أننا سنظل في بلدنا نتقدم ونكبر فيها, ولا نندم علي الهجرة فعندنا العشق للوطن, وأشكر ربنا أن ابنتي تفكر مثلنا ولا أشجع الهجرة لمن يتمتع بالاستقرار في هذا البلد, أما الشباب الذي يريد أن يسعي للرزق وتحسين معيشته فلا ألومهم, وأتمني أن يحاولوا أولا في مصر فهي تحتاجهم.
* سؤال تحبه كل فتاة.. حدثينا عن كيفية التعارف بينكما قبل الزواج؟
** تعرفت علي يوسف في الجامعة في كلية الهندسة, وتزاملنا خلال سنوات دراسة الهندسة المعمارية, وبدأت قصة حب بيننا وبحكم دراسة العمارة نجلس أوقاتا كثيرة معا, حيث تعارفنا وتقاربنا.. وبعد التخرج كنا مع بعض في العمل طبقا لأمر التكليف وكنا قريبين جدا من حيث الطباع, وكان هو ومازال شخصا مهذبا وكان خجولا جدا, وقد كان, واتخطبنا وتزوجنا ورزقنا الله بابنتنا دينا.
* ماذا يمثل الأحفاد لك؟
** حفيداتي الثلاث هم روح حياتي وحبايبي وأكثر شئ أشكر ربنا عليه, ويمثلن سعادة حقيقية لي ولجدهم.
المهندسة أميرة فيليب في سطور
* درست في مدرسة القلب المقدس بمصر الجديدة.
* خريجة كلية الهندسة جامعة القاهرة.
* عملت بالقطاع العام مدة 6 سنوات بعد التخرج من خلال نظام تكليف المهندسين.
* انتقلت إلي القطاع الخاص وعملت بمكتب هندسي استشاري, وتدرجت فيه حتي وصلت إلي منصب رئيس القسم المعماري به.
* زوجة يوسف سيدهم ووالدة دينا سيدهم, وزوجها هاني سيف وجدة تاري ورنا وملك.