التعليم…مرآة المستقبل والأداة لصنع قادة الشعوب, لكن لكل دولة ميزانيتها التي ربما لاتستطيع الوفاء بمتطلبات تعليم صانع للقادة, كما هو الحال في مصر,لذلك دأبت الجامعة الأمريكية منذ عام 2004 علي تنمية وإعداد القادة من خلال برنامج متخصص يمنح 54 طالبا وطالبة من كل محافظة من المدارس الحكومية منحة دراسية كاملة وإقامة .
يرتكز البرنامج علي علاقة شراكة بين الجامعة الأمريكية ووزارة التعاون الدولي,والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية,ويهدف لتوفير التعليم الجامعي الأمريكي للطلاب المصريين المتميزين المتخرجين في مدارس حكومية والذين يصعب عليهم الحصول علي مثل هذه الخدمات التعليمية في الظروف الطبيعية.
حصل طلاب أول دفعة من هذا البرنامج علي درجة البكالوريوس هذا الأسبوع,وأقيم الاحتفال بمركز القاهرة الدولي للمؤتمرات..يقول كريم عمارة أحد خريجي الدفعة وأكثر الطلاب نشاطا لم أكن أعتقد أن بإمكاني الالتحاق بالجامعة الأمريكية لولا برنامج إعداد وتنمية القادة ,ولم يسبق لأحد من أسرتي الالتحاق بالجامعة الأمريكية,ولا أعتقد أنهم كانوا يقدرون التعليم الليبرالي,وأنا كعضو في اتحاد الطلاب,وممثل عن الطلاب في المجلس الأعلي للجامعة أتشرف بأنني لعبت دورا محوريا في تمرير وثيقة حقوق وواجبات الطلاب بالمجلس عام 2007,والتي تطلبت مجهودا لإقناع أعضاء المجلس ولتعديل الكثير من الموارد,كما تعلمت امتصاص وجهات النظر المختلفة,وبالرغم من عدم اقتناع أسرتي في البداية بفكرة التعليم الليبرالي, إلا أن حصولي علي البكالوريوس في الاقتصاد واكتسابي لمهارات القيادة علي مدار الخمس سنوات الماضية ,والتي ساعدتني علي تحديد طموحاتي المستقبلية أثبتت نجاح هذا التعليم,وأتمني أن أصعد السلم في العشرين سنة القادمة وأستفيد مما تعلمته هنا لمساعدة بلدي ربما في المجال السياسي.
أما سهير سعد مديرة برنامج إعداد وتنمية القادة فتقول:من أهداف البرنامج تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارة والالتزام الواجب توافرها في قادة مستقبل مصر,ويبلغ عدد الطلاب الملتحقين بالبرنامج 250 طالبا, حيث سيحصل اثني عشر طالبا منهم علي درجة البكالوريوس,
يتيح البرنامج عبر سنوات الدراسة المختلفة اختيار التخصصات الدراسية التي يرغبون فيها ,كما يوفر لهم فرصا متعددة لتنمية مهارات القيادة من خلال التدريبات وورش العمل,ومهام العمل الجماعي,والندوات والمؤتمرات كما يوفر فرصا عديدة لتطبيق هذه المهارات في خدمة المجتمع,وتنميتها من خلال العمل الوثيق مع الأسر والأندية الطلابية المختلفة بالجامعة ومؤسسات المجتمع المدني.
علي الجانب الآخر فاز الطالب هشام محمد حسن أحد الطلاب المتخرجين من برنامج القادة بجائزة أفضل مشروع حول التحرش الجنسي,كان المشروع تحت عنواناعرفي حقك وطالبي بيه..سوا التحرش نقضي عليهتناول هشام كيفية تطبيق القوانين,وضرورة توعية الفتيات بسبل المطالبة بحقوقهن,مع عدم الخجل من الإفصاح عما يتعرضن له من تحرش.
تكونت لجنة التحكيم من نهاد أبو القمصان رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة,ونهال صلاح رئيسة تحرير مجلةتين أستافومحمد زياد السين ويست الذي له باع في الكتابة الخاصة بهذه الظاهرة.
الجدير بالذكر أن الجامعة الأمريكية تقوم سنويا بتخصيص 21% من ميزانيتها-14 مليون دولار سنويا-للمنح الدراسية والمعونات المالية التي تقدمها لطلابها,بما فيهم طلاب برنامج إعداد وتنمية القادة لمساعدتهم علي تحمل نفقات تعليمهم بالجامعة.