إيزيس وأوزوريس أسطورة العشق الخالد التي ارتبطت بالنيل ودلتاه ارتباطا دام منذ عصور قدماء المصريين.إذ عشقت إيزيسإلهة السماءأوزوريسإله الأرض والزرع عشقا لا يوصف,وعندما ثارعليه أخوهستإله الشر والصحراء وقتله أطلقت إيزيس العنان لدموعها ولم تكف عن البكاء حتي كان فيضان النيل من دموعها.
هكذا أرجع قدماء المصريين فيضان النيل لدموع إيزيس التي تروي أسطورتها أنها ظلت تبحث عن أشلاء زوجها حتي وجدتها وجمعتها من تفريعات النيل فعادت إليه الحياة مرة أخري كان هذا سبب فيضان النيل لدي قدماء المصريين,الذي يغرق الجزر المنخفضة والأراضي الزراعية المحيطة به,ورغم أن السبب كان أسطوريا إلا أن النتائج واقعية,مرت القرون وأدرك الجميع أنها أسطورة.واليوم يتوقع العلماء غرقا كاملا لربع دلتا النيل خلال أقل من ثلاثة عقود بسبب ارتفاع سطح البحر نتيجة التغيرات المناخية وزيادة درجات الحرارة المؤدية لتمدد كتل الماء وذوبان الجليد مما ينذر بكارثة عالمية علي كل المدن الساحلية يكون لمصر منها نصيب الأسد لوجود ألف كيلو متر مربع هي طول الساحل الشمالي لمصر ويتضاعف الخطر علي دلتا نهر النيل التي تحتضن معظم الأماكن والزراعات والمنشآت الاستراتيجية فضلا عن ثلث سكان مصر لذلك حذر تقرير البنك الدولي من أن مصر سوف تكون الأكثر تضررا أما السيناريو الأسوأ فهو ذوبان صفائح الجليد بجرين لاند الذي سيؤدي إلي ارتفاع سطح البحر بمقدار6أمتار فتغرق الدلتا كاملة.
لكن ما أسباب هذا الارتفاع في حرارة الكون؟وكيف نواجه تلك الأزمة العالمية التي تحملنا الجزء الأكبر من مخاطرها الكارثية؟وما تلك المخاطر؟هذا هو موضوع تحقيقنا:
يوصف المناخ أول ما يوصف بدرجة حرارته فعندما تسقط أشعة الشمس علي الأرض والبحر ترتفع درجة حرارتهما ويعكس سطح الأرض الحرارة لتشع مرة أخري باتجاه الفضاء,وتمتص الغازات النادرة الموجودة في الغلاف الجوي وعلي الأخص غاز ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء الحرارة المنبعثة(الأشعة دون الحمراء),فتظل حرارة الأرض مناسبة للحياة فوق سطحها هكذا بدأ الدكتور مصطفي كمال طلبة-المدير السابق لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والخبير البيئي حديثه عن أسباب غرق الدلتا موضحا أنه لولا تأثير الاحتباس الحراري الطبيعي بفعل ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء لانخفضت درجة حرارة سطح الأرض إلي ما دون نقطة تجمد الماء,مع نهاية الستينيات اكتشف العلماء أن هناك غازات أخري تسبب الاحتباس الحراري مثل أكسد النيتري والميثان ومركب الكربون الكلوري الفلوري,وغيرها ثم تم احتساب تركيزاتها فوجدت أنها في تزايد مستمر وعلي سبيل المثال ثاني أكسيد الكربون زاد بمقدار25% عنه في عصر ما قبل الصناعة(ما بين عامي 1750م-1800م) أي بمقدار 0.5% سنويا بسبب الأنشطة البشرية والانبعاثات الناجمة عنها نتيجة استخدام الوقود الحفري.
جاءت تنبؤات الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ لتؤكد أنه في إطار استمرار كميات الانبعاثات عن الأنشطة البشرية بشكلها الحالي وزيادة نسبة الغازات المسببة للاحتباس الحراري سترتفع درجة حرارة العالم ما بين2إلي5درجات مئوية,وهو ما لم يحدث منذ عشرة آلاف سنة مضت,وسيعجل هذا برفع درجة حرارة البحار والمحيطات وما يترتب عليه من نتائج اقتصادية واجتماعية فبحلول عام2030 سيرتفع البحر20سنتيمترا و65 سنتيمترا في نهاية القرن,مما يهدد باختفاء الجزر المنخفضة والمناطق الساحلية في العالم أجمع ويغير خطوط السواحل,وستؤدي الفيضانات الناجمة عن ارتفاع سطح البحر والعواصف العاتية إلي حدوث اضطرابات اجتماعية وتكبد خسائر اقتصادية جسيمة في الأراضي الساحلية المنخفضة وأكثر الدول خسارة ستكون مصر لأنها دولة مطلة علي البحر المتوسط وبها دلتا منخفضة جدا فالخطر مضاعف من هجوم البحر علي الشريط الساحل وعلي الدلتا,مما سيؤدي إلي دمار البني التحتية المتركزة بها في منطقة الدلتا.
يضيف د.طلبة أنها أزمة عالمية ستصيب مدنا عدة في العالم منها لوس أنجلوس في أمريكا وجاكرتا في إندونسيا وطوكيو في اليابان,الأمر الذي دفع شركة ميونيخ ريو العالمية للتأمين لحساب خسائرها ووجدتها 200بليون دولار لكن مصر الأكثر تضررا,والمحزن أن تقرير البنك الدولي يؤكد انبعاث25% من الغازات المسببة للاحتباس الحراري عن الأنشطة الصناعية بالولايات المتحدة ,بينما ينكمش نصيب مصر إلي أقل من5.% ورغم ذلك ستدفع الثمن غاليا.
الخسائر
عن الخسائر المتوقعة يقول الدكتور محمد عبد الفتاح القصاص الخبير البيئي والأستاذ المتفرغ بكلية العلوم جامعة القاهرة:الجزء المنخفض عن سطح البحر في الدلتا يضم مدن مصر وصناعتها وزراعتها وسياحتها و95% من سكانها وزراعتها وستكون الخسائر باهظة,إذا أضفنا إلي ذلك ضياع الأراضي الزراعية وبالتالي تقلص الإنتاجية من المحاصيل الأساسية كالقمح بمالا يكفي الاحتياجات السكانية وبالتالي ستحدث أزمة غذاء فالتقارير العالمية تؤكد اختفاء القمح بحلول عام2080 ,و30% من إنتاج محصول الصوب في عام2030 مما ينبئ بضرورة إيجاد محاصيل بديلة وطرق زراعية تناسب الظروف الجديدة إذا أضفنا لذلك الهبوط المستمر في الدلتا بمعدل من واحد مليمتر إلي خمسة مليمترات في العام بسبب التغيرات البيولوجية وتعرضها للتآكل نتيجة التيارات المائية الشاطيئة علي البحر المتوسط يجد الأمر متسارعا,وقد ظهر هذا التآكل بعد حجب الطمي عن أراضي الدلتا حال بناء السد العالي,وكان الطمي يحميها.
يضيف د.القصاص هناك العديد من الحلول المقترحة لكنها صعبة من ناحية التطبيق العملي …لذلك يجب علي الحكومة اتخاذ آليات مخططة لحماية الناس من المخاطر التي رصدها تقرير التوقعات البيئية للأمم المتحدة لعام2007 وأعلنته في مصر جامعة الدول العربية ومركز سيداري للبيئة.
تقرير التوقعات البيئة
بالرجوع لتقرير التوقعات البيئة نجد أن أفريقيا ومصر تحديدا ستعاني من نقص الغذاء ولكن ما ارتباط ذلك بغرق الدلتا.إنه ارتباط وثيق فإذا كانت أفريقيا تعاني بالأصل من نقص الغذاء وبسبب التغيرات المناخية ستعاني من التصحر أي تقلص المساحات المزروعة بالمحاصيل وكل عام يحدث تآكل للشواطئ وإهدار في الأراضي عن العام الذي يسبقه,وما يؤكد ذلك الانخفاض المستمر في نصيب الفرد من إنتاج الغذاء,وأوضح التقرير أن ارتفاع سطح البحر الناتج عن ارتفاع الحرارة سيزيد من حموضة المحيطات بما يؤثر علي الشبكة الغذائية البحرية وبالتالي الأمن الغذائي العالمي وأن ذلك سيحدث في المستقبل المنظور فالغطاء الجليدي لجرين لاند يذوب بشكل أسرع من تكون الجليد الجديد عليه وتتجمد أنهار المنطقة الشمالية فترات أقصر مما كانت عليه أثناء الشتاء مما ينذر بعواقب وخيمة وكارثية إذ أن 60% من سكان العالم يعيشون في إطار السواحل ودلتا الأنهار التي سيرتفع مستواها نتيجة ارتفاع مستوي البحار والمحيطات وجميعها تتأثر ببعضها البعض وسيصل عدد من يقطنون السواحل وضفاف الأنهار عام2050 ستة مليارات نسمة.
مما يعني ضرورة خفض نسب انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة تترواح ما بين 60% إلي80% في الدول المتقدمة,وبنسبة 50% في الدول النامية للسيطرة علي المخاطر المحتملة.
هل من حماية؟
ماذا تفعل مصر لتحمي نفسها قبل حلول الكارثة؟اقترح البعض حلا إقليميا لدول المتوسط ببناء بوابات حديدية ضخمة عند مضيق جبل طارق لتخفف من دخول الماء الزائد إلي البحر المتوسط من المحيطات إذ أن كل البحار مفتوحة علي المحيطات فيما عدا البحر الميت,هذا الحل يحتاج إلي ما بين10-15سنة لتنفيذه وسيكون جزء كبير من الدلتا قد غرق بالفعل,هذا ما أعلنه د.ممدوح حمزة المهندس الاستشاري الشهير واضعا في الاعتبار إمكانية تنفيذ حل آخر لمصر فقط وهو بناء حائط خرساني لصد المياه عن الشواطئ والمصرية لكن تبقي مشكلة المياه المتسربة من أسفل التربة,والتي سنتمكن من النفاذ إلي دلتا النيل نتيجة طبيعتها الطميية التي تسمح بمرور الماء وفقا لنظرية الأواني المستطرقة.
وقال د.حمزة في تصريحه إنه يمكن إنشاء شاطئ جديد علي الدلتا باستخدام التربة ورمال قاع البحر المغمورة أسفل مياه البحر المتوسط,وإعادة ضخها علي الشواطئ المصرية لرفعها لأعلي من مستوي سطح البحر,وبناء حائط من مادة بنتونية(عازلة)أسفل التربة في الدلتا لمنع تسرب المياه أسفل أراضيها.وكان د.حمزة قد شكل فريقا من الخبراء لإعداد خرائط لإظهار أكثر المدن تأثرا وهي بلطيم الحامول بورفؤاد-دمنهور كفر الدوار-وأشار الفريق إلي أن قناة السويس من الأماكن المحمية بفعل الردم الناتج عن حفرها والموجود علي جانبي القناة فرفع الأرض المحيطة بها,كذلك منطقة الضبعة المزمع بناء المحطة النووية بها من المناطق المرتفعة والمحمية أما المياه فوصلت بالفعل حتي مدينة طنطا متخللة التربة.
حملت كل ما جاء في تقارير وتصريحات د.حمزة لخبير بيئي يرفض ذكر اسمه ويقولما يجري حاليا لحماية الشواطئ من مد البحر هباء..ومسكن لن يصلح فالتكلفة الفعلية لحماية الشواطئ وعمل مصدات لمياه البحار وصلت عام1958 إلي مليون جنيه,وفي عام 1971 كانت مائة مليون جنيه أي زادت في13 سنة إلي سبعة أمثالها ومعني هذا أنه بعد مرور35سنة ستحتاج حماية ألف كيلو متر(طول شريط الساحل الشمالي) إلي27 تريليون جنيه,فتصبح تكلفة حماية الكيلو متر المربع 2.7مليار جنيه في حين أن ميزانية مصر في عام2006 كانت 17مليار جنيه فكيف إذا تتم المواجهة وفي أي حل يكون الملاذ والأمل؟
صناديق التأقلم للدول المتضررة
عن سبل مواجهةخطر غرق الدلتا يقول المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة المتوقع أن يحدث هذا الغرق بعد35سنة وبحسبة بسيطة يمكن أن نصل إلي أن عدد السكان آنذاك سيصل 160مليون نسمة يسكن 10% منهم تلك المناطق المهددة أي 16مليون نسمة,فكيف يمكن توفير بدائل لسكنهم وزراعتهم؟ لذلك يتكاتف العالم حاليا لمواجهة هذا الخطر عن طريق خطط التنمية المستدامة,وخفض غازات الاحتباس الحراري-التي تجعل الأرض أكثر دفئا وعلي رأسها غاز ثاني أكسيد الكربون-عن طريق تبني مشروعات قومية لتمويل الصناعات والسيارات التي تعتمد علي طاقة البترول لتعتمد علي الطاقة النظيفة(الغاز الطبيعي),وذلك بخلاف المشروعات الممولة من الخارج لتوليد الطاقة النظيفة(طاقة الرياح وغيرها) والتي بلغت 38مشروعا بحيث يصل إنتاج الطاقة النظيفة في مصر عام2020 إلي20% من إجمالي إنتاج الطاقة وبذلك يتم خفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
دعا جورج إلي ضرورة التوصل لأفكار مبتكرة وحلول غير تقليدية لمواجهة الخطر القادم,وشدد علي وجوب إيجاد قائمة بالدول الأكثر تضررا من التغيرات المناخية ويكون ذلك طبقا لمعايير الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ والتي كونتها الأمم المتحدة, لتقديم الدعم لهذه الدول من خلال صناديق التأقلم والتكيف مع طرح فكرة إنشاء مركز بحوث ودراسات تغير المناخ في مصر لصالح الدول الأفريقية والعربية يتم تمويله فنيا ومؤسسيا.
لن تغير موازين الكون
العالم الدكتور رشدي سعيد له رأي مخالف في الموضوع برمته فيري أن العالم تعرض لفترات دفء طويلة من قبل ولم تحدث سيناريوهات كارثية بل كان الناس يتواءمون مع التغيرات ويكيفون حياتهم تبعا لها,ففي نهاية العصر الجليدي الذي غطي الجزء الشمالي من الأرض تراجعت الثلوج ودخل العالم فترة دفء هذا منذ 12ألف سنة.كذلك تعرضت الأرض قبل الثورة الصناعية لعدة فترات دفيئة كان آخرها منذ عام 1000 وحتي عام 1350 ميلادية -إذا فالثورة الصناعية ليست السبب الرئيسي في الاحترار الكوني,إذ وصل الأمر في الفترة سالفة الذكر أن سكن الناس أرضجرين لاندالتي لا يسكنها أحد لبرودتها.
عادت الدنيا لفترات البرودة مرة أخري منذ1350 وحتي1850 ودخلت فيما يسمي بالعصر الجليدي الصغير,ونحن في ذلك لا تنكر دور تزايد ثاني أكسيد الكربون في زيادة درجة حرارة الكون وإفساد البيئة,ومع كل البروتوكولات وعلي رأسهاكيوتوالتي وقعت لدرء هذا الفساد إلا أنها لا يمكن أن تغير شيئا لأن الإنسان واتفاقيات لا تستطيع تغيير موازين الكون,إنه لغرور من الإنسان أن يعتقد هذا,وعلي الناس معرفة أن غاز ثاني أكسيد الكربون هو الذي يحفظ للأرض دفئها ويجعلها صالحة لسكن البشر بخلاف الكواكب الأخري التي لا يوجد بها.
يضيف د.رشدي قائلا:هجوم البحارو الأنهار علي الدلتا ليس بأمر جديد فقد حدث قبلا وتكيف الناس معه فخلال عمر الأرض الذي يبلغ 2مليون سنة كانت العصور الجليدية ثلاثة فقط,خلال ذلك شهد تاريخ الأرض إغراق البحر لليابسة حاملا معه التيارات الدفيئة,وأيضا عندما نذكر ذلك لا ننكر ما حدث من زيادة في أسطح البحار إذ زادت 120سنتيمترا منهما20 سنتيمترا في 12ألف سنة فقط و80سنتيمترا في الألف لسنة الأخيرة.
وعن السيناريوهات التي وضعها بعض العلماء لغرق الدلتا يوضح د.رشدي قائلا:لا نستطيع وضع سيناريوهات ثابتة فكل ما قيل عن ذوبان الجليد مثلا يمكن أن يتغير لأن ذوبان الجليد الذي فوق الأرض سهل,بينما يصعب جدا ذوبان جليد البحار,كذلك ما أثير حول تأثر الزراعة ونقص المحاصيل وضياع الأراضي غير ثابت فعندما تدفأ الدنيا يزداد هطول المطر,وبالتالي يتمكن المزارعون من زراعة أراض جديدة في أجواء ومناطق لم تكن لتزرع من قبل,وهكذا,وكل هذه الأمور تعتمد علي ارتفاع منسوب البحر إذ أنه عندما يرتفع نصف متر سيغرق200ألف فدان مثل البرلس وبور فؤاد والمنزلة ومريوط وكل الأراضي المنخفضة عن مستوي سطح البحر بأقل عن نصف متر وتوجد خرائط مساحية تحدد مدي ارتفاع وانخفاض الأراضي عن سطح البحر يجب الاستعانة بها لتحديد تلك الأراضي إذا ما رغبت الحكومة في وضع خطة لها,ولو صح السيناريو الكارثي-الأكثر تشاؤما-فسوف تغرق الدلتا كاملة وتنهار البني التحتية ولا حل إلا أن يتكيف الإنسان مع الحقائق الجديدة كما تكيف معها من قبل في العصور القديمة.
وعن التهجير القسري الذي يقترح البعض أن تقوم الحكومة بالتخطيط له يقول د.رشديالتهجير القسري وهو إخلاء مناطق بعينها لتوقع غرقها ولكن هذا غير منطقي ولا يمكن طلبه من الحكومة لأن غرق الدلتا لا يحدث فجأة لكنه يحدث ويتزايد سنتيمترا سنتيمترا ويستشعره الناس وتتخذ اللازم حيال ذلك,والتجربة المصرية تؤكد أن المصريين يعلمون جيدا رواية تزايد البحار لذلك عزفوا عن بناء مدنهم علي شواطئ البحار باستثناء الإسكندرية لأنها تقع عليقبة عالية وما يحدث الآن من شراء منازل في أماكن سياحية مهددة بالغرق في المستقبل علي طول الساحل الشمالي سيتسبب في خسارة كبيرة لأنه إذا ارتفع سطح البحر نصف متر يصعب درء الخطر وبالنسبة لتراجع المحاصيل,وضياع الأراضي الذي تمت الإشارة إليه فالعالم الآن يفعل ما هو أسوأ بتحويل القمح إلي طاقة وإهدار غذاء دول العالم الثالث سعيا وراء تحقيق الكسب المادي إنهم يحرقون الغذاء ولا يعني كلامي هذا أن هناك شبهة مؤامرة علي العالم الثالث وإلا ستصبح المؤامرة لقتل العالم كله.
يختلف العلماء علي سيناريوهات غرق الدلتا ومدي كارثية ذلك لكن تبقي حقيقة واحدة وهي أن الدلتا ستغرق,فهل ستستطيع مصر التكيف مع هذه الأزمة في ظل كل ما قيل؟ ربما هذا ما سيكشفه المستقبل المنظور.