في ثورة التحرير كان الهتافمسلم مسيحي إيد واحدة ووسط الحشود المليونية رفع المصحف إلي جانب الصليب, وعندما سال الدم في الميدان امتزج دم المسلم بدم المسيحي في شهداء الثورة وأحسسنا بالفرحة وامتلأنا بالسعادة فالكل واحدمصريون..لكن في أول منعطف ضاعت الفرحة وتبخرت السعادة وعادتنغمة مسلم ومسيحي…المسلم مع نعم والمسيحي مع لا للتعديلات الدستورية…وضعت يدي علي قلبي..خشيت أن يتمزق النسيج الواحد.
جاءت نتيجة الاستفتاء…أربعة عشر مليونا قالوانعم وقرابة أربعة ملايين قالوالا والمؤكد أنه ليس كل من قالوانعم مسلمين ممن يسعون إلي الدولة الدينية, فمنهم من قالوانعم لأنهم يتمنون الاستقرار ويريدون للجيش العودة إلي ثكناته…ومن المؤكد أيضا أنه ليس كل من قاللا من الأقباط الذين يخشون تهديدات الإسلاميين, فمنهم من قالوالا لأنهم يتمنون دستورا جديدا يؤسس لنظام جديد…ولهذا فلا يعنيني هنا تصنيف من قالوانعم ومن قالوالا…الذي يعنيني هنا الذين خرجوا إلي صناديق الاستفتاء 18 مليونا مصري يمثلون41% ممن لهم حق الانتخاب.
أتوقف هنا لنرصد أعداد المصريين الأقباط الذين خرجوا إلي صناديق الاستفتاء..المؤكد أنهم أعداد كبيرة بالمقارنة بأعداد الأقباط الذين كانوا يخرجون إلي الانتخابات في ظل الأنظمة السابقة, فلقد عاش الأقباط منذ ثورة يوليو 1952 بعيدين عن الانخراط في الحياة السياسية-وكان لهم عذرهم في هذا- ومع كل الجهود التي بذلتها الكنيسة لتوعيتهم وحثهم علي أداء هذا الواجب, ودعوتهم للمشاركة بإيجابية في الحياة السياسة, فقد ظلت أعداد الأقباط المقبلين علي صناديق الانتخابات في العادة لاتذكر ولاتحس, إلي أن كانت الطفرة الكبري في الاستفتاء علي الدستور بعد ثور 25 يناير, وبعد أن عاشوا 60عاما- ما بين الثورتين-يترحمون علي أيام كان ويصا واصف القبطي رئيسا للبرلمان!
المهم أن لايعود الأقباط إلي عزلتهم مرعوبين من كثرة الذين قالوانعم وقلة الذين قالوالا فالطريق صعب وطويل لكنالذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج(مزمور126:5).
[email protected]