كانت جدتي سيدة طيبة حنونة متدينة, ورغم أنها جاءت من الصعيد-أسيوط-وعاشت طويلا في الإسكندرية إلا أنها بقيت محتفظة بلهجتها الصعيدية وبكل تقاليد وعادات أهل الصعيد وطيبتهم وأصالتهم, وربما كان هذا هو سر تعلقي
كانت جدتي سيدة طيبة حنونة متدينة, ورغم أنها جاءت من الصعيد-أسيوط-وعاشت طويلا في الإسكندرية إلا أنها بقيت محتفظة بلهجتها الصعيدية وبكل تقاليد وعادات أهل الصعيد وطيبتهم وأصالتهم, وربما كان هذا هو سر تعلقي بها,ولأن بيتها كان قريبا من بيتنا كنت أقضي معها معظم اليوم بل الأيام,وكانت كلما قدمت لي شيئا قدمته بالثلاث,وكلما طلبت منها شيئا أحضرته بالثلاث,وكلما فعلت شيئا بدأته بالثلاثالآب والابن والروح القدسوعندما سألتها:لماذا هكذا؟لا أنسي إجابتها:لأن كل شيء بالثالوث يكمل..ومن يومها ترسخ عندي إيمان كامل بعمل الثالوث في حياتنا.
عندما اقترب موعد انتخاب البابا الـ118 وأعلنت الإرشادات للناخبين,فوجئت أن للناخب حرية اختيار واحد أو اثنين أو ثلاثة, وهو ما أدهشني وأدهش جموع الناخبين الذين كانوا يعتقدون أن علي الناخب أن يختار ثلاثة وإلا اعتبر صوته باطلا, ولكني صمت أمام نصوص لائحة انتخاب البابا التي جاء فيهايكون إبداء الرأي بشطب أسماء المرشحين الذين لايرغب الناخب في اختيارهم بحيث لايزيد عدد الأسماء الباقية بدون شطب علي ثلاثة ..ولم تطل دهشتي فقواعد الانتخاب إن كانت أعطت للناخب اختيار ماهو أقل من ثلاثة, فقد أعطته أيضا اختيار ثلاثة..وهنا هدأت لأنني لن أتراجع عما تعلمته من جدتيكل شيء بالثالوث يكمل.
صليت كثيرا وطلبت من الله أن يرشدني فيمن اختار.. المرشحون الخمسة جواهر ثمينة يصعب الاختيار منهم..وأشكر الله أنه أرشدني وأعطاني فرصة الإبقاء علي ثلاثة أسماء في استمارة إبداء الرأي,ووضعتها داخل الصندوق وأنا مرتاح الضمير, ليس لأن اختيار ثلاثة من الخمسة أسهل من اختيار واحد أو اثنين خاصة عندما يتساوي الخمسة في الكمال والمواهب التي لرأس الكنيسة وراعيها.. ارتاح ضميري وأنا أقدم للرب ثلاث جواهر ليختار منها صالحا لكنيسته وشعبه.
وعندما أعلن نيافة الأنبا باخوميوس النتيجة بدقة وبالتفصيل زاد من ارتياحي أن إجمالي الاختيارات كان 6118 جاءت من2254 ناخبا,وهذا يعني أن65% من الناخبين اختاروا ثلاثة لأنهم بالتأكيد رأوا أنكل شيء بالثالوث يكملولأنني واحد من الأكثرية 65%أطالب البابا القادم الذي سيتولي إعداد لائحة جديدة لانتخاب البطريرك أن يزيل هذه البلبلة وأن تنص اللائحة الجديدة صراحة أن يكون إبداء الرأي في انتخاب البابا باختيار الناخب لثلاثة أسماء من المرشحينلأن كل شيء بالثالوث يكمل.