غدا الاثنين يبدأ الصوم ولمدة 3أيام قبل عمل لجنة الترشيحات للوصول بالمرشحين للبابوية من17إلي خمسة أو ستة أو سبعة…مهمة صعبة,فالمرشحين أباء أجلاء لهم مكانتهم في الكنيسة وفي قلوب الشعب…يزيد من صعوبة المهمة أن جدلا
غدا الاثنين يبدأ الصوم ولمدة 3أيام قبل عمل لجنة الترشيحات للوصول بالمرشحين للبابوية من17إلي خمسة أو ستة أو سبعة…مهمة صعبة,فالمرشحين أباء أجلاء لهم مكانتهم في الكنيسة وفي قلوب الشعب…يزيد من صعوبة المهمة أن جدلا يثور حول ترشيح أساقفة الإيبارشيات في الوقت الذي تعطي لائحة 57 الحق للأساقفة كما للرهبان في الترشيح للكرسي البابوي وهي اللائحة التي ورثتها الكنيسة منذ أكثر من نصف قرن,وأعلن المجمع المقدس صراحة أنه لا مفر من الأخذ بها بكل ما فيها من محاسن وعيوب,فتنقيتها يعني إعداد مشروع قانون للائحة جديدة,وتمرير قانون في ظل الظروف التي تعيشها البلاد هذه الأيام يستغرق شهورا طويلة أو سنوات يبقي الكرسي المرقسي خاليا بلا بطريرك والكنيسة بلا راع.
يزيد من صعوبة المهمة أن هناك الكثير من الطعون تشكك في عدد من المرشحين وهو حق كفلته اللائحة للناخبين المقيدين في جدول الانتخابات لاستبعاد من لا يرون فيه الأهلية أو عدم توفر الشروط اللازمة للكرسي البطريركي…وهو أيضا أمر صحي وطبيعي في ظل ديموقراطية الكنيسة التي تعطي لكل إنسان الحق في أن يبدي رأيه…وبعيدا عن كل التشهيرات التي تقوم بها بعض الصحف والقنوات فإن نيافة الأنبا باخوميوس القائمقام وأعضاء لجنة الترشيحات نجحوا حتي الآن في الحفاظ علي سرية الطعون صونا لكرامة الكرسي البابوي الجليل والسمو عن من يرتقيه من أي شائبة.
ولأن المهمة صعبة دعا القائمقام أعضاء لجنة الترشيحات ليجتمعوا في خلوة بدير الأنبا بيشوي ببرية شيهيت حتي الانتهاء من مهمتهم وإعلان الأسماء النهائية للمرشحين للكرسي البابوي…الأكثر من هذا أن نيافة الأنبا باخوميوس ببصيرة روحية وحكمة سماوية دعي الشعب كله إلي صوم لثلاثة أيام تسبق عملهم.ودعا أيضا إلي صوم ثلاثة أيام تسبق التصويت لكي يضع الله الأصوات في حق الثلاثة المناسبين لهذه المكانة وكرامة هذا المنصب الرفيع…وصوم ثالث لمدة ثلاثة أيام أيضا قبل قداس القرعة الهيكلية لكي يشترك الله ويختار للكنيسة خليفة مارمرقس الرسول الـ118.
والدعوة للصوم هي دعوة لعمل الروح القدس من أجل المهمة الصعبة التي تواجهها الكنيسة لاختيار البابا البطريرك…الدعوة تذكرني بصوم يونان…والصوم في وقت الخطر خلال رحلة بولس لروما…وصوم الرسل عند اختيار الخدام ورسامتهم …وأخيرا الصوم ثلاثة أيام إضافة لصوم الميلاد بعد معجزة نقل جبل المقطم أيام المعز لدين الله الفاطمي…وما أحوجنا اليوم لعمل الروح القدس…أيام ثلاثة ينادي فيها القلب المنسحق ويستمع فيها الله…فترة يقترب فيها الناس إلي الله ويقترب فيها الله من الناس يستمع إلي أنينهم ويعمل…فتعالوا نشترك جميعا في الصلاة بلجاجة والصوم بانسحاق لينعم الله علي كنيسته بالراعي الصالح الذي يرعاها بالبر والاستقامة.