مع أن نيافة الأنبا بولا سيم أسقفا في عام 1989 إلا أنني لم أقترب منه إلا في عام 2001, كنت أتابع انتخابات المجلس الملي العام-دورة2006/2001-وكان نيافته رئيسا للجنة العامة للانتخابات..شاهدته عن قرب دقيقا منظما
مع أن نيافة الأنبا بولا سيم أسقفا في عام 1989 إلا أنني لم أقترب منه إلا في عام 2001, كنت أتابع انتخابات المجلس الملي العام-دورة2006/2001-وكان نيافته رئيسا للجنة العامة للانتخابات..شاهدته عن قرب دقيقا منظما حازما, ورأيته أيضا مع كل هذا ودودا محبا مبتسما..وفي أبريل 2006 جاءت انتخابات المجلس الملي لدورة جديدة, ومرة أخري رأيته رجل الدين ورجل الإدارة..ومن يومها ظلت صورته لاتفارقني تستدعيها ذاكرتي كلما رأيت موقفا أحسست فيه بحاجة الكنيسة إلي المدبر الإداري.
وعندما جاءت ذكري الأربعين لمثلث الرحمات البابا شنودة الثالث كان لابد من احتفال يتفق مع جلال المناسبة وقامة صاحبها,وأسند إلي نيافة الأنبا بولا الإشراف, وشهد الجميع بالإعداد الجيد والتنظيم الدقيق..بعد الاحتفال وقفت لدقائق مع نيافته فإذ بأحد المصورين يقترب من نيافته والغضب يتطاير من عينيه شاكيا أحد شباب النظام لأنه منعه من اختراق صحن الكنيسة إلي خورس الشمامسة حتي يتمكن من التقاط الصور عن قرب, فإذا بالأنبا بولا يبتسم له في وداعة, وربت علي كتفه بحنو وقال له:أشرك لأنك أبلغتني أنه كان يقوم بمهمته بدقة وينفذ تعليماتي تماما. انحني المصور يقبل يديه وانصرف راضيا,أما أنا فقد سجلت في ذاكرتي موقفا جديدا في الإدارة, وأدركت أن هذا النظام الدقيق الذي ساد الاحتفال لم يأت من فراغ كان يسبقه ترتيبات وتعليمات نفذت بحزم.
وعندما طلب من الكنيسة ترشيح ممثليها في الجمعية التأسيسية للدستور كان الأنبا بولا أسقف الغربية ضمن مرشحيها ..وعندما ظل الدستور باقيا علي المادة الثانية في دستور 1971 دون تعديل مع إضافة والإبقاء علي احتكام غير المسلمين لشرائعهم في الأحوال الشخصية وممارسة شئونهم وشعائرهم الدينية واختيار قياداتهم الدينية,وغير هذا الكثير..لابد أن ننحني تقديرا للأب الأسقف الذي كان يردد دائما وهو يناقش ويحاور داخل لجان التأسيسية لم نأت لنحقق مكاسب للأقباط ولكننا جئنا لنضع دستورا لمصر ولكل المصريين.
وعندما كثر الحديث عن البابا القادم وصار مادة لكل وسائل الإعلام اختير الأنبا بولا المتحدث الرسمي باسم لجنة الترشيحات البطريركية, ومع اقتراب المرحلة الأخيرة شكلت لجنة الانتخابات برئاسة نيافة الأنبا باخوميوس وعضوية ثلاثة من الأساقفة وثلاثة من الأراخنة من بينهم الأنبا بولا..عندئذ اطمئننت أن انتخابات البطريرك الـ118 ستمضي بهدوء وفي دقة ونظام مادام في اللجنة المدبر الذي يعمل بوصية بولس الرسول إلي أهل كورنثوس ليكن كل شيء بلباقة وبحسب ترتيب.
[email protected]