تشكل الحركة العالمية لمكافحة الفقر وخدمة الفقراء تجمعا إنسانيا عابرا للقارات والأجناس والأعراق والأديان تبرز فيها أسماء أمثال الأم تيريزا التي أسست جمعية خيرية في كلكتا بالهند لخدمة الفقراء والمعوزين من مسلمين ومسيحيين وهندوس وانتشرت بعدها في العالم.أما الأخت إيمانويل التي أمضت32عاما في خدمة الفقراء في أشد أحياء القاهرة فقرا وهو حي الزبالينفي المقطم وتعليم أبنائهم,والتي توفيت يوم2008/10/20 عن99عاما.
ولدتمادلين سانكانالتي أصبحت فيما بعد الأخت مادلين في عام1908 في بلجيكا,وكان لوفاة والدها غرقا وهي في السادسة من عمرها أثر كبير عليها,وعاشت بداية حياتها كشابة ميسورة عادية وورثت مصنعا للنسيج وعاشت بين بروكسل وباريس حياة طبيعية قبل أن تقرر في1931 وهي في الثالثة والعشرين أن تتخلي عن نمط حياتها الهانئ وتنضم لرهبانية السيدة العذراء وتتخذ اسم الأخت إيمانويل.
عملت في تدريس الأدب الفرنسي في تركيا في مدرسة للطبقة الوسطي حيث كانت تصطحب تلميذاتها لإجراء تحقيقات اجتماعية في الأحياء الفقيرة,ثم انتقلت إلي تونس,ومن ثم إلي مصر البلد الذيأغرمت به من النظرة الأوليحسبما قالت.
وفي عام1971 حصلت علي الإذن من رهبانيتها للعيش في القاهرة بين سكانها الأشد فقرا,واختارت العيش علي سفح جبل المقطم والذي كان حيا يتجمع فيه الفقراء الذي يتعايشون من جمع القمامة في القاهرة وخصصت كل طاقتها لبناء المدارس وروضات الأطفال والمستوصفات الطبية,وساهمت في تحويل حي الصفيح هذا إلي حي نظيف مؤلف من بيوت تصلح للسكن الآدمي.
أسست عام1980 جمعيةأسماءوهي جمعية علمانية إنسانية خيرية تهتم بمساعدة آلاف الأطفال الفقراء,وانضمت إليها فيما بعد جمعيةأصدقاء الأخت إيمانويلليصبح اسم الجمعيةأسماء-الأخت إيمانويلوتنشط هذه الجمعية في كل من مصر والسودان والسنغال وهاييتي وبوركينا فاسو والبرازيل وحصرا في أحيائها الفقيرة.
ولم يقتصر جهد الأخت إيمانويل علي بث روح المحبة والعطاء ومساعدة الفقراء بين البالغين فقط بل عمدت إلي زرع هذه الروح لدي النش وأصدرت بالتعاون مع نجم الكرة الفرنسي زين الدين زيدان مجلة كرتونية تسعي إلي زرع حب مساعدة الفقراء بين الأطفال والمراهقين.
دعتها جمعيتها الرهبانية بعد ذلك إلي التقاعد وهي في85 من العمر,فأطاعت واستقرت عام1993 في أحد أديار الراحة بجنوب فرنسا,مكرسة وقتها للتأمل والصلاة كما الكفاح عبر إطلالاتها الإعلامية المتكررة في سبيل مساعدة المشردين والمهاجرين غير الشرعيين.
كتبتيسوع كما أعرفه,غني الفقر,أسرار حياة,يلا يا شبابوالآخرون هم الفردوس,كما نشرت في صيف 2008 كتابا بشكل حوارعمري مائة عام وأريد أن أقول لكمتحدثت فيه عن أمثولات القرن الذي عاشته وتكرسها لله المطلق.
منحتها الدولة الفرنسية وسام جوقة الشرف عام2002 وقلدتها وساما برتبة ضابط أكبر في فبراير2008 برحيل الأخت إيمانويل عن99عاما فقد العالم ومصر خصوصا رائدة من رواد المحبة والتفاني والكفاح من أجل عدالة اجتماعية وإنسانية وتوالت ردود الفعل في الأوساط المصرية.