رحلت مؤخرا الأستاذة ماجدة موسي إحدي رائدات العمل الاجتماعي في مصر ومؤسسة جمعية الأسرة المتألقة لرعاية المعاقين ذهنيا وصاحبة فكرة دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس مصر للغات وخاصة في النشاط الرياضي, من خلال الأوليمبياد الخاص المصري.
هي شخصية إنسانية صاحبة نشاط اجتماعي متعدد,قدمت خدماتها في جميع المجالات الإنسانية,آمنت بروح الفريق والعمل الاجتماعي من أجل النجاح,اتبعت في عملها أسلوب اللامركزية الذي أدي إلي نجاحها وتميزها.
إنها ماجدة محمد زكي موسي رائدة العمل الاجتماعي في مجال رعاية المعاقين ذهنيا.
استطاعت ماجدة موسي أن تنتهج لنفسها خطا مغايرا لكل الاتجاهات الموجودة, فقد ربطت في براعة متناهية نشاطها الاجتماعي والتعليمي بالبعد الإنساني.
وقد كان إحساسها بحاجة ذوي القدرات الخاصة للرعاية العلمية والتأهيلية ودمجهم مع أقرانهم الأسوياء, فأنشأت فصولا خاصة لهم منذ عام 1973 ثم توسعت في الاهتمام بهذه الفئة حين تولت إدارة مدارس مصر للغات إيمانا بأحقية هؤلاء الأبناء في الحياة الكريمة…وقدراتهم علي العطاء إذا أتيحت لهم الفرصة ولم يتوقف عطاؤها عند هذا الحد بل توسع اهتمامها بالمحتاجين في الملاجئ ودور الأيتام وتقديم العون لهم…
وقد أسست الحركة الإنسانية الكبيرة مع الدكتور إسماعيل عثمان رئيس مجلس إدارة جمعية الأسرة المتألقة لرعاية المعاقين ذهنيا حيث تولت رعاية نحو 35ألف ابن وابنة في جميع النواحي الطبية والاجتماعية والإنسانية والرياضية, وذلك لإدماجهم في المجتمع وإعطائهم الثقة في أنفسهم وإلقاء الضوء عليهم ليتعرف المجتمع عليهم ويتقبلهم. وكونت مع د.إسماعيل عثمان (زوجها) ثنائيا إنسانيا عظيما في العطاء والعمل الاجتماعي. وهكذا واصلت ماجدة موسي مشوار العطاء والإنجازات مما استحقت معه أن تكون أبرز الشخصيات الإنسانية في مصر.
حددت أهدافا تعليمية واجتماعية تجسدت في عملها, وهي:
- تربية الأبناء وإعدادهم علميا وثقافيا وسلوكيا ورياضيا وغرس روح الانتماء والتعاون والوفاء وإنكار الذات في نفوسهم وتعميق المبادئ الدينية والخلقية لديهم, مما يكون شخصية متميزة قادرة علي الإسهام في تحقيق الأمن والرخاء والسعادة لهم في يومهم وغدهم.
- رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم لمواجهة أعباء الحياة من خلال توفير كل الإمكانات في المدرسة من فصول مجهزة حديثة ومختبرات ومكتبات وستاد رياضي وملاعب ومسرح وأدوات فنية ومسرحية.
- تعيين مجموعة من القيادات والمعلمين من ذوي المؤهلات والخبرات والقدرات المتميزة.
- إنشاء فصول لذوي الاحتياجات الخاصة ودمجها مع الفصول الأخري في المدرسة مما يعود بالفائدة علي الفريقين.
- إنشاء مركز الحاسب الآلي إضافة لمختبرات الكمبيوتر في المدرسة لمواكبة التطور السريع في وسائل الاتصال والمعلومات وليكون نافذة علي العالم الخارجي.
- شاركت بأعمال التلاميذ في المسابقات الدولية والمحلية.
- حرصت علي تدريب التلاميذ علي الحوار البناء لغرس احترام الرأي والرأي الآخر من خلال الندوات والمناظرات.
- أنشأت القسم الأمريكي بالمدارس لتبادل الخبرات مع التعليم العام وإتاحة الفرص أمام التلاميذ للالتحاق بهذا النوع المتطور من التعليم.
- إنشاء مدرسة الليسيه الدولية كأول مدرسة دولية فرنسية.
- إنشاء القسم الإنجليزي بالمدارس بمرحلتيه (Pre1G – IGCSE) تحت إشراف جامعة كمبردج.
- تنيمة قدرات التلاميذ المتفوقين ومساعدة المتعثرين ليلتحقوا بإخوانهم وتكريمهم والاحتفال بالخريجين.
* كان لماجدة موسي نشاط كبير ومؤثر في معظم المؤسسات والفعاليات التعليمية والثقافية والتنموية حيث كانت عضوا في:
- لجنة رعاية ذوي الاحتياجات الخخاصة بالمجلس القومي للطفولة والأمومة.
- اللجنة المشرفة علي تطوير مشروع مدارس التربية الفكرية والعامة لجمعية الرعاية المتكاملة.
- منتدي الفكر العربي والذي يرأسه الأمير الحسن بن طلال.
- نائبة رئيس مجلس إدارة جمعية الأسرة المتألقة للمعاقين ذهنيا (الأوليمبياد الخاص المصري) والمدير الإقليمي للجمعية وهي أحد فروع الأوليمبياد العالمي.
- اللجنة العليا لتطوير رياض الأطفال بوزارة التربية والتعليم.
- العديد من المؤتمرات العلمية والتربوية والاجتماعية في ONE INTERNATIONAL CLUB. والذي ترأسه السيدة حرم وزير الخارجية.
- عضو لجنة مشروع تطوير المائة مدرسة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم برئاسة السيدة الفاضلة سوزان مبارك.
* كما شاركت في أعمال كثيرة منها:
- تنظيم البطولة العربية الأولي (مارس97) والبطولة العربية الثانية (فبراير99) للمعاقين ذهنيا.
- المشاركة في لجان تطوير التعليم في مصر.
- الإشراف العام علي الوفد المصري للمعاقين ذهنيا في البطولات الدولية التي أقيمت في (أمريكا والمغرب وكندا ولبنان واليونان).
* من أجل ذلك نالت العديد من الجوائز وشهادات التقدير المحلية والدولية ومنها:
- الحصول علي جائزة الدولة التقديرية باعتبارها من رواد التعليم الخاص.
- الحصول علي شهادة تقديرية من مركز المعلومات بالولايات المتحدة (U.S.I.A) كأحد الزوار العالمين.
- الحصول علي شهادة تقديرية من ولاية أركنساس الأمريكية لكونها من كبار الزوار.
- تم تكريمها من قبل الجامعة الأمريكية بالقاهرة بمناسبة (يوم المرأة) كصاحبة إنجازات عظيمة في مجال خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة.
- وأيضا تم تكريمها من قبل السيد وزير الثقافة فاروق حسني في مهرجان الطفل السينمائي بدار الأوبرا المصرية.
ماجدة موسي…
شمعة أضاءت لكثيرين كانوا يحتاجون إلي هذا النور, ساعدت وساندت ذوي الاحتياجات الخاصة إلي أن أصبحوا أصحاب إنجازات وبطولات في الأوليمبياد…صانعة الأبطال…مربية الأجيال…وجه مصري أصيل….ابتسامة تفتح أبواب الأمل…جعلت من المستحيل واقعا ملموسا…قدمت أعمالها بكل حب وتضحية فأحبها الجميع دون استثناء…غني لها الأطفال بكل مشاعرهم الجياشة…بدموع لتعلن عن افتقادهم لها هذا ما حدث في ساقية الصاوي أثناء الاحتفال الخاص لتكريمها في مناسبة عيد الأم, لأنها كانت أما لكل طفل…وشاب…صنعت الأمل لمن خاب أمله…أعطت البسمة لأنها كانت البسمة…إنها ماجدة موسي كانت وما زالت في كل قلب تعامل معها وتعاملت معه بكل الحب والعطاء والابتسامة.