ظلت الحملة المصرية لمواجهة المخاطر تحذر طيلة الشهر الماضي من المخاطر الناجمة عن مصنع سماد طلخا والذي يقوم بإنتاج السماد واليوريا إلي أن تحققت النبوءات,وقع انفجار كبير في خزانات الغاز بالمصنع أدي إلي تحطم نوافذ العمارات والأبنية المجاورة وأصيب علي أثره أربعة عمال بحالة اختناق بعد تسرب الغاز وانتشاره في أنحاء المكان ونقلوا للعلاج,ثم قرر مجلس إدارة المصنع إغلاقه ووقف الإنتاج لبضعة أيام لحين إجراء الصيانة لجميع المواسير.
وحاول الأهالي الاتصال بجهاز شئون البيئة بالمنصورة فلم يتلقوا ردا,وعلي الرغم من الذعر الذي ساد بين أهالي قريةميت عنترالمجاورة للمصنع ,إلا أن مسئولي المصنع أنكروا وقوع الحادث,إذ نفي سمير طه مدير الشئون البيئية بمصنع سماد طلخا, مؤكدا أن وحدة إنتاج اليوريا توقفت لمدة 8 ساعات فقط,نتيجة كسر في لحام إحدي المواسير ,ووصف حملة مواجهة المخاطر البيئيةبأنها مغرضة وتسعي لتشويه سمعة المصنع.
أكد شاهد عيان داخل المصنع, أن الانفجار وقع في أحد أفران الغاز بمصنع طلخا2 التابع لشركة الدلتا لتصنيع الأسمدة, مشيرا إلي أن ماسورة غاز أنفجرت بفرن غاز H 102 لوجود ثقب بالماسورة أدي إلي وقوع الانفجار ,وتمكنت قوات الإطفاء من السيطرة علي الحريق بإستخدام البودرة.
علي الجانب الآخر قال محمد الشناوي منسق حملةمواجهة المخاطر البيئيةالتي كشفت النقاب عن الحادث إن العامل الذي اتجه لإصلاح الماسورة المكسورة بالفرن كان يرتدي ملابس الأسبوستس لأن حرارة الفرن 800 درجة ,وقام بلحام الماسورة التي تسببت في الانفجار وهي ضمن 189 ماسورة تحتاج لصيانة, وأكد الشناوي أن الأزمة تصاعدت بشكل كبير حتي لجأ شباب القرية لتصميم لافتات تحمل عبارةهيروشيما الجديدةوأصدروا بيانا تحت نفس العنوان,ووصف البيان-الذي وقع عليه أساتذة من جامعة المنصورة-المصنع بالقنبلة الموقوتة المدمرة لصحة الإنسان والحيوان,مشيرا إلي تأثيره علي الإنسان,حيث يتسبب في تهييج الجهاز التنفسي والتهاب الحلق بصورة دائمة وشديدة وصعوبة التنفس والصداع ورغبة في القيء وإنهاك القوي,والتوتر والحساسية العالية والمزمنة ويؤدي إلي خفض المناعة الطبيعية لمقاومة الأمراض,قال الأهالي في بيانهم أيضاتحملنا استضافة المصنع 35 عاما وقد آن الأوان لكف الأذي عنا بعد انتشار الأمراض وبوار الأراضيتم وضع كردون حول مكان الحريق ومنع الاقتراب من وحدة إنتاج اليوريا تحسبا لأنفجارها في أي وقت لأن العمر الافتراضي للمصنع أوشك علي الانتهاء.
الجدير بالذكر أنه لم يمض أسبوع حتي تهرب غاز الأمونيا من قسم الأمونيا بمصنع اليوريا مما استوجب توزيع الكمامات علي العمال والاستعانة بالأمن الصناعي ورش الرذاذ من سيارات المطافي قبلما يحترق الغاز ليؤدي إلي كارثة.