قال د. فاروق الباز مدير مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن إن مصر التنمية سيحد من التعدي علي الأراضي الزراعية ويفتح مجالا جديدا للعمران وآفاقا للعمالة ويخلق أملا للشباب وأن المشروع سيكون قوميا بمشاركة الشعب فيه.
وأضاف د. الباز في محاضرة بعنوانممر التعمير في الصحراء الغربية وسيلة لتأمين مستقبل الأجيال القادمة في مصر أن المشروع بدأ منذ عام 1974, حيث كان يعمل في الولايات المتحدة الأمريكية وتمت دعوته هو وعدد من زملائه من روادأبولو لإلقاء محاضرات في دول خليجية, وقتها طلب منه إسماعيل فهمي وزير الخارجية في السبعينيات مقابلة الرئيس السادات موضحا أنه أراد إجراء أبحاث في مصر, ووعده بحل أي معوقات تواجهه وبالفعل عمل مع فريق من جامعة عين شمس علي وضع مخطط بحث عملي لتعمير الصحراء الغربية, حيث درسوا عددا من الواحات في المنطقة, وهي الواحات الداخلة والخارجية والفرافرة والبحرية.
وأوضح أنه تبين له صعوبة أن ينتقل المصريون من جانب النيل إلي الصحراء حيث يرتبطون بالنيل مما يحتم أن تكون التنمية قريبة منه, وهذا ما يحققه مشروع ممر التنمية الذي يهدف إلي إنشاء طريق بالمواصفات العالمية في صحراء مصر الغربية, يمتد من ساحل البحر المتوسط شمالا حتي بحيرة ناصر في الجنوب, وذلك لفتح آفاق جديدة للتوسع العمراني والزراعي والتجاري. ويتضمن المشروع إنشاء طريق رئيسي سريع وطرق فرعية عرضية للربط بمراكز التجمع السكاني, ثم شريط سكة حديد بموازاة الطريق الرئيسي, وكذلك خط للماء العذب, وخط كهرباء لخدمة المشروع, بحيث يستفيد من الطاقة الشمسية.
وأكد علي أن المشروع يحقق العديد من المزايا أبرزها الحد من التعدي علي الأراضي الزراعية التي أثبتت الدراسات أنه في حال استمرارها بالمعدلات الحالية فإن جميع الأراضي الزراعية في مصر ستختفي علي أثر زحف العمران خلال 183 سنة كما يوفر المشروع فرصة إعداد عدة مناطق لاستصلاح الأراضي غرب الدلتا ووادي النيل لافتا النظر إلي أن هناك بين كوم أمبو وأسوان منطقة تعد من أحسن المناطق للزراعة وتبلغ مساحتها نصف مليون فدان صالح للزراعة.
ويتيح المشروع أيضا مجالا كبيرا من العمران بالقرب من المدن المتكدسة, خاصة أن تعداد السكان في مصر من المتوقع أن يزيد 60 مليون شخص بحلول عام 2050 ويفتحممر التنمية آفاقا جديدة للعمالة ومئات الآلاف من فرص العمل في الزراعة والصناعة والتجارة كما ينمي مواقع جديدة للسياحة في الشريط المتاخم للنيل ويخلق أملا لدي شباب مصر بتأمين مستقبل أفضل ويضمن مشاركة الشعب في المشروع والتمتع بآثار الإنجاز في مشروع وطني.
وأشار إلي إمكانية التوسع في المشروع مستقبلا بحيث يصل إلي السودان, ثم يستمر جنوبا إلي أن يصل إلي مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا إذ أن مصر يجب أن تكون مكسبا لكل شئ في أفريقيا, منوها إلي أن تعاملات الصين التجارية مع القارة تصل إلي 141 مليار دولار في العام, والهند 36 مليار دولار, والبرازيل 24 مليار دولار.
وأورد الدكتور فاروق الباز أمثلة لدول طبقت مبدأ الممرات لتحقيق التنمية ومنها الهند التي تحولت إلي دولة متقدمة في الكثير من المجالات بعد أن كانت تعاني في الخمسينيات من القرن الماضي من مجاعات يموت فيها الآلاف سنويا بينما أصبحت الآن تصدر القمح رغم تعداد سكانها الكبير.