تحاول الإدارة المدنية من جديد طرد 300 مواطن من سكان قرية عرب الرماضين الجنوبي التي تقع جنوب شرق قلقيلية, وكانت قرية عرب الرماضين عالقة منذ عام 2000 في جيب خاص أنشئ بالجدار الفاصل لغرض الضم الفعلي لمستوطنة ألفي منشية, وكان ممثلون عن الإدارة المدنية قد وصلوا إلي القرية في شهر يونية 2008 وعرضوا علي السكان إخلاء بيوتهم والسكن في منطقة أخري بديلة من الناحية الشرقية من الجدار الفاصل.
وبعد أسبوعين جاء مندوبو الإدارة المدنية مرة أخري ليبلغوا السكان أن الحكومة تنوي ترحيلهم دون الإشارة إلي أين, وأكدوا لهم أنهم لن يحصلوا علي مصادقات لتطوير القرية.
وما كان من السكان إلا أن أبلغوا منظمة بتسيلم عن تصعيد القيود المفروضة عليهم, فبعد حصولهم علي تصاريح خاصة تساعدهم علي المرور من الحواجز وبوابات الجدار دون تأخير أبلغ الجنود السكان بأنه ينبغي عليهم المرور عبر المسار المخصص للعمال الذين يرغبون في الدخول إلي إسرائيل أو مستوطنة ألفي منشية, مما يؤدي إلي تأخيرات كثيرة, وبدأ الجنود يسببون تأخيرا لطلبة المدارس الذين يدرسون خارج القرية من جراء الفحوص المطولة, وخلال الأسابيع الماضية بدأ الجنود منع سكان القرية من إدخال الطيور واللحوم التي اشتروها من قلقيلية بذريعة منع دخول اللحم إلي إسرائيل.
جدير بالذكر أن قرية عرب الرماضين أقيمت في الخمسينيات من قبل لائجين فلسطينيين أرغموا علي ترك بيوتهم في العوجا في بئر سبع, واشتروا أراضي القرية من سكان بلدة حبلة المجاورة وسجلوها علي أسمائهم في السجلات الرسمية.
ويقيم السكان في مساكن مرتجلة مصنوعة من الصفيح والخيش, دون ارتباط منظم بشبكة الكهرباء, ودون شوارع ممهدة أو خدمات عامة مثل التعليم والصحة. وكان السكان يقتادون في الماضي علي تربية المواشي إلا أن الجدار الفاصل قطع وصولهم إلي مناطق الرعي الخاصة بهم.
في البداية حاول سكان القرية الاستمرار في حيازة قطعان الماشية والاعتماد علي العلف لتغذيتها بدلا من الخروج إلي المراعي بعد مشكلة الجدار, لكنهم عجزوا عن الاستمرار بسبب غلاء أسعار العلف. وأقدم حوالي 80% من السكان حتي اليوم علي بيع قطعانهم وفقدوا مصدر رزقهم, ويعمل عدد قليل منهم اليوم بصورة مؤقتة في أعمال الزراعة والنظافة في مستوطنة ألفي منشية,, بينما يعيش الباقون علي الأموال التي حصلوا عليها من بيع مواشيهم.
عن: بتسيلم