رؤيا 6/14: (ورأيت ملاكا آخر يطير في كبد السماء, معه بشارة أبدية يبشر بها المقيمين في الأرض من كل قبيلة ولسان وشعب.)
رؤيا 8/14 : (وتبعه ملاك آخر ثان يقول ##سقطت بابل العظيمة## التي من حضرة سورة بغائها سقت جميع الأمم.)
رؤيا 9/14 : (وتبعهما ملاك آخر ثالث يقول بأعلي صوته :##من سجد للوحش وصورته وتلقي سمه علي جبهته أو يده)
هذا المقطع هو ملحمة شعرية عاطفية تعلن سقوط وهدم ##بابليون العظيمة## أي ##روما## عاصمة الإمبراطورية الرومانية. المدينة الكافرة كما تعلن فشل المشروع البشري الذي أراد أن يستقل عن الله ويعتمد علي قواه الذاتية.
سابعا : أبن الإنسان ودينونة العالم: رؤيا 14/14-20:
##ورأيت غمامة بيضاء, وعلي الغمامة جالسا من هو أشبه بأبن إنسان, علي رأسة أكليل من ذهب وبيده منجل مسنون, وخرج من الهيكل ملاك آخر يصيح صياحا عاليا بالجالس علي الغمامة:##أرسل منجله وأحصد, لقد جاءت ساعة الحصاد, فقد نضج حصاد الأرض, فالقي الجالس علي الغمامة منجله علي الأرض فحصدت الأرض, وخرج ملاك آخر من الهيكل الذي في السماء, ومعه هو أيضا منجل مسنون. وخرج من المذبح ملاك آخر له سلطان علي النار. فصاح صياحا عاليا بصاحب المنجل المسنون :## أرسل منجلك المسنون وأقطف عناقيد كرم الأرض, لأن عنبها قد نضج, فألقي الملام منجله في الأرض وقطف كرم الأرض وألقي العنب في معصرة سخط الله, المعصرة الكبيرة, فديست المعصرة بالأقدام في خارج المدينة, فخرج من المعصرة دم فأرتفع حتي بلغ لجم الخيل علي مدي ألف وستمائة غلوة##
أن مشهد الدينونة يعبر عنه سفر الرؤيا بصورة مألوفة للأنبياء. وهو الحصاد وجني العنب. والملاك الذي يأمر بإلقاء المنجل هو تعبير عن وصية الله بشخصه. والملائكة الذين خرجوا من الهيكل يحضرون لمساعدة ##أبن الإنسان## وبعد الحصاد يأتي جني محصول العنب. أما عناقيد العنب الملقاة في غضب الله, فهي عناقيد هؤلاء اللذين عبدوا الوحش واللذين حملوا علامة أسمة.
وحيث أعتقد الشيطان أن محصوله مضمون, فإن التدخل الذي حدث بالضرورة للمسيح غير قابل للمقاومة ويظهر للعالمين أن أحدا سواء كان الشيطان أو من يتبعونه, يمكنهم غض الطرف والاستخفاف بحضور الله الفاعل والقوي.
وبحسب التقاليد اليهودية, فإن الدينونة النهائية ستكون في سهول يوشافاط.
أو من فوق جبل الزيتون :## زكريا 15/2/14 ##وأجمع كل الأمم علي أورشليم للقتال, فتؤخذ المدينة وتنهب بيوتهم وتوطأ نساءهم, ويخرج نصف المدينة إلي الجلاء, ولكن لا تنقوض بقية الشعب من المدينة. ويخرج الرب ويحارب تلك الأم, كما يحارب في يوم القتال, وتقف قدماه في ذلك اليوم علي جبل الزيتون الذي قبالة أورشليم إلي الشرق, فينشق جبل الزيتون من نصفه نحو الشرق ونحو الغرب وأديا عظيما جدا, ونفصل نصف الجبل إلي الشمال ونصفه إلي الجنوب, وتهربون إلي وادي جبالي, لأن وادي الرب إلهي وجميع القديسين معه. وفي ذلك اليوم لا يكون يوم صاف, ثم يوم غائم, ويكون يوم واحد, وهو معلوم عند الرب. ولا يكون نهار ولا ليل, بل يكون وقت المساء نور, ويكون في ذلك اليون أن مياها حيه تخرج من أورشليم نصفها إلي بحر الشرق ونصفها إلي بحر الغرب, وذلك صيفا وشتاء. ويكون الرب ملكا علي الأرض كلها, وفي ذلك اليوم, يكون رب واحد أسمه واحد. وتعود كل الأرض سهلا من جذع إلي رهون في جنوب أورشليم, وترتفع أورشليم وتسكن في مكانها من باب بنيامين إلي مكان الباب الأول وإلي باب الزوايا. ومن برج حشئيل إلي معاصر الملك. ويسكنون فيها, ولا يكون تحريم من بعد, فتسكن أورشليم بالأمن وهذه هي الضربة التي يضرب بها الرب جميع الشعوب التي حاربت أورشليم. يفسد لحومهم وهم واقفون علي أرجلهم, وعيونهم تفسد في وقوبها, وأسنتهم تفسد في أفواههم, وفي ذلك اليوم, يكون من الرب اضطراب شديد فيهم, فيمسك الواحد يد قريبه, فيرفع الواحد يده علي الآخر, ويهوذا أيضا يقاتل في أورشليم, وتجمع ثروة جميع الأمم من حولها, الذهب والفضة والملابل بكثرة عظيمة, وهكذا تكون ضربة الفرس والبغل والجهل والحمار وسائر البهائم التي في هذه المعسكرات تكون كتلك الضربة##.
أما صورة الجاحدين حيث ##الأحصنة تخوض في المستنقع حتي صدورها## فهي أشارة رؤيوية شائعة ترمز إلي حدوث طوفان جديد علي الأرض كلها قبل طوفان نوح.
أن الفن المسيحي أستخدم هذه الصورة بحسب ما جاء في نبوءة أشعيا 3/63 ##دست المعصرة وحدي ومن الشعوب لم يكن معي أحد. وطئتهم بسخطي ودستهم بغضبي فأنتصح عصيرهم علي ثيابي فلطخت ملبوسي كله## لكي يطبقها علي المسيح العبد المتألم وهو يخوض المعصرة وحده. وموضوع المسيح والمعصرة هي أشارة إلي آلام المسيح وسر الأفخارستية.