تحتل روما موقعا استراتيجيا وسط البلاد علي نهرب التيبر,بالقرب من البحر الأبيض المتوسط. حيث يبلغ معدل ارتفاعها عن سطح البحر حوالي 37مترا. ويحدها شرقا سلسلة جبال الأبروزي,وفي الشمال الشرفي تقع جبال سابينه وفي الجنوب تقع جبال الألبان. المدينة تقع في حوض التيبر,الذي يمر به كل من نهر التيبر ونهر أنينة متوحدين قبل دخولهم روما. أما فيما خطوط الطول والعرض فإن روما تقع علي 41.53 درجة علي خط الطول و12.29درجة علي خط الشرق.
تدعي المنطقة الريفية التي تحوي روما بكامبانيا,رومانا أو بشكل مختصر كامبانيا. تحد مقاطعة روما من الشمال كل من مقاطعة فيتيربو ومقاطعة ريبتي,من الشرق مقاطعة لاكويلا في ولاية أبروزي,من الجنوب مقاطعة فروسينونة ومقاطعة لاتينا.
التاريخ القديم
تتحدث الأساطير وتؤكد بأن روما تأسست علي يد رومولوس,بمساعدة أخيه ريموس,اللذين كانت أمهما هي ريا سليفيا,كاهنة في معبد الإلهة فيستا إلهة الموقد,وفي يوم عندما كانت ذاهبة إلي بستان الإله مارس,ظهر لها في هيئة بشرية واغتصبها,وكان من الفروض أن كاهنات المعبد عذراوات,فسجنت ووضع الطفلان في صندوقق وألقي في النهر حتي استقر الصندوق علي الشاطئ,فرأته ذئبة كانت قد وضعت فأرضعتهما.
ومن المعلوم أن صراعا وقع بين التوأم فقتل ريموس أخاه,وأصبح أول ملك علي المدينة. تشكلت الشعود الرومانية القديمة في القرن الثامن والتاسع قبل الميلاد,حينما أتت قبائل شمالية إلي عمق شبه الجزيرة الإيطالية لتستقر عند نهر التيبر. ولعدة قرون علي مر الزمن,كانت روما أهم مدينة في العالم الغربي,عندما كانت عاصمة الإمبراطورية الرومانية.
وزاد إشعاعها مع ظهور الدعوة المسيحية وانتشارها,حيث أصبحت روما مركزا للدين المسيحي ومقر باباوات الكنيسة الكاثوليكية. في العصور الوسطي وخاصة بعد انحطاط الإمبراطورية الرومانية,دخلت روما عهدا مظلما. لكن سطع نجمها مجددا في عصر النهضة وأصبحت من خلال فناني وأدباء إيطاليا عاصمة سياسية لأوربا العصور الوسطي.
لقد اتخذت روما,التي كان عدد سكانها 20000 نسمة فقط,معني جديدا منذ عهد بيبي كعاصمة للدولة الكنائسية (Patrimonium Petri), وأضحت أهم وجهة للحجاج المسيحيين إلي جانب القدس وسانتياجو دي كومبستيلا.
توج كارل الكبير,في عام 800 علي رأس الإمبراطورية الرومانية المقدسة علي يد البابا ليو الثالث بين 843 و849 فشلت محاولات المسلمين فتح المنطقة.
عاصمة إيطاليا
أصبحت روما بعد زوال الدولة الكنيسية,عاصمة إيطاليا الجديدة. وفي عام 1871 أنهي موسوليني أثناء حكمه,ارتباط الدولة بالدين وفصل مدينة الفاتيكان سياسيا عن روما, وأعلن استقلالها في الاتفاقات اللاتينية عام 1929.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية,غادر ملك البلاد إيطاليا وأعلنت جمهورية في 1946. أجريت الألعاب الأوليمبية الصيفية في روما اليوم.
معظم الإنشاءات الكبيرة, التي تمت في المدينة, بنيت في الضواحي الخارجية مثل منطقة الـ E.U.R. وقصر ديل لافورو (قصر العمل).
يسمح بشكل ضيق البناء داخل مركز روما,وذلك خوفا من التعرض لآثار المدينة العريقة. تجري الآن حفريات ضخمة,في منطقة الميدان القديمة (حيث المدرج الكولوسيوم).
بشكل عام,فإن تأثير تاريخ المدينة علي بناء واضح. كما أن أي مشروع لتطوير أو توسيع بناء مهم في المدينة يواجه معارضة,علي سبيل المثال واجه مشروع بناء مصف سيارات تحت ساحة القديس بطرس عام 2000معارضة شديدة. لذلك علي عكس المدن الأوربية الكبري الأخري,فإن شبكة القطارات التحت أرضية (مترو) متواضعة جدا مقارنة مع مثيلاتها في أوربا. خط المترو رقم 3 لم يتم استكماله حتي اليوم لهذا السبب.
تحسن وضع روما بعد انتخاب السياسي روتيلي من حزب الخضر في التسعينيات من القرن السابق.
تحت ولاية البابا يوحنا بولس الثاني,عاشت المدينة أكبر تجمعين بشريين في تاريخها. الأول كان في القداس, الذي أقيم أثناء فعاليات يوم الشباب العالمي,حيث حضرها حوالي مليوني شخص. كما شارك ما بين ثلاثة إلي أربعة ملايين نسمة في جنازته في 8أبريل2005.