تعد قبيلة النوير ثاني أكبر قبائل جنوب السودان وتعيش قبيلة النوير في أواسط شرقي أفريقيا -بالمراعي العشبية ومستنقعات أعالي النيل في جنوبي السودان وغرب أثيوبيا- وهم يتحدثون لغة النوير التي تنتمي إلي العائلة النيلية من اللغات الأفريقية.
وينتمي أهالي النوير إلي مجموعة من الأفارقة السود تدعي النيليون وهم يتصلون بقرابة وثيقة لقبيلة الدينكا بجنوب السودان.
تؤدي الأبقار دورا مهما في حياة النوير الاجتماعية والدينية فمثلا يعطي العريس هدية من الأبقار لعائلة العروس ويقوم النوير بالتضحية بالأبقار أما الحليب ومنتجات الأبقار مهمة في غذائهم.
يسوق أهالي النوير قطعانهم إلي مراع بجانب النيل وروافده أثناء موسم الجفاف من يناير إلي مايو أما أثناء موسم الأمطار من مايو إلي ديسمبر فيغمر النيل واديهم وينتقلون إلي أراضي أعلي وهناك يقومون بزراعة الفول السوداني وحبوب الدخن والمحاصيل الأخري ويبني الأهالي منازلهم من الطين المجفف وسيتفونها بالقش.
يدخل صبية النوير في مرحلة الرجولة عندما يكونون بين 12 و16عاما وأثناء مراسم الانضمام يقوم أحد الكبار بجرح كل شاب من هؤلاء الشباب ستة جروح تسمي (شلوخ) عميقة بعرض الجبهة دلالة علي النضج ولكن هذه العادات بدأت في التراجع.
أحدثت اتفاقية عام 1899 بين مصر وبريطانيا (الحكم الثنائي) بشأن السودان تغيرات كثيرة في النوير فمثلا بدأ أهالي النوير في تعيين زعماء لهم, ومع ذلك ظلوا يرعون الأبقار ويمارسون ديانتهم التقليدية.
والنوير تعد ثاني أكبر قبيلة في الدينكا ثم يليهم الشلك وذلك من حيث التعداد السكاني وأساطير النوير شبه المقدسة تحكي أن جدهم الأكبر (لانجور) عبر النيل الأبيض عن منطقة منشودة ثم سار بهم إلي شرق ملكال حيث استقر بهم المقام هناك وهم ينحدرون أصلا من الجد (أبينونيق) شقيق دينج وهو جد الدينكا.
للنوير طقوس عديدة, فلكل قبيلة من القبائل الرئيسية زعيم روحي مقدس, فقبيلة نوير بل زعيمهم الروحي هو دنيق كوز موجود بمحافظة ميوم وقبائل حبقي وأدوك زعيمهم الروحي هو ناكو لانق وهو في الواقع امرأة تسمي نروش كولانق تزعمت في الزمان المعني هذه القبائل وبرحيلها صارت مقدسة.
من عادات وتقاليد النوير التي يحافظون عليها أن الزواج لا يجب أن يكون في قبيلة واحدة تنغلق علي نفسها لذلك يحرم النوير علي أنفسهم الزواج من الأقربين أو الزواج من الأسر ذات السمعة السيئة وسط القبيلة أو ذات العيوب الخلقية أو ذات الأمراض الوراثية وهم لا يختنون ذكورهم أو أبناءهم ويغسلون الميت ويحلقون شعره ثم يلف بثوب ويصلي عليه حسب العرف والتقاليد ويدفن بالقرب من بيته وتصلي المرأة الحداد علي زوجها خمسة وأربعين يوما بعدها تقسم ملابس الميت علي فقراء القبيلة وللنوير ستة شلوخ علي شكل دائري أفقي علي الجبهة تبدأ من الأذن وتنتهي عند الأخري كما يقومون بخلع ستة أسنان للدلالة علي انتقال الصبي فلابد من أن يجروا عليه عادة التشليخ وإلا تم قتله ولكن هذه العادات بدأت في التلاشي.
ومن أغرب العادات أن الابن الأكبر عندما يموت أبوه يعتبر كل زوجات أبيه له إلا أمه ومن ينجبه من أولاد لقاء تلك الزيجات فهم أخوة وليس أبناء!!