ذوو العاهات كان هو وصف اللجنة العليا للانتخابات للأشخاص ذوي الإعاقة حيث أشارت في البند التاسع من دليل الناخب إلي أنه في حالة حضور ذوي العاهات أو المكفوفين الذين لا يتمكنون بسبب ذلك من إبداء آرائهم علي بطاقة الانتخاب أن يخيرهم رئيس اللجنة الانتخابية بين أن يبدوا رأيهم شفهيا أو بطريقة الإنابة لشخص آخر يختارونه لمساعدتهم . ولقد أثار هذا المسمي الذي أطلق علي الأشخاص المعاقين حفيظة الكثيرين حتي هددت بعض ائتلافات وجمعيات الأشخاص ذوي الإعاقة بأنها سوف تقاطع المشاركة في انتخابات مجلس الشعب القادمة بالامتناع عن التصويت, حيث اعتبروه وصفا يدل علي احترام اللجنة العليا للانتخابات لذوي الإعاقة والتعامل معهم علي أنهم من ذوي العاهات , ليس ذلك فحسب بل إنها بدأت البند التاسع بكلمة في حالة حضور أي أن مشاركتهم أمر غير مؤكد و أنه حالة استثنائية و في حالة حدوثها يكون التصرف مساعدتهم, كما أشار البند التاسع السابق ذكره و كأنهم يعتبرون مشاركتهم أمرا غير ضروري .
يعد هذا الأمر نوعا من التهميش لشريحة كبيرة من المجتمع تبلغ الكتلة التصويتية لها ما يقرب من 4.5 مليون صوت فلا يمكن الاستهانة بأصواتهم , بالإضافة إلي أنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع و من حقهم المشاركة السياسية ليس في التصويت فحسب بل في الترشح أيضا علي مقاعد في البرلمان القادم.
و لكن بالرغم من دعوات المقاطعةالكثيرة سواء من قبل بعض الجمعيات الخاصة بذوي الإعاقة أو بعض الحملات علي شبكة التواصل الاجتماعي – الفيس بوك – سواء بسبب استخدام مصطلح ## ذوي العاهات ## أو بسبب حملات الاستغلال المستمرة لهم في الدعاية الانتخابية إلا أنه علينا أن نتروي في مسألة المقاطعة لأن مشاركة ذوي الإعاقة في التصويت أو حتي في الترشح تعد من الخطوات المهمة في طريق اندماج ذوي الإعاقة داخل المجتمع, أما الدعاوي بالابتعاد و المقاطعة فقد تزيد من تهميشهم من المجتمع بشكل كبير .
المطالبة بمقاطعة ذوي الإعاقة للانتخابات و ابتعادهم عن المشاركة في التصويت في الانتخابات البرلمانية القادمة هي دعوات سلبية تمثل كارثة علي حقوق ذوي الإعاقة لأنهم لن يختاروا النائب الذي يمثلهم في البرلمان و لم يقوموا باستخدام حقهم الأصيل في التصويت مثل باقي فئات المجتمع وكجزء لا يتجزأ من المجتمع المصري .
فكيف لذوي الإعاقة بعد أن خرجوا من حاجز الصمت و طالبوا بحقوقهم الأساسية و خرجوا في وقفات احتجاجية و شاركوا في ثورة 25 يناير , وطالبوا أيضا بحقهم في المشاركة السياسية ليس بالتصويت فحسب بل أيضا بالترشح للبرلمان , كيف لهم أن يعودوا أو يتراجعوا.
بالتأكيد نحن نرفض وصفهم من قبل اللجنة العليا للانتخابات بذوي العاهات و نطالبهم بتغيير هذا المصطلح المشين , و لكن في ذات الوقت علينا إلا نهدر حقوقنا بأيدينا بالامتناع عن الإدلاء بأصواتنا في الانتخابات حتي يعرف الجميع أن ذوي الإعاقة من حقهم المشاركة مثل كافة فئات المجتمع ويشعر المجتمع بتأثير الكتلة التصويتية لهم.