يواجه معظم الآباء والأمهات مخاوف أساسية تتزايد تدريجيا هي:
- الخوف مما سيحدث للأطفال في ظل الثقافة الإنسانية المنذرة بالأخطار, والخوف من سلوك الأطفال والقلق بشأن تهذيبهم وتربيتهم, والخوف من الطفل نفسه.
في الماضي كان الأطفال يخضعون لسيطرة عائلاتهم سواء كانت محدودة أو كبيرة. أما اليوم فالآباء يشعرون أنهم يفقدون الزمام وأن قوي أخري يمكن أن تصيب أطفالهم بالضرر. فمن الطبيعي أن يشعروا بالخوف. فهم يحاولون أن يبذلوا قصاري جهدهم للوقوف بجوار أطفالهم ومساندتهم, ولكنهم يخشون ألا يستطيعوا القيام بذلك الدور.
يؤدي الخوف من سلوك الطفل إما إلي التساهل أو الديكتاتورية. ويواجه الآباء مخاوف أخري في تربية أطفالهم, ولكن أخطرها الخوف من سلوك الطفل ومن عقابه. وكنتيجة لذلك يسمح الآباء غالبا للطفل بأن يتحكم في الجميع.
إن رد الفعل الأولي للخوف هو الشلل, وهو الذي يجعل الآباء متساهلين أكثر من اللازم, ورد الفعل الثاني هو التربية القائمة علي رد الفعل, التي تبالغ في تأكيد الانضباط الصارم في جو استبدادي ولكن ليس هناك ما يدعو لاتباع أي من هذين المنهجين المتطرفين.
فلكي تنشئ طفلا متوازنا(وفي النهاية إنسانا ناضجا) استخدام أسلوب المبادأة في التربية, والتأكيد علي ما يحتاج إليه الطفل أولا, والاحتياج الأول لكل طفل أن يحب وأن يشعر بأنه محبوب.
الحل يكمن فقط في تهيئة أسلوب تربية قائم علي سياسة التواصل والمبادأة. فعليات أن تتغلب علي خوفك وتحيا بمعزل عنه, خاصة لأجل أطفالك. وأفضل طريقة لكي تفعل ذلك أن تتعامل مع أطفالك بطريقة إيجابية تتسم بأسلوب المبادرة, مقدما لهم الرعاية والتدريب والحماية التي يحتاجونها في كل مرحلة من مراحل نموهم. عندما تهتم بأطفالك بهذه الطريقة. يمكنك أن تهدأ وتطمئن وعندما تسترخي في حضور أبنائك, يمكنك أن تستمتع بهم حقا, وتأكد أنهم سوف يفلحون في ظل هذا الجو.
أفضل مكان للطفل بيت يكون فيه الآباء- أو الأمهات- مسترخين.ويكون الجو باعثا علي الاسترخاء والتفاؤل والارتياح والود, مع جرعة وفيرة من المرح. في مثل هذا البيت يشعر الآباء-أو الأمهات- أنهم يتبعون الأسلوب السليم في التربية ويثقون أن أطفالهم يتلقون أفضل أنواع الرعاية, ويمكنهم أن يثقوا أن تربيتهم سوف لا تخلق اضطرابات مستقبلية في حياة أبنائهم.
القلق قريب جدا للخوف والجانب السلبي في القلق هو الإحساس بالهم أو عدم الارتياح بشأن المستقبل. أما الجانب الإيجابي فهو أن القلق يخلق الاهتمام بشئ أو بشخص ما.
والشخص الذي لديه الكثير من القلق يجد أمامه الكثير من العوائق, فهو خجول في معظم الأوقات ولايثق في ذاته. إنه يجد صعوبة في التعامل مع الآخرين كند لهم. ويشعر بعدم الإحساس بالاتزان.
إننا كآباء- أو أمهات- في حاجة إلي التوازن ولكن أبناءنا أيضا بحاجة إلي ذلك التوازن.