نحتاج إلي وقت لقراءة وتحليل واستيعاب الأحداث والمشاهد والمواقف التي تمر بالبلاد منذ الخامس والعشرين من يناير 2011 حتي الآن, تلك الأحداث التي أكدت أن كثيرا من التغيرات العميقة حدثت في الشخصية المصرية عبر السنوات القليلة الماضية.
وبرغم الخسائر الهائلة التي حدثت بفعل التدمير والتخريب الذي حدث والنتائج التي ترتبت عليها من إعلان لحظر التجول وإغلاق للبنوك والبورصة وتأثير ذلك كله في حركة السياحة الوافدة إلي مصر, إلا أن هناك بعض المكاسب التي يمكن البناء عليها, لا سيما فيما يتعلق بدور الشباب الوطني ومشاركته وتحمله للمسئولية ورغبته الجادة في أن يكون فاعلا وشريكا حقيقيا في إدارة شئون الوطن.
نحتاج لوقت وجهد مخلص لاستعادة الثقة في قدرة مؤسسات المجتمع الرسمية وبصفة خاصة أجهزة الشرطة بين المواطنين, الأمر الذي يتطلب جهدا حقيقيا من الطرفين لإعادة صياغة علاقات جديدة قائمة علي احترام الحقوق والقانون, بعيدا عن أساليب القهر والتسلط وسوء استغلال النفوذ الذي ساد لسنوات طويلة ماضية.
نحتاج إلي جهد وعمل مخلص وشاق لإعادة الثقة في الاقتصاد المصري وقدرته علي جذب استثمارات جديدة, وبناء مؤسسات الدولة بعيدا عن الشخصنة, وبناء دولة المؤسسات بحق- لا بالكلام- من خلال الالتزام بخطط عمل وبرامج لا تتغير بتغير الأشخاص, قائمة علي رؤي مستقبلية تنبت من أرض الواقع ونبض الشارع واحتياجات المواطنين, لتحقيق حياة أفضل.