السعادة… لعلها واحدة من الأشياء القليلة في الحياة التي إذا ما شاركت غيرك فيها تزداد, وبقدر ما تقتسمها مع الآخرين بقدر ما تزيد سعادتك وتفيض.
والسعادة في حياتنا -اليوم- أصبحت شيئا نادرا صعب المنال لأسباب كثيرة يطول شرحها.
وفي جريدة وطني توجد أسباب كثيرة للسعادة, علي الرغم من أن العمل الصحفي -بطبيعته المهنية- فيه الكثير من القلق والتوتر والإحباط, بالإضافة إلي أنه ملئ بالضغوط والمتاعب التي قد تفضي إلي المزيد من الألم والشقاء.
ومساء الأثنين الماضي 24نوفمبر الحالي كان مناسبة استثنائية للسعادة الغامرة التي شملت كل العاملين في جريدة وطني ومحبيها وعددا من القيادات والرموز الدينية, السياسية, الاقتصادية, العلمية, والأدبية التي شاركتنا فرحة الاحتفال بمرور خمسين عاما علي صدور وطني.
والحقيقة, أن سعادتي البالغة لم يكن مصدرها فقط تكريمي مع زملائي من الصحفيين في هذه المناسبة التاريخية. ولم تكن بسبب روعة الاحتفال, أو بسبب ما تشهده الجريدة حاليا من ازدهار ونمو نفتخر به,أو لغيرها من الأسباب الأخري, بل جاء نتيجة ما أطلق عليه ديموقراطية السعادة التي أبدعها وحرص علي تأكيدها الصديق يوسف سيدهم رئيس التحرير, فقد جعل المناسبة فرحة ذهبية لاقتسام السعادة مع الآخرين, فتوسع في تكريم المكرمين من القيادات والرموز والصحفيين والعاملين, فالفرحة ذهبية بمناسبة اليوبيل الذهبي, كما أن مهندس الاحتفال يوسف سيدهم شخصية ذهبية لا تتكرر إلا نادرا, والسعادة أيضا نادرة وشحيحة هذه الأيام, فلماذا لا نتقاسمها ونتشارك فيها, حتي تفيض وتفيض وتصل إلي كل من حولنا.
ولعلها -أيضا- مناسبة طيبة لكي أدعو إلي ديموقراطية السعادة في أماكن العمل المختلفة, حتي يفرح الجميع ويزداد العطاء, ولنتبني جميعا تجربة جريدة وطني وخلطة يوسف سيدهم السحرية في نشر السعادة حتي تغمرنا جميعا.