صديقي أرجو أن لا يبقي في نفسك شيئا مما حدث بين مصر والجزائر… أقصد أن لا تحزن لأن مصر انهزمت في المباراة لأنه في الحقيقة مصر لم تهزم في تلك المباراة بل أحد عشرة لاعبا جزائريا هزموا أحد عشرة لاعبا مصريا فقط لا غير. إن القول أن الكرة الجزائرية في مواجهة الكرة المصرية او أن الكرة الايطالية في مواجهة الكرة الفرنسية يضع بكل فجاجة الدولة الفلانية في مواجهة الدولة الفلانية وبالتالي الشعوب في مواجهة بعضها وهذا شيئا مفزع وخطير جدا. يبدو أن الشيطان ظن أن الأديان في طريقها إلي احتواء خلافاتها والعيش في سلام وهو أيضا لا يرضي أن يعيش أبناء الدين الواحد أو حتي العرف الواحد والوطن الواحد في سلام فقرر أن يأتي بهذا المزيج القاتل الذي يتقاتل في سبيله الاقرباء دون أي وازع ديني أو وطني أو عرقي ويسمي رياضة كرة القدم والجميع يرفع يداه للسماء رجالا ونساء وشباب دين كل الفئات والأنتماءات السياسية والدينية في الدعوة لهذا الدين الجديد عن طريق الدعوات بالانتصار للوطن وهم لا يعلمون أن الانتصار هو الارتقاء بالشعوب في الاقتصاد والعلم والحرية … ونحن مهزومون في ذلك هزيمة ساحقه… والارتقاء في الرياضة مطلوب لكني لا أقصد الرياضة بعد مزجها بالسياسية والدين وتحويلها إلي مادة سامه ستجني الأجيال القادمة ثمار إدمانها… والحادث بين مصر والجزائر خير دليل… حذار حذار حذار أنه الدين الجديد الذي يسيطر علي العالم الآن… والفيروس المنتشر علي نطاق واسع في مجتمعاتنا العربية ومن له أذنان للسمع فليسمع.