امتحانات الفصل الدراسي الأول هذا العام لها طابع خاص, فهي حتي الآن تبدو غامضة للأهالي و لا يعرفون بالتحديد ما الذي يمكن أن يحدث حتي بعد قرار وزير التعليم السابق وتوجيهه لتعليمات إلي جميع المديريات التعليمية ضرورة الالتزام بالضوابط الخاصة بنظام سير الامتحانات في الفصل الدراسي الأول . ولكن ما هي تبعيات هذه القرارات المتتابعة من قبل الوزارة والمتضاربة في أحيان كثيرة علي الطلاب و أسرهم أيضا؟.
بداية نشير إلي السيناريو المقترح من قبل الوزارة فيما يتعلق بالامتحانات في حالة حدوث حالات إصابة جديدة للطلاب أثناء فترة الامتحانات , فلقد وافق الوزير علي أن يؤدي تلاميذ صفوف النقل من الأول الابتدائي حتي الصف الخامس والأول والثاني الإعدادي والأول الثانوي ـ المتغيبون عن امتحان الفصل الدراسي الأول في كل المواد أو بعضها بسبب غلق فصل أو غلق مدرسة أو بسبب إصابة الطالب ذاته بمرض يمنعه من حضور الامتحان ـ فيتم تأجيل الامتحان لهم عقب إجازة نصف العام الدراسي مباشرة, كما وافق علي أن يؤدي تلاميذ الشهادات في الصف الثالث, والسادس الابتدائي, والثالث الإعدادي ـ المتغيبون عن امتحان الفصل الدراسي الأول في كل المواد أو بعضها للأسباب السابق ذكرها فيكون الامتحان مدمجا مع اختبارات الفصل الدراسي الثاني علي أن تحتسب لهم الدرجات الفعلية التي يحصلون عليها.
و لكن ما هو رأي أولياء الأمور في هذه القرارات؟, تحدثنا إلي بعض الآباء و الأمهات لنتعرف علي آرائهم .
مريم كامل تقول : ## أعتقد أن وجود تطعيمات لأولادنا بالمدارس منذ بداية شهر يناير الحالي يحد من القلق والحيرة التي نشعر بها , وبالتالي ستقل حالات الإصابة بالمدارس وستكون الامتحانات أقرب ما يكون للأعوام السابقة بالرغم من أن المعلمين أنفسهم في بداية شهر ديسمبر الماضي كانوا يقولون لنا: قد يكون امتحان شهر ديسمبر هو ذاته نصف العام و تغلق المدارس بعده##!!.
يختلف مع هذا الرأي عادل زكريا ويقول : ## ليس معني أن الوزارة ستبدأ في تطعيم الطلاب بالمدارس أنها ستشمل غالبية المدارس , حتي إن تصريحات المسئولين قالوا فيها إنهم سيقومون بتطعيم طلاب المدارس وسيبدأون أولا بالمرحلة الابتدائية, ومن الممكن أن يأتي موعد الامتحانات دون ان يكون ابناؤنا في المدارس الإعدادية و الثانوية أو حتي الابتدائية قد تم تطعيمهم . فلذلك يجب أن نكون حذرين وألا يذهب أولادنا للامتحانات قبل أن يتم تطعيمهم##.
أما سميرة عزمي فتقول : ## المشكلة أكبر من مجرد التطعيم , فنحن في حالة من التخبط من جراء التصريحات الكثيرة للوزارة التي أصابتنا بحالة من الربكة و شعرنا معها أنه لا يوجد شيء مؤكد في موضوع الامتحانات, فقد تغلق المدرسة و يؤجل الامتحان بها . بالإضافة إلي أننا لدينا مشكلة من أول العام الدراسي, وهي عدم انتظام أولادنا في المدارس مما أثر سلبا علي تحصيلهم الدراسي فلقد كانوا يعتمدون علي الدروس الخصوصية , وأحيانا كثيرة لا يبالون بالمذاكرة لأن الكثيرين كانوا يتوقعون حتي بداية شهرديسمبر الماضي غلق المدارس##.
و لم يكن المعلمون بالمدارس أفضل حالا عن أولياء الأمور – ولاء عزيز – معلمة بمدرسة الشروق التجريبية تقول : ## لقد أعدت وزارة التربية والتعليم خطة لسير امتحانات نصف العام, تتضمن تأجيل الامتحان لطلاب الفصول والمدارس التي يتم إغلاقها في حالة انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير, ولكن تصريح الوزير جاء متأخرا بعد فترة طويلة من الحيرة ما بين غلق المدارس وتأجيل الامتحانات وما بين سير العام الدراسي بشكل طبيعي, والآن الأمر يتعلق بحالات الإصابة إذا حدثت فسنطبق القرارات التي صدرت مؤخرا من الوزارة##.
و يعلق الدكتور كمال مغيث – الأستاذ بمركز البحوث التربوية فيقول : بداية أود أن أؤكد أن معظم الأسر استقرت منذ شهر نوفمبر الماضي علي أن يقوموا بعمل مدرسة موازية للمدرسة الحكومية لأنهم فقدوا الثقة في المدرسة الحكومية في أنها يمكن أن تقدم تعليما حقيقيا لأبنائها , وهذه المدرسة الموازية أقصد بها الدروس الخصوصية أو مراكز التقوية المنتشرة في كل مكان, و علي هذا الأساس أظن أنه علي الناس أن يستمروا كما هم في الدروس الخصوصية أو متابعة أبنائهم في المنزل في ضوء أنهم غير متأكدين من مواعيد الامتحانات من جانب , ومن جانب آخر فيما يتعلق بأن الامتحانات ستأتي متوافقة مع الدروس المدرسية بالفعل و ما قد تم تدريسه بالمدارس.
و يشير د . كمال مغيث إلي أن الوزارة تعلم جيدا أن المدارس في حالة فوضي شديدة , فملايين الطلاب لا يذهبون إلي المدارس, وبعض المدارس أو الفصول مغلقة سواء أعلنوا أو لم يعلنوا, و بالطبع هذا يؤثر علي سير تدريس المقررات بالمدارس , ولكن مع هذا نحن لا نثق أن الوزارة ستراعي هذه الحالات شديدة التنوع بالمدارس, و بالتالي الامتحانات يمكن أن تأتي مثلما يحدث كل عام . لذلك علي الأسرة أن تؤكد علي أبنائها أن يذاكروا كأنه لا يوجد شيء مختلف هذا العام تحسبا لصعوبة الامتحانات .وأن يبتعدوا عن فكرة أن الامتحانات ستأتي سهلة بسبب إنفلونزا الخنازير وأن الجميع سينجحون, فلا يوجد شيء مؤكد خاصة أن الوزارة كل يوم بتصريح مختلف , فالتصريحات متضاربة منذ بداية العام الدراسي وحتي قرب الامتحانات : فتارة يقولون الامتحانات في موعدها , ثم يقولون ستؤجل ….إلخ من التصريحات التي أصبحت صداعا في رؤوس الطلاب وأولياء الأمور. فطالما الموضوع هكذا فعلي أولياء الأمور أن يحاولوا أن يكونوا في مأمن من كل هذه المفارقات بأن يؤكدوا علي أبنائهم الالتزام بتحصيل دروسهم و المراجعة بشكل جيد قبل الامتحانات , فنحن لا نعرف حتي الآن ما الذي يمكن أن يحدث!!.