احتفلت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف بمرور 20 عاما علي توقيع الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل, وشهد العالم أكثر من 160 حدثا احتفاليا بهذه المناسبة, ونظم مكتب اليونيسيف في القاهرة احتفالية شارك فيها العديد من الأطفال والمؤسسات الأهلية العاملة في مجال الطفولة, وقاموا بتقديم عروض فنية والمشاركة في ورش عمل حول التوعية بحقوقهم.
وصدرت بهذه المناسبة طبعة خاصة من التقرير السنوي عن أوضاع الطفولة في العالم لتتبع وقع الاتفاقية والتحديات التي لاتزال قائمة أمام أطفال العالم لينالوا حقوقهم.
في هذه المناسبة, قالت السيدة آن م. فينمان, المديرة التنفيذية لليونيسيف: إن اتفاقية حقوق الطفل حظيت بأكبر عدد من التصديقات مقارنة بأي معاهدة من معاهدات حقوق الإنسان في التاريخ. ولقد غيرت هذه الاتفاقية من طريقة النظر إلي الأطفال والتعامل معهم في كل أنحاء العالم.
قد نالت الاتفاقية 193 تصديقا, وهي العملية التي تقرر البلدان عن طريقها أنها ستلتزم بأحكام المواد التي تتضمنها أي اتفاقية دولية. وتحدد اتفاقية حقوق الطفل مجموعة من حقوق الأطفال العالمية, مثل الحق في الحصول علي هوية واسم وجنسية, والحق في التعليم, والحق في التمتع بأعلي معايير صحية ممكنة, والحق في الحماية من الإيذاء والاستغلال.
وترتكز هذه الحقوق علي أربعة مبادئ أساسية هي: عدم التمييز, ومراعاة المصلحة المثلي للأطفال كاعتبار أساسي في الأمور التي تهمهم, والحق في الحياة والبقاء والنماء, واحترام آراء الأطفال.
تحدد الاتفاقية أيضا التزام الحكومات بأن تبذل كل ما في وسعها من أجل إعمال هذه الحقوق, وتعترق بالدور الخاص الذي يقوم به الآباء في تربية أطفالهم.
يبين تقرير وضع الأطفال في العالم ما تحظي به الاتفاقية من أهمية وكيف أنها ستظل وثيقة الصلة بموضوعها علي مر العصور.
قامت أكثر من 70 دولة بإدماج قوانين الطفل في تشريعاتها الوطنية استنادا إلي الأحكام التي تتضمنها اتفاقية حقوق الطفل, كما أن الوعي بالقضايا المتصلة بحماية الطفل والدعوة إليها قد تزايد بشكل ملحوظ منذ فتح باب التوقيع علي الاتفاقية منذ 20 عاما مضت.
علي مر الأعوام العشرين الماضية أحرز تقدم كبير تجلي في ما يلي:
* انخفاض عدد وفيات الأطفال دون سن الخامسة من نحو 12.5 مليون طفل سنويا في عام 1990 إلي ما يصل تقديره إلي 8.8 ملايين طفل في عام 2008, مما يمثل انخفاضا بنسبة 28 في المائة في معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة.
* حصل 1.6 بليون نسمة حول العالم علي مصادر محسنة للمياه ما بين عامي 1990 وحتي 2006.
* علي الصعيد العالمي, هناك الآن قرابة 84 في المائة من الأطفال في سن الالتحاق بالمدارس الابتدائية يحضرون دروسهم بالفعل, كما أن الفجوة بين البنين والبنات في معدلات الالتحاق آخذة في التقلص.
* اتخذت تدابير مهمة من أجل حماية الأطفال من الخدمة كجنود ومن الاتجار بهم لاستغلالهم في الدعارة أو الاسترقاق المنزلي.
* ارتفع سن زواج الأطفال في عدد من البلدان, كما ينخفض تدريجيا عدد البنات اللائي تتعرض أعضاؤهن التناسلية للبتر أو التشويه.
ولكن كفالة حقوق الطفل لاتزال أمرا بعيد المنال, وفقا لما ذكره تقرير اليونيسف.
وتقول السيدة فينمان: إنه من غير المقبو أن يكون هناك أطفال لايزالون يتعرضون للموت من جراء أسباب يمكن الوقاية منها, مثل الالتهاب الرئوي والملاريا والحصبة وسوء التغذية. وهناك الكثير من أطفال العالم ممن لن تهيأ لهم أي فرصة لكي يلجوا إلي داخل فصل دراسي ويطلعون علي ما يدور فيه, كما أن هناك الملايين من الأطفال ممن يفتقرون إلي الحماية من العنف والإيذاء والاستغلال والتمييز والإهمال.
ولاتزال حقوق الفتيات تتطلب عناية خاصة. وأغلبية الأطفال المحرومين من الالتحاق بالتعليم الابتدائي من البنات, وهن أكثر عرضة للعنف الجنسي والإتجار, أو إرغامهن علي الزواج في سن الطفولة. وفي مناطق كثيرة يقل احتمال حصولهن علي الرعاية الصحية الأساسية.
ويتضمن التقرير مقالات خاصة أعدها خبراء يمثلون القطاعين العام والخاص, إلي جانب أمثلة علي حالة حقوق الأطفال في طائفة من البلدان.
كما توفر الكثير من مقالات الخبراء نصائح بشأن الدور الذي يمكن أن تقوم به الاتفاقية في عالم يزداد اكتظاظا بالسكان وميلا إلي التحضر فضلا عما يواجهه من تحديات بيئية خلال العشرين عاما المقبلة وما بعدها. كما يقدم التقرير طائفة من الإقتراحات التي يمكن أن تكفل استمرار النهوض بحماية حقوق الطفل.
وتضيف السيدة فينمان: أن التحدي الكبير الذي يفرض نفسه خلال العشرين عاما المقبلة هو أن نرسخ المصالح المثلي للأطفال في صلب النشاط الإنساني. إن مسئوليتنا الجماعية تكمن في أن نكفل لكل طفل حقه والحماية والمشاركة. في البقاء والنماء.
[email protected]
———————
وزيرة الدولة للأسرة والسكان:
مرحلة جديدة لتحسين المستوي المعيشي للأطفال
أعلنت الوزيرة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان بدء مرحلة جديدة لمشروع تحسين المستوي المعيشي للأطفال وعائلاتهم الذي كان ينفذ في طرة والمعصرة بمحافظة حلوان ليشمل محافظة المنيا, ويأتي ذلك في إطار حرص الوزارة علي استدامة المشروع والارتقاء بنوعية الخدمات والقدرات الموسسية في أفقر الأماكن وتمكين الأسر الفقيرة للقيام بدورها.
وقالت الوزيرة مشيرة خطاب إن المرحلة الجديدة من مشروع تحسين المستوي المعيشي للأطفال وعائلاتهم يتضمن منح قروض صغيرة ومتناهية الصغر للعمل علي زيادة دخل الأسر وتحسين الخدمات العامة في محافظتي حلوان والمنيا وتنمية مهارات الأطفال ذوي الإعاقة لتمكين هؤلاء الأطفال وإعادة دمجهم في المجتمع ومنع تسربهم من التعليم ورفع الوعي العام بالقضايا الاجتماعية والصحية والبيئية واستمرار برنامج التدريب للمدرسين والمثقفات الصحيات وتطوير الجمعيات الأهلية العاملة في مجالات البيئة والإعاقة والرعاية الاقتصادية بمحافظة المنيا, موضحة أن المرحلة الأولي من المشروع التي نفذت بمنطقة طرة والمعصرة وكفر العلو بمحافظة حلوان نجحت من خلال التدخل التنموي المتكامل الشامل الذي تعمل من خلاله الوزارة مستهدفة أضعف فئات المجتمع المحلي حيث استفاد المواطنون من القوافل الطبية وتمكين السيدة من الحصول علي الرقم القومي والأطفال علي شهادة ميلاد وتطوير 5 مدارس وتزويدها بالإمكانات اللازمة.